بعد دورتين من القيود والإغلاقات بسبب جائحة كورونا، منها واحدة أقيمت افتراضية وأخرى كانت مقتصرة على عدد محدود من الحضور أو الفعاليات، شهدت السجادة الحمراء للدورة ال73، من مهرجان برلين السينمائى الدولى التى انطلقت فعالياتها الخميس الماضى، وتستمر حتى 26 من فبراير الجارى، عدد كثير من النجوم من مختلف أنحاء العالم، لتعيد أمجاد واحد من أهم المهرجانات الدولية على الخريطة السينمائية، حيثُ جاءت الدورة غنية ودسمة بالفعاليات والأحداث المهمة التى جعلته محط أنظار العالم. حملت الدورة الحالية من عُمر المهرجان، الكثير من المفاجآت والحضور تاكثيف من النجوم، وثراء كبير فى عدد الأفلام المشاركة، التى وصلت نحو 300 فيلم فى مختلف أقسام المهرجان، من أهمها: «القوة الخارقة» و«الجبهة الشرقية»، وفيلم عن أحداث حرب أكتوبر 1973. وكان من بين الحضور، الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، الممثلة البريطانية الحائزة جائزة الأوسكار هيلين ميرِن، المخرج فاسيليس كاتسوبيس، مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكى أليكس جيبنى، والمخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج وغيرهم. وكما جرت العادة، يسلط المهرجان فى دورته ال73 الضوء على الأحداث السياسية المسيطرة على الساحة، كما اعتدنا منه، إذ أعلن تضامنه مع الشعب الأوكرانى ضد الحرب الروسية، تكريسًا للرسالة الأساسية القائمة عليها السينما، حيثُ خصص المهرجان أيامه الأولى فى تسليط الضوء على الغزو الروسى على أوكرانيا، من خلال أفلام وثائقية منها فيلم «Superpower» أو «القوة الخارقة» عن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى للمخرج العالمى شون بين. ومن بين الأفلام التى تدور حول الصراع فى أوكرانيا، الفيلم الوثائقى «الجبهة الشرقية» الذى يقف وراءه فيتالى مانسكى ويفهين تيتارينكو، حيث جرى تصويره بشكل حقيقى على جبهات القتال فى أوكرانيا العام الماضى. وتشمل القائمة أيضًا فيلم «الفراشات الحديدية» لرومان ليوبى وأيضًا فيلم «فى أوكرانيا» لبيوتر باولوس وتوماس فولسكى الذى جرى وصفه من قبل القائمين على المهرجان باعتباره «أكثر الأفلام الذى عكس حقيقة واقع أوكرانيا منذ بداية الحرب». كما أعلن المهرجان تضامنه مع الشعب الإيرانى، إذ نظمت وقفة احتجاجية ترأسها النجمة الأمريكية كريستين ستيوارت، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية فى المهرجان، للدفاع عن حقوق الإنسان والنساء فى إيران. وشارك فى الوقفة كل من: مارييت ريسنيك والمدير الفنى كارلو شاتريان، بالإضافة إلى عضو لجنة التحكيم والنجم الإيرانى الأمريكى جولشيفته فراهانى. كما خصص المهرجان برنامجًا لمناقشة دور السينما والفن خلال موجة الاحتجاجات الحالية فى إيران. وشهد فعاليات المهرجان وقفات احتجاجية بسبب التغيرات المناخية، كما طالب البعض الآخر بأجور عادلة للعاملين فى دور السينما فى برلين. وتشهد جوائز المهرجان الكبرى «الدب الذهبى والدب الفضي»، منافسة شرسة لأكثر من 19 فيلمًا من بينها أربعة أفلام من إخراج مخرجين ألمان. وخلت الدورة الحالية من عمر المهرجان من أى عروض لأفلام أمريكية، أو أفلام المنصات الرقمية التى شغلت حيزًا كبيرًا فى المهرجانات السينمائية الدولية. ولأن مهرجان برلين يعتبر واحدًا من المهرجانات التى تناهض العنصرية، تحاول الموازنة بين الرجال والنساء فى فئة الإخراج. اعترافًا منها بدور المرأة مجتمعيًا.