تكريم الطلاب الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بجامعة قناة السويس    المهندسين تبحث في الإسكندرية عن توافق جماعي على لائحة جديدة لمزاولة المهنة    وزير التعليم يوجه بزيادة إنتاج مشغولات ومستلزمات المدارس الفنية والاهتمام بتسويقها    سوريا.. قرار عاجل من مجلس الوزراء يخص مؤسسات الدولة    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض الزهور الأول احتفالا بأعياد الربيع    رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مديري الكليات    أسعار الذهب تتراجع عالميًا بأكثر من 1% لكنها تتجه لتحقيق مكاسب شهرية    الطاقة السعودية: النقاش بشأن التغير المناخي أصبح أكثر واقعية في قمة "كوب27"    البورصة المصرية.. «EGX30» يفقد 2.4% في منتصف تعاملات الثلاثاء    «الشيوخ» يبدأ الجلسة العامة لمناقشة ملف التصنيع الزراعي    بعد تراجع الأوفر برايس .. سعر شيري تيجو 8 العائلية 2024 الجديدة    تحرك برلماني لتطبيق الحد الأدنى للأجور بأجهزة الدولة وهيئاتها الاقتصادية    محافظ القاهرة يوجه بتكثيف أعمال الرقابة على الأسواق والمخابز    علاء عابد: زيارة أمير الكويت لمصر تستهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات    «إكسترا نيوز» تبرز ملف «الوطن» عن جهود مصر لوقف العدوان على غزة: وفد حماس في القاهرة    خبير دولي يؤكد أهمية زيارة رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك إلى مصر    مشاهد صادمة لثوران بركان روانج.. حمم وغيوم ساخنة ورعب بين السكان (فيديو)    بالأرقام.. حجم التبادل التجاري والاستثماري بين مصر والكويت تزامنا مع زيارة الأمير للقاهرة    طارق مصطفى يغيب يومين عن البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    صراع الكبار.. التشكيل المتوقع لريال مدريد وبايرن ميونيخ في دوري الأبطال الليلة    قرار جديد في ليفربول بشأن محمد صلاح.. هل يستمر بالفريق؟    رئيس شركة الأهلي: عبارة "مصلحة المنتخب أهم" حق يراد به باطل    لقب الكونفدرالية ينادي الأبيض.. شوبير يعلق على فوز الزمالك أمام دريمز الغاني    «الأرصاد»: طقس ربيعي مشمس في القاهرة الكبرى اليوم    والدة تسنيم بسطاوي: مش عايزة غير حق بنتي والمتهم قتل فرحتي.. فيديو    السجن 10 أعوام وغرامة 500 ألف جنيه لمتهم بحيازة 861 جرام هيروين في الإسكندرية    حملات أمنية ضد محاولات التلاعب في أسعار الخبز.. وضبط 31 طن دقيق    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    «التعليم»: 38 مدرسة فنية تشارك في معرض «ابدع واصنع»    18 مليون جنيه خلال يوم واحد.. ضربة جديدة لمافيا الدولار    خبير يكشف عدم ذكر ووجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن    الموضوع وصل القضاء.. محمد أبو بكر يرد على ميار الببلاوي: "أنا مش تيس"    باعتبارها معلمًا تنويريًا وحضاريًا.. سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    إيرادات الأفلام.. عمرو يوسف يتفوق على الجميع وتراجع على ربيع وبيومى فؤاد    حكم الوصية الواجبة ومعناها وشروطها؟.. الإفتاء توضح    ما هو الدعاء الذي نهى عنه النبي؟.. «وكيل الأوقاف» يوضح    المصل واللقاح عن "استرازينيكا": لا يوجد سبب يدعو للتخوف أو التوتر    أسهل طريقة لتحضير كيكة البسكويت الباردة.. «جهزيها من غير دقيق وبيض»    الصحة: تطوير مناهج مدارس التمريض والشعب والتخصصات بالمعاهد بالتعاون مع إيطاليا    فصل قضائي جديد في دعوى إثبات نسب طفل لاعب الزمالك السابق    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    «مصر للصرافة» تجمع حصيلة من العملات تعادل 8 مليارات جنيه    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معهد الوفد ينظم حلقة نقاشية متخصصة حول حادث "4 فبراير عام 1942"

نظم معهد الوفد للدراسات السياسية حلقة نقاشية متخصصة، تحت عنوان : "الوفد وحادث 4 فبراير" ضمن أنشطة المعهد التثقيفية، تحت إشراف الدكتور عبدالسند يمايمة رئيس الوفد وعميد المعهد.
شارك في الحلقة النقاشية خبراء متخصصون بجانب عدد كبير من قادة الوفد وجمهور المهتمين بهذا الحدث التاريخي.
في بداية النقاش رحب شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد ومدير النقاش بالحضور الكريم من المتخصصين وأبناء الوفد.
وقال: نسعد اليوم بالجلوس معًا في حلقة نقاشية ينظمها معهد الوفد للدراسات السياسية حول قضية من أهم قضايا الجدل التاريخي في تاريخ مصر الحديث وهي حادثة 4 فبراير عام 1942، موضحًا أن الحلقة النقاشية هي جزء من مشروع ثقافي تنويري يقدمه المعهد بإشراف من الأستاذ الدكتور عبدالسند يمامة رئيس الوفد وعميد المعهد.
ورحب عارف ضيوف الحلقة النقاشية التي يشارك فيها بالنقاش الأستاذ الدكتور عبدالسند يمامة رئيس الوفد، والأستاذ الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر كلية الآداب بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور محمد عبده عضو الهيئة العليا لحزب الوفد السيد المهندس حسين منصور نائب الرئيس، والأستاذ عبدالعظيم الباسل مدير تحرير صحيفة الأهرام وعضو الهيئة العليا، والأستاذ محمد عبدالجواد فايد عضو الهيئة العليا للحزب.
مقدمات ..وتبعات
أكد عارف، أن حادث 4 فبراير عام 1942 سيظل الحادث المثير للجدل في تاريخ مصر الحديث، بما يحمله من مقدمات، وما نتج عنه من تبعات في الواقع السياسي المصري ويظل هذا الحادث أيضًا هو محور الصراع خلال الحرب العالمية الثانية بين القوتين المتحاربتين، وهما دول الحلفاء ودول المحور، موضحًا أنه حينما كانت تتقدم قوات المحور نحو القاهرة كانت مصر تتعرض لأعنف أزمة اقتصادية ناتجة عن الحرب وصلت إلى حد أن الجماهير لم تجد لقمة العيش، وذكرت الصحف في الوقت ذلك أن المعارك على الخبز كانت تحدث بصورة شبه يومية أمام الأفران.
وتابع عارف: وعلى المستوى الداخلي، كانت هناك قوى سياسية رئيسية يتقدمها حزب الوفد صاحب الأغلبية العظمى بزعامته التاريخية المتمثلة في مصطفى النحاس باشا خليفة سعد وزعيم الأمة المصرية ورئيس الوفد المصري أقدم هيئة شعبية صنعتها أمجد ثورات القرن العشرين وهي ثورة 1919، كما جاء الحدث بعد سنوات قليلة من خروج مجموعة السعديين من تشكيل الوفد وتشكيل الهيئة السعدية، التي كان لها تأثير كبير في تبعات ذلك الحادث، ففي دائرة الحكم، كان هناك القصر يتقدمه عاهل المملكة المصرية الملك فاروق، الذي جاء في مقدمة المحركين للوضع العام.
وأوضح عارف أنه في التوقيت كانت هناك قوى اخرى لها تأثير في عمليات التحريض وتحريك التظاهرات في الشارع المصري ومنها جماعة الإخوان الإرهابية التي شكلت أذرع عسكرية تمثلت في فرق الجوالة والتي وصلت أعدادها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية إلى قرابة 45 ألف مقاتل تحت مسمى "الجوالة"، والتي اثبتت الوثائق الألمانية فيما بعد أن هذه الفرق قد قاتلت إلى جانب قوات المحور التي تقترب من العاصمة المصرية القاهرة بقيادة روميل، كذلك كانت هناك جماعة مصر الفتاة وزعيمها أحمد حسين وهي التي أعلنت تأييدها المباشر لدول المحور، إضافة إلى بعض الجماعات السرية التي تزعمها شباب الجامعات والتي تهدف إلى مقاومة الاستعمار.
وتابع عارف: في الساعة 7:00 من مساء يوم 3 فبراير عام 1942 استدعى السفير السير مايلز لامبسون أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في ذلك التوقيت وطلب إليه أن يبلغ الملك فاروق بضرورة أن يطلب من مصطفى النحاس باشا تأليف وزارة، وفي اليوم التالي عقد السير مايلز لامبسون ما يشبه مجلس الحرب. وفي تمام الساعة 12:30 من بعد ظهر نفس اليوم سلم السفير لامبسون لحسنين باشا إنذارًا هذا نصه: "إذا لم أعلم قبل الساعة 6:00 مساءً أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة.. فان الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعات ذلك".
وفي مذكراته الشخصية حول الحادث قال السفير مايلز لامبسون إنه كانت هناك نية فعلًا لدى بريطانيا لخلع الملك فاروق عن عرش مصر في ذلك اليوم.
وأكد عارف، أنه في يوم 6 فبراير عام 1942 تألفت وزارة الوفد المشهورة وأراد زعيم الوفد وزعيم الأمة المصرية مصطفى النحاس باشا أن يحدد نقطتين هامتين في خطاب التأليف أولًا أن القبول جاء لإنقاذ الموقف وإنقاذ البلاد من تطورات جلبتها عليها أعمال خصوم الوفد، وأن خطورة الموقف دفعته إلى عدم الاكتفاء بمعالجته بالكلمات أو الصيحات أو الوعود وأن القبول كان هدفه الحفاظ على الوطن واستقلاله وحقوقه.
ومنذ اليوم التالي لإسناد رئاسة الوزارة الى النحاس باشا نشطت المعسكرات المجابهة للوفد والتي تزعمها القصر وأحزاب الاقلية وبدات عمليات توزيع المنشورات على الجماهير والتي تزعم أن النحاس جاء على أسنة الرماح بينما لم تستجب الجماهير حقيقة هذا الإدعاء وإنما رحبت بعودة الوفد مرة أخرى إلى الحكم.
واختتم المستشار الإعلامي لحزب الوفد كلمته الافتتاحية للنقاش بالتأكيد على أن الجماعة الرئيسية التي حرضت ضد حزب الوفد وزعيمه هي جماعة الإخوان التي ساهمت بنصيب كبير في عمليات التحريض ضد الفكرة الوطنية عمومًا، والتي انتهت بعد هذا التاريخ بسنوات باغتيال أحمد ماهر داخل مقر البرلمان عام 1945 ثم اغتيال محمود فهمي النقراشي داخل مبنى وزارة الداخلية عام 1948، وهما عمليتان نفذتها كوادر الإخوان وتنظيمها الخاص.
الحادث المهم
ورحب الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، بجميع الحضور في هذه الحلقة النقاشية، الخاصة بحادث من أهم الأحداث في تاريخ الوفد، وهو حادث 4 فبراير 1942.
وقال رئيس الوفد: لقد قرأت عن هذه الحادثة مؤلفًا مهمًا للدكتور محمد أنيس عن تلك الحادثة، خصوصًا أن مثل تلك الأحداث كانت في خضم الحرب العالمية الثانية بين المحور والحلفاء، وكان الملك فاروق والقوى الوطنية تدعم دول المحور أما بالنسبة لبريطانيا فكانت مسألة حياة أو موت داخل مصر وجاء هذا الإنذار إلى الملك بتشكيل حكومة، ولم يحسن الملك التقدير.
وأكد رئيس الوفد رفضه للمقولة الشعبية التي كانت سائدة "لو رشح الوفد حجرًا لانتخبناه".
وأضاف "يمامة" أنه كان يرى من وجهة نظره أن الزعيم مصطفى النحاس كان يجب أن يقبل بحكومة ائتلافية وليست وفدية فقط، حتى لايكون هناك انحيازًا للوفد، ومن أهم الكتاب التي رصدت تلك الحادثة والمقالات هو كتابات الدكتور محمد عبده، خصوصًا في المؤلف المهم عن تاريخ الوفد، والذي قدمه للمكتبة العربية المؤرخ والكاتب الراحل جمال بدوي.
أضاف رئيس الوفد: أن هناك مقولة نسبت إلى شيخ الأزهر مصطفى المراغي "أنه لن ندخل حربًا لا ناقة لنا فيها ولا جمل" وهنا أرفض دخول رجال الدين في السياسة، فالسياسة للسياسيين.
بلا موضوعية
وأوضح رئيس حزب الوفد، أنه بعد أكثر من 30 عامًا من تدريسي بالجامعة وإشرافي على عشرات الرسائل والدكتوراة، ومتابعتي لما كتب عن هذا الحادث.. وجدت كتابًا صدر حديثًا بعنوان "قراءة جديدة للتاريخ عن حادث 4 فبراير"، ليس به أي جديد عن المؤلفات المتخصصة السابقة عن هذا الحادث المهم، والكتاب المذكور يفتقر إلى عناصر الموضوعية، ودعوت صاحبه لمناقشته ولم يحضر، وأخيرًا حادث 4 فبراير لم ينل حظه من الكتابة والدراسة العلمية.
عراك سياسي
وعبر الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب بجامعة القاهرة، عن سعادته وبوجوده داخل جدران حزب الوفد.
قال: أتحدث اليوم بعد مرور أكثر من 80 عامًا على حادث 4 فبراير، وهو حادث ينتمي إلى العراك السياسي، ولذلك لابد من دراسته خارج مصر ثم العودة إليه، وظروف الحادث جاءت أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو مرتبط بها وكان الحلفاء يريدون وعلى رأسها بريطانيا الاستقرار الداخلي.
وأضاف "عفيفي" أن حادث 4 فبراير يرتبط بالدول المجاورة ونفس الحادث مع الملك فاروق تكرر في إيران عندما تعاون الشاه رضا بهلوي مع ألمانيا، وهنا تدخلت بريطانيا ووجهت إنذار له بتنحيته عن الحكم لصالح أبنه محمد رضا بهلوي وهددته إذا لم ينفذ ذلك ستنهي الملكية الإيرانية وعند الدول الكبرى وقت الزمات لايوجد هناك مفر من التنفيذ.
أما بالنسبة للوضع الداخلي في مصر فقد كان ملتهبًا جدًا وهناك صراعات داخلية داخل مصر مثل جماعة مصر الفتاة والتحالف مع دول المحور، والملك فاروق كان يراوغ الإنجليز وهو ما استفز البريطانيين وأستدعى ذلك الإنجليز توجيه إنذارًا إلى الملك فاروق وهددته بتنحيته عن الحكم، وكل الوثائق تؤكد أن الملك فاروق كان يريد على ماهر رئيسًا للوزراء، لكن بريطانيا رفضت لأنها أتهمته بأنه عميلًا للمحور وطالبت بمجيء وزارة برئاسة النحاس باشا مع رفضهم للإنذار الإنجليزي لأنه إهانة وهنا تم استخدام حادث 4
فبراير في صراع سياسي، وهو تاريخ يسمى "تاريخ الأزمة" أي كل طرف يرى الأزمة من وجهة نظره.
حادث معقد
وأكد الدكتور محمد عبده عضو الهيئة العليا حزب الوفد، أن حادث 4 فبراير هو حادث معقد جداً وظروفه شديدة التعقيد في الحرب العالمية الثانية، خاصة أن الجيش الثاني الإنجليزي كان في العلمين يخوض حربًا في العلمين بعد اكتساح روميل، ولذلك فالإنجليز كانوا يريدون الانتصار في الحرب وتأمين الجبهة الداخلية، ولذلك رغبوا في السيطرة على الجبهة الداخلية عبر حزب الوفد وعبر النحاس باشا رغم كره كل طرف للآخر ولكن المصلحة تحكم.
وأضاف عبده أن الملك فاروق كان شابًا صغيرًا وقتها (22 عامًا) وهو ما يبرهن قلة خبرته السياسية بالإضافة لوفاة والده وهو في سن صغيرة ومأساته مع والدته الملكة نازلي، ولذلك كانت تريد بريطانيا أن يكون النحاس باشا في رئاسة الوزراء للسيطرة داخليًا، وقبل حادث 4 فبراير كانت هناك أحداث سبقتها مثل استقالة حسين سري باشا من الوزارة، ودعى الملك الوزراء من أجل بحث مطالب انجلترا بتشكيل وزارة برئاسة النحاس باشا ووافق الجميع مع الملك بتشكيل حكومة ائتلافية، ولكن رفض النحاس الدخول في حكومة ائتلافية، وطالب بحكومة وفدية خالصة حتى لا يكون هناك مضايقات من أطراف أخرى.
وكشف نائب رئيس الوفد عن أنه في يوم 4 فبراير جاء السفير الإنجليزي إلى قصر عابدين ووجه الإنذار للملك ثم الجميع رفض الإنذار من القوى الوطنية على رأسهم النحاس باشا، ولكن لفت نظرهم النحاس باشا أن ذلك الإنذار جدياً وهدد الإنجليز بإغراق الدلتا، ورفض النحاس باشا تشكيل وزارة بأمر الإنجليز ولكن شكل الوزارة بأمر من الملك فاروق وليس من الإحتلال البريطاني، وهي تفرق كثيراً في السياسة وهو مايبرز دور النحاس الوطني وحبه لوطنه.
استخدام سيئ
وقال المهندس حسين منصور نائب رئيس حزب الوفد، أن حادث 4 فبراير استخدم سياسيًا بشكل سيئ، خصوصًا بعد ثورة 23 يوليو 1952 مع الإعلام الناصري والساداتي ومبارك وتشكيكهم في وطنية الوفد والزعيم الخالد مصطفى باشا النحاس، وهناك أحداث تبين وطنية الوفد مثل رفض سعد زغلول لمطالب الإنجليز سابقًا وغيرها من الأحداث وهناك قوى سياسية كانت تريد مصلحتها، خصوصًا أن الحادث كانت في وسط أزمة عالمية وهي الحرب العالمية الثانية.
أضاف "منصور" أن الوضع داخليًا كان متشابكًا، خصوصًا أن الملك فؤاد تورث من أبيه على ماهر وعزيز المصري طالبوا بحفلة دينية لحلف اليمين ولكن انتصر الوفد وحلف اليمين الملك دستوريًا، وكان هناك حالة من الفوضى الدستورية منذ عام 1936 وعام 1937 وحدث تغيير بين وزارات محمد محمود وعلي ماهر باشا، والأحوال الداخلية ساءت كثيرًا على رأسهم الملك فاروق الذي كان يتحكم به أحمد حسنين باشا، وتحدث أزمة دبلوماسية بين الملك ووزير خارجيته ولذلك الوضع كان صعب وحسين سري قدم استقالته وهناك مظاهرات خبز ومظاهرات روميل.
أشار نائب رئيس حزب الوفد، إلى أن النحاس باشا رفض الدخول في وزارة ائتلافية وطالب بوزارة وفدية خالصة لأنه لايريد أي مشاكل داخلها وكان هناك تخبط بين الأراء وهذا القرار كان تنفيذي وليس تهديد وهو مايفسر ضخامة الحدث في ظل الحرب العالمية الثانية، وقبل النحاس باشا بتلك الوزارة التي ساهمت في انتصار الديمقراطية، وتلك الحكومة هي التي أنشات جامعة الدول العربية وأنشات حزمة القوانين العمالية ولذلك حادث 4 فبراير هو استخدام سياسي سيئ.
مراجعة تاريخية
وأكد عبدالعظيم الباسل عضو الهيئة العليا، أن تلك الحلقة النقاشية التي تشهد حضور كوكبة من القيادات الوفدية والمؤرخين الكبار، هي بمثابة مراجعة تاريخية لبعض الأحداث التاريخية وعلى رأسها حادث 4 فبراير الذي استخدم سياسيًا بشكل خاطئ جدًا، مما تسبب في ظلم وتشكيك في وطنية حزب الوفد الذي يظل دائمًا هو عنوانًا للسياسة الوطنية الخالصة.
وأضاف "الباسل" أن الفترة مابين 1940-1942 كانت حاسمة، وأن مصطفى النحاس باشا قد لبى تكليف الوزارة لصالح مصر وأن تكون حكومته وفدية خالصة لأنه يريد الاستقرار لحكومته ولا يرى أي مشاكل وقلق من أي أطراف أخرى، ولذلك النحاس باشا انتصر لمصلحة الوطن.
ظلم كبير
وأكد محمد عبدالجواد فايد عضو الهيئة العليا، أن مصطفى باشا النحاس أكثر من تعرض لظلم في تاريخ مصر الحديث وحادث 4 فبراير يمثل ظلم كبيرًا له، وأن الأراء حول الحادث انقسمت إلى أكثر من رأي وكان أولها هو التخلص من الملك فاروق ، والرأي الأخر ان ننتخب حكومة غير الوفد، والرأي الأخير كان للوفد الذي قبل بتشكيل وزارة وفدية خالصة.
وأكد "فايد" أن حزب الوفد على مدار تاريخيه يمثل معارضة وطنية خالصة دائمًا، ويقف في صف الدولة المصرية، وأن السياسة تعلو أي شيء في التعامل بين الدول، وأنه لا سياسة في الدين وهو مافعلته الجماعة الإرهابية وأن الأخوان المسلمين هم سبب بلاء مصر لأنهم يكرهون مصر ولا يحبون إلا أنفسهم.
حضر الندوة النقاشية كلًا من: عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وأدار النقاش فيها الكاتب شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد، وشارك بالنقاش د. محمد عبده عضو الهيئة العليا، عبدالعظيم الباسل عضو الهيئة العليا، د. محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر، المهندس حسين منصور نائب رئيس حزب الوفد، محمد عبدالجواد عضو الهيئة العليا.
وحضر الحلقة النقاشية اللواء سفير نور مساعد رئيس الحزب، محمد عبدالعليم داوود رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، اللواء أحمد الشاهد، ياسر شورى رئيس المركز الإعلامي لحزب الوفد، كريمة القاضي رئيس لجنة المرأة بالمنوفية، مواهب الشوربجي رئيس لجنة المرأة الوفدية، سميرة الازمرلي، محمد أرنب، وبعض من شباب حزب الوفد، وبعض طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.