اكتشف مجموعة من الأطباء جينات يعتقد أنها المسئولة عن تكوين ونضوج العقول البشرية الفريدة التي توجد لدى العباقرة، والتي تحتوي على عدد كبير من الالتفافات والطيات داخل الدماغ. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية اليوم أن الجينات (لامينن جاما3) هي المسئولة عن السمات المميزة في القشرة الدماغية التي تشبه التموجات والطيات المتعددة تلك المسئولة عن مساعدة الذاكرة علي القيام بهمام غاية في الدقة ورفع قدرتها علي التفكير المعقد عند العباقرة وأصحاب العقول المميزة والفريدة. وتوصل الأطباء إلى هذا الاكتشاف بعد قيامهم بعمل العديد من التحاليل والفحوصات لمريض تركي يعاني من نقص هذه التلافيف المميزة للعقول الفريدة. وأوضح العلماء من جامعة ييل بكونيتيكت في تركيا أن الطفرة في هذا الاكتشاف هي وجود اختلافات دقيقة جداً وضعيفة في جين (لاجمس3) أحد الجينات المسئولة عن تكوين تلافيف الدماغ. من جانبه أشار البروفوسير مراد جانل في دورية علم الوراثة الطبيعية إلى أن هذا الاكتشاف سيسهل كثيرا في حل لغز جوهرة تاج الخلق أو القشرة الدماغية التي سعي العلماء علي مدي عقود إلي اكتشاف سر نموها. وذكرت الصحيفة أن عدد الطيات الدماغية في رؤوس الثدييات أكبر ما تكون في العقل البشري, وأقربها إليه من الحيوانات هي الدلافين والقرود. وأضافت الصحيفة أن الفريق العلمي فرانكشتاين يطلق محاولة لبناء العقل البشري في غضون عشر سنوات عن طريق استخدام تلك الجينات في زيادة عدد التشققات بالمخ وتوسيع المساحة السطحية للقشرة الدماغية بما يسمح بالمزيد من عمليات التفكير المعقدة والمنطقية دون الحاجة لمزيد من المساحة داخل الجمجمة. وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من اكتشاف هذه الجينات إلا أنه لا يستطيع أحد حتي الآن أن يشرح كيفية عملها أو إدارة الدماغ لها ولكن المؤكد أن جين (لامس3) قد يكون حاسما في إدارة هذه العملية المنوطة بتشكيل نقاط الاشتباك العصبي أو الاتصالات بين خلايا الدماغ. وقال جانل إن نفس الجينات موجودة في أقل وأبسط الكائنات عقولا مثل الفئران, ولكن هناك سمة معينة تجعل أداء هذه الجينات لتكوين التلافيف في العقل البشري مختلفا, وهو ما يميز العقول البشرية عن غيرها من الكائنات وبزيادة الطيات تصبح الدماغ فذة وفريدة من نوعها. وأشارت الصحيفة إلي أن هذا الاكتشاف قد يساعد العلماء في سويسرا علي بناء نموذج على الحاسوب لدماغ الإنسان ذلك المشروع الذي تم وضع منحه له تقدر ببليون جنيه إسترليني لتطوير نسخة طبق الأصل من العقل البشري الذي لا نظير له ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاختراع إلى علاج للعديد من الأمراض مثل الشلل الرعاش.