حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮ ملف تدمير نظام‮ "‬مبارك‮" للإبداع الفني‮(‬1‮)‬
نشر في الوفد يوم 16 - 05 - 2011

كان التفكير في‮ موضوع عن حال المسرح في‮ مصر أمراً‮ عديم الفائدة،‮ فما وصل إليه مسرحنا‮ يصيب بالإحباط وفقدان الأمل في‮ تغيير أوضاعه البائسة‮.‬
لكن بعد ثورة‮ 25‮ يناير تغيرت المفاهيم وزاد الأمل في‮ النهوض بفن المسرح،‮ ولم‮ يعد هناك مجال للصمت،‮ حيث أثبت‮ »‬مسرح ميدان التحرير‮« أن ما كنا نشاهده فوق مسارح الدولة ما هو إلا نوع من‮ »‬الهلس‮« و»الضحك علي‮ الذقون‮«‬،‮ فمن نال شرف التواجد في‮ »‬الميدان‮« تأكد أن هذا البلد مليء بالإبداعات الثقافية المختلفة وإنما كان‮ ينقصه نظام‮ يحترم عقوله وموهبته‮.. فلن تري‮ مشاهد مسرحية مثل التي‮ أبدعها المصريون بجميع فئاتهم في‮ الميدان ولن تسمع أشعاراً‮ كمثل التي‮ كانت هناك،‮ ولن تجد روحاً‮ إبداعية متوهجة مثل الروح التي‮ أبدعها ثوار‮ يناير‮.‬
أكد مسرح‮ »‬ميدان التحرير‮« أن ما كانت تقدمه المسارح المصرية في‮ الفترة السابقة ما هو إلا امتداد ل‮ »‬كباريهات شارع الهرم‮« والتي‮ كانت أبرز إنجازات النظام السابق،‮ فالمسارح المصرية في‮ عهد الرئيس المخلوع تحولت إلي‮ »‬سبوبة‮« للثراء السريع وانعزلت نصوصها عن روح المجتمع واعتمدت علي‮ النكات البذيئة والإفيهات الرخيصة،‮ إلا أن مسرح‮ »‬ميدان التحرير‮« جاء ليغلق أبواب‮ »‬كباريهات‮« النظام السابق إلي‮ الأبد‮.‬
تري‮ الدكتورة هدي‮ وصفي‮ رئيس مركز الهناجر أن المرحلة القادمة‮ يجب أن تتسم بالموضوعية والوضوح وألا نرمي‮ بكل ما أصاب الحياة المسرحية والإبداعية في‮ مصر علي‮ النظام السابق فقط‮. وقالت‮: يجب أن نعترف أنه كما كان هناك السيئ كان هناك أيضاً‮ الجيد،‮ بدليل أن مسارحنا في‮ بعض الأحيان كانت تشهد بعض الأعمال الناجحة وذات قيمة‮. وأشارت إلي‮ أن مواقع الإخفاق كانت تتمثل في‮ عدم إدارة ثقافية جيدة ومثقفة‮. وقالت‮: إلا أنني‮ برغم ذلك أري‮ أنه من العار علينا أن نهيل التراب علي‮ المرحلة السابقة برمتها،‮ لأننا إذا فعلنا ذلك فكأننا ندين كل المصريين فيما أصاب المسرح الذين اشتركوا في‮ ذلك بشكل مباشر أو‮ غير مباشر‮. وأضافت‮: لا‮ يعقل ألا‮ يكون في‮ بلادنا أناس ضربوا عرض الحائط بكل القيم الفنية والثقافية وفي‮ الوقت نفسه كان هناك شرفاء كثيرون ومحطات لامعة في‮ الثقافة المصرية‮.‬
وقالت الدكتورة هدي‮ وصفي‮: إذا كنا نريد بشكل حقيقي‮ وجدي‮ النهوض بالحياة الإبداعية والمسرحية في‮ مصر فعلينا أن نكون حياديين وأن نواجه أنفسنا بمواقع التعثر والإخفاق وفي‮ الوقت نفسه نشيد بمواقع النجاح والازدهار حتي‮ ولو كانت قليلة،‮ وعن مواجهة الفترة المسرحية القادمة قالت‮: لابد من تدريب كوادر شابة لإدارة المواقع الثقافية وأن‮ يكون هذا التدريب مبنياً‮ علي‮ سياسة ثقافية واضحة،‮ تضع في‮ اعتبارها احتياجات المرحلة القادمة،‮ وتتبني‮ الانفتاح الفكري‮ والتعددية‮.‬
أما المخرج المسرحي‮ سمير العصفوري‮ فيري‮ أننا لا نستطيع اتهام النظام السابق بتدمير الحياة المسرحية في‮ مصر لأنه ببساطة لا‮ يعرف أصلاً‮ ما معني‮ المسرح‮. وقال‮: نظام مبارك أعطي‮ »‬قفاه‮« للحركة المسرحية في‮ مصر،‮ ولم‮ ينظر إليها كأحد الأشياء المهمة‮. وأضاف‮: نظام مبارك كان‮ يتعامل مع الثقافة بمبدأ‮ »‬الطناش‮« فالمسرح لم‮ يكن من مقتنيات السلطة السابقة‮.‬
وقال العصفوري‮: المسرح هو مضاد للحياة السياسية،‮ فالمسرح الحقيقي‮ غير متصالح نهائياً‮ مع النظام لأنه دائماً‮ طويل اللسان وهذا لا‮ يتناسب بالطبع مع نظام مبارك المخلوع‮.‬
وقال‮: النظام أعطي‮ ظهره للمسرح المصري‮ الأصيل الرائد وتجاهل المثقفين وقتل المواهب،‮ حتي‮ المسرح العربي‮ أخذنا منه خلو طرف ولم نكن مشاركين فيه بأشياء محترمة ذات قيمة‮.‬
أما عن المسرح الخاص فيري‮ العصفوري‮ أنه كان منتعشاً‮ بين عام‮ 1990‮ و1995‮ حتي‮ بدأت ترتفع الضرائب وتزيد تكلفة الخامات المحتكرة مثل الحديد والخشب وتزايد أجور الفنانين،‮ مما جعل المنتجين‮ يبتعدون عن الإنتاج المسرحي‮.‬
وأضاف العصفوري‮: للأسف النظام السابق حول فنان المسرح إلي‮ »‬جربوع‮« فقير،‮ لو باع‮ »‬فجل‮« أفضل له،‮ أما سلطة الإعلام وإلهاء الناس بليالي‮ الشو والمشاجرات والدعاية السياسية فكانت في‮ المقام الأول‮ - و»أهي فرجة من البيت ببلاش‮«.‬
وقال‮: كان المسرح ضحية ثقافة أعطت‮ »‬قفاها‮« له واحتضنت الرقص والعري‮ وفنون التسلية والفنادق العارية والعائمة‮. أما المسارح فهي‮ آيلة للسقوط ومليئة ب‮ »‬الجرابيع‮«.‬
وقال العصفوري‮: أنا لم أتلق‮ يوماً‮ دعوة رسمية لأي‮ احتفالية عامة داخل دار الأوبرا لأن نظام مبارك كان‮ يقطع علاقته مع الكائنات الحقيرة الخارجية عن نظامه،‮ أما هذه الدعوات فلأصحاب‮ »‬الفوريريهات‮« والنظام وأصحابه‮.. وقال‮: أنا لا أظلم النظام السابق لأنه جاهل ولم‮ يكن‮ يقرأ ولا‮ يسمع ولا‮ يشاهد،‮ فهو لم‮ يقصد أن‮ يعطي‮ »‬قفاه‮« للمسرح وإنما كان مهتماً‮ بالمناسبات اللي‮ فيها‮ »‬فتاحات‮« ومهرجانات وقبلات فقط‮.‬
وعن المرحلة القادمة‮ يري‮ العصفوري‮ أن علينا أن نعطي‮ وجهنا للحياة المسرحية لأول مرة ونؤكد أننا تغيرنا،‮ فهناك خصام بين المسرح والجمهور فعلينا مصالحتهم ورفع شعار‮ »‬الشعب‮ يريد الحرية الكاملة‮« والمسرح هو بيت الحرية الكاملة‮.‬
وأضاف‮: كما‮ يجب إعادة النظر فيما نقدمه من مسرح متآكل ومميت هو المسرح الذي‮ يعيش في‮ الماضي‮ وليس له علاقة بالحاضر،‮ فإذا كانت ثورة‮ 25‮ يناير العظيمة قامت بالشبكة العنكبوتية فلا‮ يصلح أن نقدم مسرحاً‮ »‬عبيطاً‮« لا‮ يتناسب مع التقدم الذي‮ يحدث‮.‬
وأضاف‮: نحتاج إلي‮ مسارح جديدة ومسرحيين جدد والبعد عن الأفكار القديمة العقيمة،‮ ويجب أن‮ يكون عنواننا القادم هو‮ »‬تخلص من مسرحك القديم‮« و»كفاية بقي‮« أن نُلبس الممثلين علي‮ المسرح لبس عفاريت‮ يعملوا به استعراض مخيف‮.‬
أما الفنانة القديرة سميحة أيوب فتري‮ أن ما حدث للمسرح هو أمر طبيعي‮ وانعكاس بديهي‮ لانهيار عام‮. وقالت‮: إذا كانت كل جوانب الحياة أهم ما‮ يميزها هو‮ »‬الهلس‮« فكيف تتوقع أن تجد المسرح في‮ ازدهار،‮ وأكملت‮: فمسارح الدولة لا تقدم إلا أعمالاً‮ متواضعة بدون ميزانيات،‮ فمن كان علي‮ رؤوس الأجهزة لم‮ يكونوا مثقفين،‮ وبالتالي‮ لا‮ يؤمنون بالمسرح‮. فعندما كان‮ يأتي‮ لهم ضيف من الخارج كانوا‮ يأخذونه إلي‮ المسارح الخاصة لأنهم كانوا‮ »‬جهلاء‮«.‬
وقالت سميحة أيوب‮: الفساد كان مصدره الاختيارات للمناصب،‮ فإذا كنت فاسداً‮ وجاهلاً‮ فلن تأتي‮ إلا بأحد مثلك‮. وأضافت‮: لا نستطيع أن نؤكد أنه كان هناك تعمد لإفساد الحياة الإبداعية والمسرحية في‮ مصر لأنهم إذا كانوا متعمدين فإذاً‮ هم‮ يفهمون ولكن هم لا‮ يفهمون لكي‮ يفسدوا أو‮ يصلحوا‮.‬
وعن المرحلة القادمة تري‮ أنها تدعو إلي‮ التفاؤل لأن الناس قد تغيرت وتغيرت معتقداتها،‮ فكلنا كنا ننظر إلي‮ الشباب نظرة خاطئة ثم اكتشفنا أننا مخطئون‮.‬
وقالت‮: المرحلة القادمة تحتاج إلي‮ الديكتاتورية العادلة والضرب بيد من حديد والصبر،‮ فلا نتوقع أن كل شيء سيتغير في‮ يوم،‮ فدعونا نترك الناس تعمل وتستعد ثم نحاسبها ولكن أنصح بإيجاد كوادر إدارية شابة واعية والبعد عن المجاملات تماماً‮.‬
الكاتب لينين الرملي‮ يري‮ أن هيئة المسرح كان‮ يجب إغلاقها منذ زمن بعيد وأن كل ما‮ يعمل في‮ مسارح الحكومة من موظفين ما هو إلا بطالة مقنعة‮. وقال‮: عشنا سنوات طويلة في‮ نظام فاسد،‮ فاشل،‮ كاذب،‮ وبالتالي‮ انعكس هذا علي‮ كل جوانب الحياة بما في‮ ذلك المسرح بالطبع،‮ فالقطاع العام عبارة عن عزبة،‮ كما كان الحال في‮ باقي‮ أرجاء الدولة التي‮ كانت تديرها عصابة،‮ فما‮ يحدث مع الكبار‮ يصل إلي‮ الصغار بطبيعة الحال‮.. وأضاف‮: لا ننكر أن بلادنا فيها أناس كثيرة‮ »‬كويسة‮« ولكن الفاسدين كانوا الأقوي‮.‬
وقال لينين الرملي‮: يجب أن تكون هيئة المسرح هيئة مستقلة وبها أقل عدد من الموظفين وكفانا بطالة مقنعة،‮ كما‮ يجب إعادة بناء وتأهيل المسارح وزيادة أعدادها‮.‬
وأضاف‮: كفانا الادعاء بالتطوير والتجديد رغم أننا لا نقوم إلا بتغيير المديرين وتكوين اللجان الشكلية والاهتمام في‮ المقام الأول بالمجاملات والمصالح الشخصية‮.‬
وقال‮: أنا لا أري‮ أي‮ ملامح تغيير حتي‮ الآن،‮ إلا الإعلان أنه سيكون هناك لجان لقراءة النصوص وهذا أمر قديم نعرفه جميعاً‮ منذ قديم الأذل ولكن هل أُعلن أسماء تلك اللجان؟‮! هل‮ يعرف أحد من هم؟‮! وما الضمانات أنهم ليسوا صورة من اللجان السابقة؟‮! وهل مشاكل المسرح تتلخص في‮ عمل لجان قراءة للنصوص؟‮!‬
وقال الرملي‮: إذا كنا نريد التغيير حقاً،‮ فعلينا بوضع النظام والقوانين الصارمة والعلمية الواضحة والمتطورة والتي‮ لا‮ يستطيع أحد خرقها أبداً،‮ كما‮ يجب أن تكون هيئة المسرح مستقلة تماماً‮ وكفانا لجاناً‮ و»ضحك علي‮ الذقون‮«.‬
وأخيراً‮ قال الرملي‮: كنت أتمني‮ أن‮ يذهب فاروق حسني‮ إلي‮ اليونسكو لكي‮ أرفع له شكوي‮ ضد وزارتي الثقافة والإعلام في‮ مصر اللتين لا تهتمان بالثقافة والمثقفين ولا حقوق للمؤلف عندهم‮.‬
أما الفنان توفيق عبدالحميد والذي‮ شغل منصب رئيس البيت الفني‮ للمسرح ثم تنازل عنه بعد فترة وجيزة فيري‮ أن هذا الوقت ليس الوقت المناسب للحديث عما سبق وذم من كانوا قائمين علي‮ الثقافة في‮ مصر‮. وقال‮: رغم حرقة قلبي‮ إلا أنني‮ صامت منذ وقت طويل وليس من أخلاق الفرسان أن أتخلي‮ عن صمتي‮ بعد انهيار النظام،‮ ولكن علينا التركيز في‮ المستقبل دون الالتفات لماض مرير‮. وقال‮: إذا كنا نبحث عن مستقبل مشرق في‮ المسرح في‮ مصر فعلينا أولاً‮ أن نبتعد عن نظام الاشتراكية في‮ المسرح وهو نظام التعيينات‮ »‬عمال علي‮ بطال‮« لأننا نعلم جميعاً‮ أن هذا ما هو إلا بطالة مقنعة‮.. وبدلاً‮ من الإفراط في‮ تعيينات الخريجين دون جدوي‮ يجب إشعال مناطق الضعف في‮ المسرح التي‮ تتسم بالعجز التام،‮ مثل إدارة التسويق التي‮ لا تعرف طريقاً‮ في‮ أي‮ من الهيئات المسرحية‮. وأضاف‮: فبدلاً‮ من تعيين سبعة موظفين في‮ إدارة تسمي‮ »‬خدمة المواطنين‮« ولا‮ يفعلون شيئاً‮ لأنك أساساً‮ ليس لديك مسرح لكي‮ تستقبل شكوي‮ المواطنين في‮ هذه الإدارة،‮ في‮ حين أنك تفتقد إدارة مهمة مثل إدارة التسويق‮.‬
وقال الفنان توفيق عبدالحميد‮: الوضع الحالي‮ في‮ المسرح‮ يؤدي‮ إلي‮ أنك لديك فنانون كثيرون محسوبون علي‮ المسرح ولا‮ يعملون لأسباب مختلفة،‮ ولا توجد آليات تجعلك تجبرهم علي‮ العمل مما‮ يضطرك إلي‮ التعاقد مع فنانين من الخارج‮.‬
وأضاف‮: المسرح في‮ مصر مليء بالمشاكل ويجب التصدي‮ لها بحزم إذا كنا نريد الارتقاء بالثقافة،‮ فلدينا عشرات الموظفين في‮ الهيئة لا‮ يعملون وفي‮ الوقت نفسه لدينا تخصصات بها عجز أو‮ غير موجودة‮.‬
وأضاف‮: يجب الالتزام بالعدالة بين الموظفين،‮ فمعايير الكفاءة التي‮ تتم الترقيات علي‮ أساسها مليئة بالظلم،‮ والتقارير‮ غير حقيقية‮. وقال‮: كما‮ يجب أن‮ يكون لكل مسرح هاوية ولون مختلف فما‮ يقدمه المسرح القومي‮ لا‮ يقدمه مسرح الطليعة والشباب علي‮ سبيل المثال،‮ ويجب أن تبتعد لجان القراءة التي‮ توافق علي‮ العروض عن الابتزاز والمصالح الشخصية والقيود‮. وأكمل‮: علينا البدء من مسارح المدارس والجامعات التي‮ نسيت تماماً،‮ لأن في‮ ذلك ترويجاً‮ للمسرح واكتشافاً‮ للمواهب واعتياداً‮ للأطفال علي‮ الذهاب للمسارح‮.‬
وتساءل عبدالحميد‮: أين دور الإعلام في‮ النهوض بمسرح الدولة والذي‮ هدفه الخدمة العامة‮. وقال‮: يجب إعادة صياغة العلاقة بين المسرح والتليفزيون،‮ فالمسرح‮ يحتاج إلي‮ نوع جديد من الدعاية‮ يسمح بعمليات جذب للأعمال المسرحية‮. وقال‮: الإعلانات التي‮ يقوم بها مسرح الدولة في‮ الصحف‮ »‬أي‮ كلام‮« وناتجها ضعيف وغير متقنة وتعتبر إهداراً‮ للمال العام‮.‬
وقال‮: النظام السابق اعتمد علي‮ أهل الثقة لديه وليس أهل الكفاءة،‮ ولكن الوضع الآن اختلف ومفاهيم المواطن المصري‮ اختلفت أيضاً‮ وشباب هذا الجيل أثبت أنه‮ يمتلك الجسارة واستطاع أن‮ يصرخ ويكمل مشواره ويجذب باقي‮ أطياف الشعب له،‮ لذلك‮ يجب الاعتماد عليه في‮ الفترة القادمة‮.‬
وعن أهم سمات الفساد في‮ المرحلة السابقة قال‮: أنت تصر أن تدخلني في‮ موضع الهجوم،‮ ولكن أنا أؤكد لك أنه لم‮ يصبح هناك من‮ يحتاج أن تهاجمه،‮ فهذا نوع من أنواع البطولة الزائفة،‮ فأنا لا‮ يعنيني‮ أن فلان كان فاسداً‮ أم لا،‮ ما‮ يعنيني‮ هو استغلال الفترة القادمة بشكل إيجابي‮. وأكمل‮: ليس معني‮ أن العصر السابق كان فاسداً‮ أن كل من كان به كذلك أيضاً،‮ ولكن كلنا شاركنا في‮ هذا الفساد،‮ شاركنا بالصمت والسلبية والضعف،‮ فليس من البطولة أنه عندما نتخلي‮ عن صمتنا أن‮ يكون ذلك بعد انهيار النظام،‮ فمن‮ يستحقون أن نهاجمهم الآن هم أساساً‮ في‮ السجون‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.