تعالت بعض الأصوات وإن كانت تبدو خجولة أحيانا في الهجوم علي المجلس العسكري متناسية ان لولا وقوفه مع الثورة منذ أول يوم وانحيازه الكامل للشعب الذي هو من صلبه لمَ كنا ننعم بما وصلنا إليه الآن ولكان حالنا أسوأ مما يحدث في ليبيا فجميله يتوق رقابنا جميعا وتضحياته من أجل مصر لا تقدر بتراب أرض مصر كلها وتغفر أي هفوة أو ذلة من هنا أو هناك فرصيده لدينا كما قال في إحدي رسائله علي الفيس بوك، وأي محاولة للوقيعة بينه وبين الشعب مرفوضة بل سنقف لها بالمرصاد فهو شريك في الثورة وسبب نجاحها وأي إنسان يقول غير ذلك جاحد ومكابر ومفتري أو وصاحب أغراض مشبوهة! ومن السخف أن يبرر هؤلاء المناظرون، الذين أشرت إليهم في مقالي السابق ، في الفضائيات التي يطيرون إليها من واحدة إلي أخري وقد أسماهم أحد الزملاء في جريدة الأهرام "دراويش الفضائيات" هؤلاء الدراويش يقولون وقولهم الزور "إننا يجب أن نفرق بين الجيش والمجلس العسكري" وهذه هي الوقيعة الكبري التي يحاولون إيقاعها داخل صفوف جيشنا الوطني المؤسسة الوحيدة الباقية لنا والتي نحتمي في كنفها وهي الحصن الحصين لمصر فماذا يريد هؤلاء المناظرون من هذه التفرقة علما بأن المجلس العسكري يضم كل قيادات الجيش، وربما هذا ما أشار إليه المجلس في رسالته ال51 وحسنا قال إنه سينفذ القانون 22 علي كل ما يثير الفتن والتحريض والكراهية في وسائل الإعلام وهذا ليس تقييدا لحرية التعبير أو قيودا علي الإعلام بل هو تصحيح مسار لتلك الغوغاءات التي ملأت فضاءنا ولوثت آذاننا فهناك فرق كبير بين الحرية والفوضي فالحرية مسئولية والتزام ورقابة ذاتية من داخل إزاء ما يقوله للآخرين وتقف تلك الحرية عند ما يؤذي الآخر ويعكر صفو المجتمع، فليس هناك حرية مطلقة بلا مراجعة ذاتية كالتي نراها الآن في تسونامي برامج التوك شو التي اجتاحت كل الفضائيات الخاصة وأغرقت المصريين معها وكادت تغرق مصر أيضا!! هذه البرامج زادت من إشعال فتيل الأزمة وأججت المشاعر أكثر فأكثر وصبت المزيد من الزيت علي النار فزادتها اشتعالاً وتوهجا بدلا من محاولة إطفائها باستضافتهم شخصيات قبطية متعصبة من المقيمين في الخارج ومعروف ارتباطاتهم الخارجية بمنظمات صهيونية معروفة للجميع لقد سمعت أحدهم يقول للمتعصمين أمام ماسبيرو "أنتم لستم لوحدكم إحنا معاكم وأحنا عندنا اجتماع مع الاتحاد الأوروبي بعد يومين" وقس آخر يقول لهم لا تتركوا المكان وتفضوا الاعتصام نحن معكم "هذا القس من مجموعة قساوسة موجودة أمام ماسبيرو تزيد من شحن الشباب وتؤجج النيران لتظل مشتعلة هؤلاء هم من دفع الشباب للسفارة الأمريكية وهم نجوم كل برامج التوك شو علما بأنهم ليسوا من المكان الذي حدثت فيه الأزمة بل جاءوا من أقصي الأرض من الصعيد وكذلك معظم المتظاهرين ليسوا من إمبابة بالضبط كما حدث إبان أزمة أطفيح الناس ضمدوا جراحهم علي الجانبين المسلم والقبطي وتعايشوا ورجعت الحياة إلي طبيعتها إلا أمام ماسبيرو! فهل هؤلاء يمثلون الأقباط وأصبحوا المتحدثين الرسميين باسمهم ؟! وكيف لرجال دين "أيا كان هذا الدين" أن يعتصموا فمكانهم الطبيعي داخل دور العبادة وهل يتحمل هؤلاء القساوسة وزر ما صدر من الشباب من محاولة إقتحام مبني التليفزيون ورشقه بالحجارة وتكسير زجاج الواجهة وهل هم موافقون علي ما قالوه هؤلاء الصبية من إقامة الدولة القبطية في 25 يناير القادم؟! وهل أيضا يتحملون وزر سبابهم لسيدنا أبوبكر وسيدنا علي بن أبوطالب هذا بخلاف سب رموز السلفية ومطالبة اعتقالهم أمثال بطل المقاومة الشعبية ورمزها الشيخ حافظ سلامة والشيخ محمد حسان وغيرهما من أصحاب الشعبية الواسعة داخل مصر وخارجها ويربطون فض اعتصامهم بتلبية مطلبهم هذا ضمن مجموعة من المطالب المحقة في بعضها والتي لبتها الحكومة والبعض الآخر مستهجن كتلك التي تطالب بالإفراج الفوري عن الأقباط المعتقلين فبالله عليكم كيف يحدث هذا وقد طالبتم بسرعة المحاكمة إذن لقد احتكمنا جميعا للقضاء ورضينا بأحكامه أيا كان الجاني قبطيا أو مسلما فالكل أمام القضاء سواسية فلنترك القضاء يأخذ مجراه وهل مطلبهم هذا جاء بعد أن أثبتت لجنة تقصي الحقائق أن أول من أطلق النار هو عضو الحزب البائد عادل لبيب وهو قبطي بيد أن السلفيين الأزمة وأن الذين أحرقوا كنيسة العذراء بلطجية وليسوا سلفيين لأنهم كانوا متواجدين أمام كنيسة مارمينا في هذا الوقت؟! هذا الكلام الذي يثار في الفضائيات يفقد تعاطف المسلمين معهم كما أنه يثير حفيظة المسلم المعتدل فما بالك بالمتشدد والذي هو علي خطوات قليلة من تواجدهم في ماسبيرو، لقد أرسل البابا شنودة رسالة تدعوهم إلي فض الاعتصام ولكنهم لم يستجبوا فهل هذا يعقل ؟! وهل أصبح في الكنيسة من هو أقوي من البابا يأتمر بأمره هؤلاء القساوسة المعتصمون؟!! ولماذا قرر البابا فجأة السفر إلي أمريكا في مهمة رعوية كما ذكر مصدر رسمي في الكنيسة في هذا الوقت بالذات والأزمة في أوجها وهل كان من الصعب تأجيلها ؟! أسئلة نطرحها خاصة أن تلك الزيارة تذكرنا بزيارته الشهيرة لأمريكا عام 1981حينما فوض الرئيس السادات رئيس مجلس الشعب آنذاك د.صوفي أبو طالب بإعداد قوانين تتماشي مع الشريعة الدينية وحدث ماحدث بعد ذلك والذي نعرفه جميعا فمن حقنا أن نتساءل ومن واجبهم أن يجيبوا ليبددوا مخاوفنا جميعا، وأخيرا أقول لمجلس الوزراء أين قرارك بتجريم التظاهرات التي تعوق العمل أليست تظاهرة ماسبيرو تقطع الطريق وتعوق العمل لماذا لم ينفذ القانون مع هؤلاء؟ وأين اليد الحديدية للمجلس العسكري الذي قال إنه سيضرب بها كل الخارجين علي القانون ومن يعكر صفو المجتمع أليس ما يحدث أمام ماسبيرو ومايقوله الأقباط علي مسمع ومرأي جموع المسلمين توغر صدورهم مما ينذر بعواقب وخيمة شاهدنا بروفة صغيرة منها مطلع الأسبوع أليس هذا وقت استعمالها ليس صبرك وحدك الذي نفد بل صبر المصريين جميعا فنحن نخشي من ضياع هيبة الدولة ونريدها تنفذ قراراتها علي أرض الواقع وليس في رسائل علي الفيس بوك!! ملحوظة: تفجير ضريح الشيخ زويد ليس ببعيد عن هذه المؤامرة الخارجية التي تحاك ضد مصر ووحدتها فالشيخ زويد أحد الجنود الذين جاءوا من جزيرة العرب مع عمرو بن العاص لفتح مصر وجاءته المنية في هذا المكان الذي دفن فيه وليس من أتباع الصوفية حتي لا تتجه أصابع الاتهام لاتجاه آخر فالمغزي واضح وذو دلالة واضحة لا تبتعد عما يحدث أمام ماسبيرو وماحدث أمام السفارة الأمريكية ابحثوا فيه عن المتآمرين في الداخل والذين تحركهم قوي معادية لمصر والتي لاتريد أن تعود مصر دولة قوية تقود الأمة العربية ويكون لها دورها الاقليمي المحوري كما كانت قبل العهد البائد جميع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية وبعض استخبارات الدول العربية التي تتقاطع مصالحها معها في هذا الغرض تعبث في مصر فانتبهوا ياسادة! [email protected]