نجم الأهلي يقترب من الرحيل عن الفريق | لهذا السبب    اعرف طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر حفظت تراث أذربيجان من الاندثار
نشر في الوفد يوم 15 - 04 - 2023

الدكتور سيمور نصيروف الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، رئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية ورئيس الجالية الأذربيجانية فى مصر، ولد فى قرية شووى بمنطقة أسطرة الأذربيجانية، وحصل على الليسانس فى الدراسات الإسلامية والعربية والترجمة من العربية إلى الأذرية ومن الأذرية إلى العربية من جامعة باكو الإسلامية 1988م ثم سافر إلى مصر بدعوة رسمية من الأزهر 1995 لمواصلة درسته فيها ضمن 36طالبًا من أذريبجان وهو أول طالب حصل على الإجازة فى الإفتاء الشرعى بين طلاب دول الاتحاد السوفييتى من دار الإفتاء المصرية 2006، كما حصل على شهادة الماجستير فى اللغة العربية وآدابها بإشراف أساتذة جامعة الأزهر 2011 ثم الدكتوراه 2020، وحصل على إجازات عديدة فى العلوم الإسلامية والعربية من المشايخ وعلى رأسهم الدكتور على جمعة فى أروقة الأزهر الشريف.
د. سيمور له العديد من الخبرات العملية وانتخب رئيسًا للجالية الأذربيجانية فى مصر 2017 وعين مستشارًا للعلاقات الخارجية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم منذ سنة 2020م، كما حصل على العديد من التكريمات والجوائز أبرزها «ميدالية الترقى» بقرار رئيس جمهورية أذربيجان لخدمانه الفعالة فى توطيد العلاقة بين الشعوب والجالية الأذربيجانية، كما حصل على ميدالية «الجالية» التى أسست بقرار رئيس أذربيجان، بالإضافة إلى العديد من التكريمات والدروع والأوسمة نظرًا لنشاطه الفعال.
«الوفد التقت الدكتور سيمور نصيروف رئيس جمعية الصداقة الأذربيجانية ورئيس الجالية الأذربيجانية فى مصر وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة وهذا نص الحوار.
فى="" البداية="" نود="" إعطاءنا="" نبذة="" تعريفية="" عن="" جمعية="" الصداقة="" المصرية="" الأذربيجانية="" متى="" تأسست="" وما="" أهم=""
- فيما يتعلق بتأسيس الجمعية، نحن بدأنا نشاطنا فى هذا المكان قبل 10 سنوات ولكى نؤسس الجمعية، أخذ منا ذلك وقتًا طويلا، لأنها ليست مثل تأسيس الجمعيات العادية، فقمنا بالتعاون مع بعض الجمعيات الأخرى من أجل خدمة الناس، وبالاتفاق مع جمعية القوافل الخيرية التى أسسها فضيلة الدكتور على جمعة المفتى السابق، ثم بدأنا ننطلق فى هذا المكان من خلال الأنشطة المتعددة، وبعد ذلك قمنا بتأسيس هذه الجمعية، واستغرق تأسيسها مدة، فجمعيات الصداقة ليست مثل أى جمعية عادية، ولا يسمح لأى دولة إلا بجمعية واحدة مثل المركز الثقافى أوالسفارة، ولابد من موافقة الدولتين مصر وأذربيجان، ومن أهم الخطوط العريضة للجمعية الصداقة بين الشعوب وتقديم كافة الخدمات الثقافية والعلمية والدينية وكذلك المساهمة فى زيادة دخل الأسر الفقيرة وتقديم المساعدات الاجتماعية، وتحت ذلك تندرج كل الأنشطة التى تتعلق بالصداقة بين الشعوب، ولذلك استشرت أستاذى د. على جمعة فأشار على بالتعاون مع جمعيات القوافل حتى يتم تأسيس الجمعية، ووافق كل من د. على جمعة والسيد محمود الشريف وكيل أول البرلمان السابق ونقيب الأشراف حتى يكونا عضوين مؤسسين، والدكتور أسامة العبد وبعض السفراء السابقين فى أذربيجان ورؤساء المراكز الثقافية المصرية فى أذربيجان ورحبوا جميعًا لخدمة هذه العلاقة بين الشعبين، حتى وافقت وزارة التضامن فى 29-9- 2019 وأرسلت خطابًا بالموافقة على تأسيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، وتهدف الجمعية إلى المساهمة فى خدمة مصر، فكل أنشطتنا هنا فى مصر، ثم تخدم العلاقات المصرية الأذربيجانية، فمن مصر نخدم العالم، وبدأنا فتح الفصول التعليمية، فإجمالى المساحة عندنا 600 متر مربع وأصبح لدينا أنشطة عديدة وبدأنا بالقرآن القراءات العشر الكبرى وبالإجازة متصل بالسند إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجئنا بشيوخ مصريين متمكنين ولديهم إجازة بالقراءات العشر بالروايات المختلفة، فمنذ 2013 بدأت الأنشطة فى مقر الجمعية، وقد درس أكثر من 2000 طالب وطالبة من 52 جنسية العلوم المختلفة والفنون المتنوعة منها القرآن الكريم والخط العربى والزخرفة الإسلامية واللغة العربية وعلومها واللغة الأذربيجانية والإنجليزية، وقد حصل أكثر من 300 طالب وطالبة على الإجازات المختلفة، وذلك بعد إشهار الجمعية بصفة رسمية فى عام 2019 وجميع هذه الخدمات تقدم بدون مقابل.
ما="" تقييمك="" للعلاقات="" المصرية="" الأذربيجانية="" وهل="" هى="" علاقات=""
- العلاقات المصرية الأذربيجانية تاريخية، فعندما ننظر إلى هذه العلاقة فى كتب التاريخ نجد أنها علاقة متينة عبر التاريخ، ويقول ابن فقيه فى كتابه «البلدان»: «لما فتحت أذربيجان انتقل إليها قبائل مصرية وشامية» فالمصريون موجودون فى أذربيجان منذ القدم، وكذلك لو أردت أن تعرف مدى العلاقات التاريخية بين البلدين، فلابد من النظر إلى كتب الأدب عندهم كيف يقدمونه، فنحن نقرأ الأدب الأذربيجانى ودائمًا نجد أن مكانة مصر مرموقة فيه، فالأديب يعبر عن الواقع الموجود فى بلده، على سبيل المثال هناك أشهر ملحمة موجودة فى الأدب الأذربيجانى «ملحمة كورأوغلو» بها مكانة مصر، وأشهر الشعراء تحدثوا أيضًا عن مكانة مصر، حتى أن الدكتور أحمد عمر هاشم عندما زار أذربيجان تحدث له وزير التعليم العالى الأذربيجانى واسمه مصر، فليس لدينا أعز من مصر حتى نسمى أبناءنا على اسمها، وهذا دليل على مكانة مصر فى قلوب الأذربيجانيين.
أما اليوم فالعلاقات المصرية الأذربيجانية على أعلى مستوى، ومصر من أولى الدول التى اعترفت باستقلال أذربيجان، والرئيس الأذربيجانى كان قد قام بزيارة مصر من قبل مرتين، ثم قام الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بزيارة أذربيجان وهى زيارة تاريخية، والآن نرى ثمار الزيارة وبدأت الآن حركة قوية جدًا للتبادل التجارى بين البلدين، فأذربيجان دولة غنية جدًا، حتى أن ميزانية شركة النفط الأذربيجانية تعادل ميزانية عدد كبير من الدول، والحمد لله الاستثمارات الأذربيجانية الآن مع مصر فى تطور سريع جدًا، بالإضافة إلى أن دراسة اللغة الأذربيجانية فى الجامعات المصرية، هذا خير دليل على عمق العلاقة بين البلدين خاصة فى جامعة القاهرة، أيضا نجد ذلك فى الأدب العربى، فأبو طاهر السلفى تجول فى أذربيجان شبرًا شبرًا ومدفون فى الإسكندرية يقول عن أذربيجان:
بلادُ أذَرْبِيجَانَ فى الشّرقِ عندَنا:كأندَلُسٍ بالغَرب فى العلمِ والأدبْ
فما إن تكادُ الدّهرَ تلقَى مُميَّزاً: من أهلِيهمَا إلاّ وقدْ جدَّ فى الطّلبْ
فالأندلس مشهور فى العلم والأدب فى الغرب وأذربيجانفى الشرق. وحتى الإمام البحترى يتحدث فى الشعر عن مكانة أذربيجان وكيف كان الأذربيجانيون عبر التاريخ، والأذربيجانيون موجودون فى العالم العربى والإسلاميوهم مرتبطون بالشرق، ودائمًا علاقتنا بمصر قوية، والأذربيجانيون ضحوا بحياتهم لخدمة الشرق ومصر، وخير دليل على ذلك السلطان صلاح الدين الأيوبى، بإجماع المؤرخين أن أسرة الأيوبيين من بلدة دُوين بأذربيجان، حتى أن ابن الأثير يقول فى كتابه «الكامل فى التاريخ»: إن سبب التقاء أسرة الأيوبيين بنور الدين زنكى لأنه هو أيضًا من بلدة دُوين بأذربيجان، وللعلم نحن لم نكن نعرف عنهم إلا بعد أن استقلت أذربيجان عن الاتحاد السوفييتى وبحثنا فى المصادر العربية فى مصر، فمصر حفظت لنا تاريخنا وتراثنا، فنحن كجالية أذربيجانية نشكر مصروالعالم العربى لأنهم حفظوا لنا تراثنا فى كتبهم، فدار الكتب المصرية والمكتبة الأزهر ومكتبة الإسكندرية زاخرة بهذه المصادر.
فى="" تصريح="" سابق="" قلت="" إن="" سبب="" مجيئك="" إلى="" مصر="" عشقك="" للشيخ="" عبدالباسط="" عبد="" الصمد="" فما="" قصة=""
- أسرتى عريقة كلها من الشيوخ والعلماء المعروقين جدًا فى جنوب أذربيجان، وعندما احتل الاتحاد السوفييتى أذربيجان رفض أجدادى خاصة والد جدى الشيخ شعيب بن الشيخ نصير الاستسلام للاحتلال، أو تسليم أراضيهم، حتى قاتلوا واستشهدوا جميعًا بعد سنتين من المقاومة للاحتلال مع 500 من مريدهم ثم إن الشيوعية كانت تحبس أى شخص متدين أو تنفيه إلى سيبيريا وكثير من أسر أذربيجان نفوا إلى كازاخستان لكى يتخلصوا منهم حتى تعرضت أسرتى للقتل وبقى جدى ثم قامت الحرب العالمية الثانية وأخذه إلى الحرب وشاء الله ألا يموت، وكان يوصى والدى أن إذا وجد فرصة ليتعلم القرآن فليفعل، وكان يقول إن الظلم السوفييتى لن يستمر، علموا أولادكم القرآن وقبل انفكاك الاتحاد السوفييتى بدأت الحرية، وكنت يومًا فى مدينة أسطرة أذربيجانية - وهناك أسطرة فى الشمال إيرانية-، فسمعت صوتًا جميلا غير عادى للقران الكريم وكان يأتى هذا الصوت من طرف إيران
فتوقفت ولم أتحرك حتى انتهى، فقد أعجبنى جدا ذلك الصوت وبدأت أبحث عنه وكيف أتعلم عن كيفية تعلم الحروف والعربية، وكنت أذهب للمدينة لكى أستمع للقراءة عبد الباسط قبل أذان الظهر، فكل العالم يعشق القراء المصريين وعلى رأسهم عبدالباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوى ومصطفى إسماعيل، وراغب مصطفى غلوش والشيخ السيد متولى، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتى سافرت إلى إيران لأجل أن أشترى شريطين بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ورجعت إلى أذربيجان دون أن أشترى شيئًا أخر، وبدأت أقلده وأستمع له، وانتشر اسمى فى كل المحافظة، وأطلقوا علىَّ «عبدالباسط الصغير»، فهناك تعطش شديد تجاه دراسة القرآن حتى لما التحقت بالجامعة فى العاصمة، انبهر الجميع بصوتى عندما قلدت الشيخ عبدالباسط، فكنت
أعشقه وكل حلمى أن أزور بلده، وحتى فى أيام دراستى فى المدرسة كنت قائد فريق الإنشاد المدرسى، وعندما وصل صوتى إلى مفتى أذربيجان عينونى مؤذنًا لصلاة الجمعة فى «المسجد الأزرق» فى عاصمة أذربيجان وهو مسجد قديم، وبعد التحاقى ب«جامع باكو الإسلامية» بسنة بدأت تأتينى دعوات من كل بلاد العالم لاستكمال الدراسة فى بلدانهم، لكن أحببت بلد الأزهر وعبد الباسط والإمام الشافعى، فرحبت فورًا وقلت إنها مشيئة الله، ورفضت أى مغريات بسبب عشقى إلى مصر بلد الأزهر الشريف، فالأزهر يساهم فى حل المشاكل الإنسانية فى العالم كله وليس فقط بين المسلمين فحسب وأيضا بين غير المسلمين، ففى المصادر نجد أن الهند كانت تخاطب الأزهر لحل مشاكل غير المسلمين هناك.
ما="" أهم="" المساجد="" الموجودة="" فى=""
- فى زمن الاتحاد السوفييتى أغلقوا المساجد وحولوها إلى مخازن للحبوب والغلال ولم يهتموا بترميم المساجد، ولم يبن أى مسجد جديد خلال 70 عامًا أيام الاحتلال السوفييتى لأذربيجان، وحتى أصحاب الأديان الأخرى كانوا متضررين وليس المسلمين فقط، لأن الشيوعية تؤمن بأن الدين أفيون الشعوب، أى أن الدين ضد أى تقدم أو تطور، وهناك مسجد قديم جدًا من أقدم المساجد فى مدينة «الشماخى» ولكن أشهر مسجد الآن فى أذربيجان مسجد حيدرعلييف باسم الزعيم القومي الأذربيجانى، وهذا المسجد بنى على الطراز الشرقى الجميل، فأذربيجان الآن معروفة فى العالم بالتسامح الدينى والتعددية الثقافية، فليس لدينا أى تعصب، فعندما انهار الاتحاد السوفييتى كان ممنوعًا دراسة الدين، وبعد الاستقلال بدأوا يقرأون العلم الدينى، فليس لدينا أمية، فنسبة الأمية صفر، فجدتى كانت تشتكى أنها لم تستطع مواصلة الدراسة بسبب المشاكل والفقر إبان الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك كانت تتحدث بثلاث لغات، وعندما استقلت أذربيجان بدأ الناس يدرسون الدين بالعلم بعيدًا عن الخرافات والتطرف، فالشعب الأذربيجانى متمسك بالتسامح، ولدينا تعددية ثقافية، حتى صارت هناك 30 قومية فى أذربيجان كلهم يعيشون فى أمان وسلام، ولذلك فإن الأمم المتحدة دائمًا تختار أذربيجان لتنظيم المؤتمرات العالمية فى التسامح الدينى والتعددية الثقافية.
ماذا="" يمثل="" الأزهرلك="" ومن="" أهم="" العلماء="" الذين="" تأثرت=""
- لا أستطيع وصف شعورى وعشقى للأزهر، فقد وصلنا إلى مصر بأعجوبة وصعوبة، وكنت ليل نهار أحلم بالوصول إلى الأزهر والمجىء إلى مصر، وللعلم لم أرَ عالمًا دينيًا أذربيجانيًا مشهورا إلا ودرس فى الأزهر بل ودرَّس فيه، فالأزهر ليس لمصر فقط بل للعالم كله، وقد تأثرت بالدكتور على جمعة المفتى السابق وهو أكثر من درست على يديه، ومن شدة حبى له سميت ابنى «شيخعلى» وهو اسم مركب بسبب حبى لهذا العالم الكبير.
كيف="" ترى="" قضية="" الخطاب=""
- لابد أن نفهم الدين أولا بشكل سليم وصحيح، فالإسلام مناسب دائمًا لكل زمان ومكان والأحوال والأشخاص، ونعرف أن الفتاوى تتغير بحسب الزمان والمكان أيضًا، فلكل عصر أسلوب خطاباته، فلابد أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، فكثير من الناس لا يفهمون معنى تجديد الخطاب الدينى، ويظنون أن التجديد هو اختراع شىء جديد أو دين جديد، ولا يعرفون أن المقصود تقديم الإسلام بأسلوب يتناسب مع العصر، بالرغم من أن علماءنا تحدثوا فى ذلك، إلا أن هناك بعض الناس عندهم لبس فى هذا الفهم، وربما هناك البعض يريد تشويش العقول وبث معلومات خاطئة، فالقاعدة تقول : «مذهبك مذهب مفتيك» أى لكل ديار مفتى مكلف ومعه متخصصون شغلهم الشاغل الدراسة والإفتاء للناس، إذًا على الجميع أن يتبع مفتيه وإذا التبس عليه فهم أى مصطلح جديد فعليه اللجوء إلى المتخصصين، فالقرآن يقول: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، فالخطاب الدينى الجديد يعنى تقديم الإسلام وأحكامه وكل ما يتعلق بالشريعة بأسلوب يتناسب مع عصره.
كيف="" ترى="" حال="" الفتوى="" الآن؟="" ومن="" المؤهل=""
- حصلت على إجازة علمية للإفتاء الشرعى من دار الإفتاء المصرية بعد أن درست العلوم على يد علماء الأزهر، فالإفتاء تعنى الصناعة وهى تحتاج إلى العلم والخبرة، والعلماء وضعوا لها ضوابط، فكل دولة فى العالم تدرك أنه لابد من إعداد المفتى، وهناك اجتهادات مختلفة، يختار منها المتخصصون، ولدينا فى دار الإفتاء المصرية دعاة شغلهم الشاغل دراسة الإفتاء وعملية إعداد العلماء لها، فالفتوى تشمل حياة المسلم كلها، وأدعو دائمًا إلى التمسك بالآية الكريمة «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون».
روشتة="" إيمانية="" تقدمها="" للصائمين="" فى=""
- دائمًا أدعو إلى صفاء القلب، إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وأدعو دائمًا إلى التسامح والانشغال بخدمة الناس، فخير الناس أنفعهم للناس، لا نفرق بين أحد، فديننا يعلمنا أن نحب الخلق لأجل الخالق، وهذا ما تعلمناه فى أزهرنا ولاندخل فى أى صراعات مع أحد، لأن الله تعالى أمرنا أن نعفو دائمًا عن الجميع، وحبا فى الله لابد أن نبدأ صيامنا دائما بصفاء القلب.
ما="" أبرز="" مؤلفاتك=""
- ألفت كتاب «تراجم أذربيجانية فى المصادر العربية» وتم نشره، و«جهود علماء أذربيجان فى خدمة العلوم العربية» وتم نشره أيضا. ونشرت لى مقالات علمية عديدة فى الصحف والمجلات باللغتين العربية والأذربيجانية، وشاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية، والندوات، والبرنامج الإذاعية والتليفزيونية، وألقيت محاضرات، وأظهر بكثافة فى المواقع الإخبارية الأذربيجانية ألقى الضوء فيها باستمرار عن مكانة مصر المرموقة وعلاقتها بأذربيجان.
أخيرًا..="" يوم="" رمضانى="" كيف=""
- ليس هناك بديل لرمضان فى مصر، فقد زرت بلادًا كثيرة، وكنت قبل بدء رمضان فى مؤتمر بأذربيجان وكنت أفكر فى العودة إلى مصر وأعد الليالى لذلك حتى أعيش الطقوس الرمضانية فى مصر أنا وأولادى، فنحن لا نشعر بغربة مطلقا فى مصر بالرغم من الشوق والحنين إلى المكان الذى ولدنا فيه بأذربيجان وتعيش العائلة به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.