على بُعد خطوات قليلة تفصلها عن المدخل المؤدي إلى محكمة الأسرة، حضرت "نشوى" وفي عينيها ترتسم معالم الحيرة والشرود، ترقبًا منها لما ستُسفر عنه دعوى الخلع التي حررتها، بسبب انعزال زوجها عنها بشكل دائم، تاركًا إياها أسيرة للوحدة الموحشة الحالكة. اقرأ أيضًا.. زوجة في دعوى خلع.. حماتي عذاب وتسرد الزوجة وقائع الأمر، قائلة:" "لم أحظ يومًا بحياة هانئة على غرار باقي الفتيات في مثل عمري، فمنذ نعومة أظافري توفي والدي في حادث سير أليم، ومن هنا أصبحت يتيمة الأب، ليبدأ بعدها عهدي المتواصل بالتعاسة والعبوس، بعدها بقليل تزوجت والدتي برجل آخر، لتقرر التخلي عني في عهدة جدتي التي تربيت في كنفها". وعقبت قائلة: عشت مع جدتي حياة هادئة، على الرغم من ظروفنا الاقتصادية المتدنية، ومع مرور الوقت بدأ عدد من الشُبان في التقدم لخطبتي، إلى أن انتهى بي الأمر بزواجي من صاحب معرض سيارات، وفي بداية الأمر كان مُعتادًا على التودد إلى وترديد كلمات الغزل، وبالتدريج بدأت في التعلق به إلى أن انتهى بنا الأمر بعقد القران، ولكن الحال تبدل على عكس ما كنت أصبو إليه". لتُسهب: "مرت الشهور واحدة تلو الأخرى، كان القاسم المشترك بينهم، هو مدى التبلد والبرود في مشاعر زوجي تجاهي، وكأنه شخص آخر غير الذي عاهدته قبل الزواج، فالرجل الذي كان يحرص على مغازلتي بات اليوم بمعزل عني ليقضي وقته بالأيام والليالي خارج المنزل، وحينما واجهته بالأمر طالبني بالتزام الصمت وإلا سيُعيدني إلى بيت جدتي". وبنبرة يشوبها الأسى، تضيف الزوجة: "عانيت الأمرين في ظل وجودي وحيدة حبيسة جدران بيت الزوجية، فأنا لا أشغل أي وظيفة، وكل ما كنت أطمح به هو العيش في هدوء وسعادة وأن أحظى بالأطفال لرعايتهم، وتحاملت على نفسي كثيرًا في سبيل إنقاذ زواجنا، ولكن عقب مرور سنة من الزواج، لم يتغير حال زوجي في انشغاله الدائم عني، وعندما قررت البوح بالأمر والشكوى إلى أسرته من تصرفاته، فاجأني رد فعلهم في غض الطرف عن أخطائه، بعدما طالبوني بعدم إثارة المشاكل والتأقلم على الأمر، وهو ما دفعني إلى التفكير في طلب الخُلع ووضع حد لمعاناتي".