ولد بقرية "النخاس". . وتعلق بالإمام الليث بن سعد.. وتعلم القراءات العشر على يد :العربى: ببنى قريش تراهم جميعًا طالت أسفارهم وهم يشدون بما تحمل صدورهم من كلام رب العالمين، حتى من مات منهم، فكأن الله عز وجل قد أحسن خاتمته، وبكته حتى ذرات التراب، وسألت عليه أركان المساجد وهم أهل الله وخاصته، أهل القرآن، درر ولالآلى دولة التلاوة المصرية جيلاً وراء جيل، فمن عاش طيلة حياته بالقرآن الكريم ختم الله حياته بالخير. شهرته سبقت الإذاعة.. واستقبله الأتراك فى المطار كالملوك.. وأسلم على يديه ثلاثة أمريكيين وقد جلى عطاء القرآن لهؤلاء الشيوخ متمثلاً فى رفع ذكرهم وطيب سيرتهم وحسن خواتيمهم، فى هذه الصفحة سيرة أحد أبرز أركان دولة التلاوة المصرية وهو القارئ الشيخ محمد محمد أبوالعلا الشهير بالشيخ محمد الليثى، والذى ولد فى الأول من شهر يوليو عام 1949 بإحدى القرى المصرية التى ما زالت تنبض جنباتها بقراء عظام. قال عنه الموسيقيون إنه قارئ ∩السيكا الأول∪ نسبة إلى المقام الذى يقرأ به، ووصف بمقرئ القصرين، وهذا اللقب وراءه قصة طريفة، منذ نعومة أظفاره تعلق بجد آل البيت، وقلد مشاهير التلاوة ليصبح واحدًا منهم، حتى الناس كانوا يحبونه لسمته أولاً وصفاته الطيبة الكريمة ولتلاوته العطرة، وأسلوبه المبهر فى تلاوة كتاب الله، استطاع تحقيق شهرة واسعة قبل التحاقه بالإذاعة ليصير علمًا قبل أن يلامس صوته أثير موجات الإذاعة، ∩الوفد∪ ذهبت إلى مسقط رأسه لتلتقى نجل أسطورة التلاوة القارئ الشاب محمد ليروى مسيرة والده ورحلته الحافلة بالقرآن، وهذا نص الحوار: كرّمه سلطان ∩بروناى∪. . ودعوة شخصية من الرئيس الإيرانى محمد خاتمى لإحياء الليالى الرمضانية البداية والنشأة فى البداية يقول القارئ الشاب محمد نجل المقرئ الكبير الراحل الشيخ محمد أبوالعلا الشهير بالشيخ محمد الليثى: ولد أبى فى الأول من شهر يوليو عام 1949 فى قرية ∩النخاس∪ التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ونشأ وترعرع فى بيت قرآنى، حيث كان والده الشيخ محمد أبوالعلا محفظًا للقرآن الكريم ومنشدًا دينيًا، وكان جده أيضًا من حملة كتاب الله عز وجل، وكان هو أول شيخ فى القرية يفتتح ∩كُتابًا∪ وقد بدأ الأب فى تحفيظ ابنه القرآن الكريم وهو ابن الثالثة من عمره، فمنّ الله عليه بحفظ كتاب الله كاملاً وهو ابن السادسة من عمره، وتعلم والدى الشيخ محمد الليثى من والده فن وقواعد وأحكام التلاوة، وأرسله إلى شيخ فى إحدى القرى المجاورة لنا وتحديدًا قرية ∩بنى قريش∪ بمركز مينا القمح ويدعى الشيخ ∩محمد العربى∪ وكان عالمًا فى القراءات العشر، ثم بدأ يقرأ فى المناسبات المختلفة داخل القرية وهو ابن السابعة عشرة من عمره، حتى ذاع صيته فى القرى المجاورة، وبهر الناس بصوته الحلو، وطول النفس وأسلوبه البسيط فى التلاوة، وكان الناس يلقبونه منذ الصغر بالشيخ ∩الليثى∪، حتى إنه كان مميزًا فى تقليد مشاهير القراء الذين كانوا فى عز مجدهم أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد رفعت، والشيخ البهتيمى والشيخ المنشاوى، وكان الناس ينبهرون من تقليده لهؤلاء القراء الكبار جميعهم فى آية واحدة. أكثر قارئ صاحب تراث بشبكة الإنترنت.. و∩يوسف والشعراء وقصار السور∪ أول تسجيل لصوت الشرقية حكاية الليثى ويواصل نجل القارئ الكبير إن اسم والده هو الشيخ محمد محمد أبوالعلا، أما لقب ∩الليثى∪ فلها واقعة شهيرة، وهى أن والده ووالدته كان فى زيارة إلى آل البيت بالقاهرة، وزارا مقام سيدنا الحسين واصطحباه معهما فى هذه الزيارة ثم زاروا مقام الإمام الليث بن سعد فرأى والده مدى تعلق الطفل ∩محمد∪ ابنهما بمقام الإمام الليث بن سعد فأطلقا عليه اسم محمد الليثى حتى ينال البركة، ومن هنا اشتهر باسم ∩الليثى∪، وكان والدى رحمه الله يتمتع بخصال حميدة وصفات طيبة، فجمع بين قوة الشخصية والحنان الزائد، وكان دائم الابتسامة، وبيته كان بمثابة ساحة لأهل بلدته ومحبيه وضيوفه، من كل محافظات مصر، وكان الكل يقصده كبيرًا أو صغيرًا، فالبيت تملأه التلاوات القرآنية وإطعام الطعام، واستقبال كل المحبين والضيوف. وفى سن ∩23∪ عامًا كان والدى قد ذاعت شهرته على مستوى الجمهورية وسجل سورة يوسف والشعراء وقصار السور، وأول ما سجل كان لشركة صوت الشرقية عام 1984، قبل التحاقه بالإذاعة، حتى إن شرائط الكاسيت كانت توزع فى السعودية والأردن وذاعت شهرته قبل الإذاعة بسنوات. زار أمريكا بصحبة شيخ الأزهر جاد الحق على جاد الحق التحاقه بالإذاعة وعن التحاقه بالإذاعة قال الشيخ محمد محمد محمد الليثى نجل القارئ الراحل: كان والدى قد أصبح نجمًا من نجوم التلاوة، وكانت شركات إنتاج أشرطة الكاسيت تتهافت على القيام بتسجيل تلاوته للقرآن فى الحفلات المختلفة وكان لم يلتحق بالإذاعة بعد، وبدأت الدول العربية والإسلامية تطلبه لإحياء الحفلات القرآنية بها، لكن والدى لم يكن ينسى أبدًا عشقه لآل البيت، وكان يمضى ساعات طويلة فى مساجد وأضرحة الأولياء خاصة مسجد ومقام الإمام الليث بن سعد فى البساتين، والذى كان متعلقًا به بشدة منذ صغره، ولم يكن والدى يسعى للالتحاق بالإذاعة، لأن شهرته سبقت الإذاعة بمراحل، وكانت له أشرطة كاسيت فى السوق يتداولها عشاق ومريدو الشيخ الليثى خاصة فى فترة الثمانينيات، وكان صوته قد عبر جميع محافظات مصر، واسمه معروف لدى الجميع فى مصر وخارجها، وكان عمره وقتها ما يقرب من الثالثة والثلاثين عامًا، وكان أداؤه قويًّا ومتميزًا، وقد حكى لى والدى أنه فى بداية عمره قبل التحاقه بالإذاعة كان مداومًا على الحضور للقاهرة مستقلاً القطار، وفى مرة حضر ليصلى الجمعة بمسجد سيد الشهداء الإمام الحسين فاستمع للشيخ عبدالعاطى ناصف، ودعا الله أن يلتحق بالإذاعة ويقرأ بهذا المسجد وأن يذيع صيته، وقد كان، وتقدم والدى بطلب للإذاعة المصرية وأمام لجنة اختبار القراء فى عام 1986م وقف الشيخ ∩الليثى∪ لتجيزه اللجنة من الوهلة الأولى والتى أعجبت بصوته كثيرًا، لأن فيه قوة ونبرة وبصمة خاصة تدل على أنه قارئ متميز وصاحب لون جديد فى التلاوة، حتى لقب بعملاق القراء فى مصر آنذاك، وأصبح قارئ الشرقية الأول والمحافظات المجاورة، وبالفعل أذيع له ربع ساعة ما تيسر من سورة النور بعد اجازته بشهور قليلة، فأضافت هذه التلاوة إلى رصيده، حتى امتدت شهرته كثيرًا وهو يتلو قول الله عز وجل: ∩الله نور السموات والأرض∪ وكانت أولى سهراته القرآنية والليالى الدينية على الهواء مباشرة من أكبر مساجد مصر وأشهرها مسجد الحسين والسيدة زينب والنور بالعباسية والإمام الشافعى وغيرها من مساجد مصر الكبرى. سفرياته ويستكمل الشيخ محمد نجل القارئ الكبير: والدى الشيخ محمد الليثى رحمه الله − سافر إلى العديد من دول العالم، فقد سافر إلى تركيا بصحبة القارئ الراحل الشيخ سيد عبدالشافى هلال عام 1988، وسافر إلى أمريكا ثلاث مرات فى ولاية تكساس وولاية هيوستن وولاية بنما∩أمريكا الوسطى∪، وكانت أول زيارة له إلى أمريكا بصحبة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق الدكتور جاد الحق على جاد الحق رحمه الله، وقد أسلم على يديه ثلاثة أمريكيين، كما زار استرالياوإيران تلبية لدعوة الرئيس محمد خاتمى شخصيًا وقتها، وسافر إلى ألبانيا والهند وباكستان وجنوب أفريقيا وألمانيا. أما عن زيارته لدولة ∩بروناى∪ ولقبه مقرئ القصرين فهذا يعود إلى قصة طريفة وهى أنه أقيم احتفال كبير هناك، دعا فيه سلطان بروناى والدى للقراءة فيه، وكان السلطان متزوجًا من امرأتين، فكان الشيخ محمد الليثى يقرأ فى قصر الزوجة الأولى ما سبّب غيرة للزوجة الثانية، والتى طلبت هى الأخرى إقامة احتفال كبير فى قصرها وإحضار الشيخ ∩الليثى∪ للقراءة فيه، مثلما فعل السلطان مع الزوجة الأولى، ومن هنا عرف بمقرئ القصرين، كما لقبوه فى إيران بملك التلاوة. نجل الأسطورة وباستفاضة يتحدث القارئ الشاب محمد عن والده القارئ الراحل الكبير، واصفًا إياه بأنه أكثر قارئ صاحب تراث على شبكة الانترنت بالرغم من أنه لم يسجل المصحف المرتل أو المجود لكن الحفلات التى أحياها كثيرة جدًا، ولم يكن يكرر نفسه فى الحفلات، فكل حفلة كانت بتلاوة جديدة، ولم يكن يهتم بالتكريمات ولا الألقاب، وقد تميز جيله بقراء عظام ومنهم الشيخ محمد عبدالوهاب الطنطاوى ومحمد محمد هليل والشيخ محمود إسماعيل الشريف، والشيخ سيد عبدالشافى هلال، والشيخ محمد أحمد شبيب قارئ النصر فى حرب 1973 والذى كان من أقرب الناس لوالدى، والشيخ ∩الشحات∪ محمد أنور، وقد عشقت صوت والدى، منذ صغرى، حتى إننى كنت قد بدأت رحلتى مع القرآن فى المرحلة الابتدائية، وكان جدى الشيخ محمد أبوالعلا يحفظنى وتولى تأسيسى بشكل كامل كما فعل مع أبى الشيخ ∩الليثى∪ وفى المرحلة الإعدادية كنت أجلس بمفردى فى حجرتى بالمنزل وأقلد والدى بعد سماع شريط كاسيت بصوته، وفى أحيان كثيرة كان زملائى وأصدقائى يطلبون منى التلاوة، وقد رافقته فى ليالٍ عديدة منذ طفولتى وكانت له مقولة شهيرة ∩الكتكوت الفصيح فى البيضة بيصيح∪ أى من أراد القراءة فليس فى حاجة لمن يقول له أقرأ، فهو مولود لديه موهبة ويقرأ لوحده. قلّد «المنشاوى» و«عبدالباسط» و«البهتيمى» و«رفعت» وفى إحدى المرات طلب منى والدى أن أرافقه فى مشوار إلى مدينة السنبلاوين فى محافظة الدقهلية حيث سيقوم بإحياء إحدى الليالى هناك، وعندما وصلنا قال لى الناس عايزة تسمعك يا شيخ محمد، وكنت مرتبكًا جدًا، وأخشى التلاوة أمام والدى، وحينما شعر هو بذلك غادر المكان بحجة صلاة العصر قبل صعودى لدكة التلاوة، بالرغم أنه وقف يتابعنى خارج الصوان ويسمع صوتى ولما عاد قال لى: أحسنت يا شيخ محمد، وعندما انتهينا من الليلة أعطانى ∩30∪ جنيهًا، ومن يومها ظللت أتلو معه، وكنت قد سجلت أكثر من حلقة فى برنامج ∩براعم الإيمان∪ فى إذاعة القرآن الكريم، ومرتين فى برنامج ∩طلائع الإيمان∪ ودخلت مسابقة الأصوات الحسنة مع الشيخ أبوالعينين شعيشع وهى تابعة لوزارة الأوقاف، وقرأنا أمام الرئيس وقتها فى ليلة القدر، وطلب الشيخ أبوالعينين شعيشع من والدى أن يصطحبنى معه فى العزاءات والليالى للتلاوة، قائلاً له: ∩يا شيخ ليثى∪ ما تحرمش ابنك محمد من متعة التلاوة، فقد سمعته، فى مسابقة الأصوات الحسنة وأوصانى الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية إنى أقولك شجع ابنك على التلاوة أكثر من ذلك. «شعيشع» يوصيه: يا ليثى ما تحرمش ابنك محمد من متعة التلاوة ∩أسرة الليثى∪ يقول نجل القارئ الراحل: تزوج والدى الشيخ محمد الليثى من والدتى وكانت من أهل القرية، ولم تكن هناك صلة قرابة وقد رزقهما الله بخمسة أبناء ولدان هما شقيقى عبدالله وأنا، وثلاث بنات أكبر منى، ثم تزوج والدى مرة أخرى عام 1995 وأنجب من زوجته ولدًا وهو يوسف وبنتين. الرحيل ويتذكر نجل القارئ الكبير الراحل الشيخ محمد الليثى الأيام الأخيرة فى حياة أسطورة التلاوة قائلاً: كان رحمة الله − قريبًا جدًا من الله، ومن أكثر نصائحه لى ∩خليك قريباً من الله∪ وكان زيارته قبل الأخيرة إلى إيران عام 2000م برفقة القارئ الطبيب أحمد نعينع، وشعر وقتها بالاجهاد بسبب كثرة الليالى، وبعد أن عاد شعر بالتعب فبادر بأداء العمرة، ولما عاد منها كانت هناك دعوة للقراءة فى عدة مدن لبنانية لمدة عشرة أيام، وعندما اشتد عليه المرض قطع زيارته للبنان عائدا إلى مصر، وقد تفاجأت بوالدى رحمة الله − قبل وفاته بأيام قليلة يطلب منى الذهاب معه إلى طبيبه فى القاهرة صباحًا، وفى الطريق أخبرنى أنه رأى فى الرؤيا أنه يزور أولياء الله، وبالفعل عدلنا الزيارة لنبدأ بزيارة مسجد الإمام الحسين وجلس هناك وطلب منى قراءة سورة يس، وأثناء التلاوة كان يتأمل أركان المسجد والذى كان يودعه، وعندما ذهب لأحد الأطباء بمدينة الزقازيق وهو الدكتور علاء مباشر اكتشف مرضه الذى أثر على صوته، واستمر معه لمدة 6 سنوات أجرى خلالها عمليتين جراحيتين، ليرحل فى يوم الأحد الخامس من مارس 2006م، رحم الله مقرئ القصرين الشيخ محمد الليثى أسطورة التلاوة. نجله: «الكتكوت الفصيح فى البيضة بيصيح» مقولته الشهيرة