رست اليوم الخميس بميناء جدة السعودي سفينة السلام اليابانية "بيس بوت" وعلى متنها أكثر من 1000 شخص من اليابانيين والجنسيات الأخرى من مختلف الأعمار ، وذلك في إطار جولتها البحرية على عدد من دول العالم بهدف تعميق ثقافة السلام ونشرها بين شعوب العالم. وكان في استقبال ركاب السفينة بالميناء وزير الدولة للشئون الخارجية السعودية الدكتور نزار بن عبيد مدني ووكيل وزارة الخارجية للشئون الاقتصادية يوسف السعدون ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة السفير محمد طيب ومدير عام ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي وعدد من المسئولين . وتم تنفيذ برنامج متكامل لاستقبال ركاب السفينة في ثلاثة مواقع برصيف الميناء احتفاء بهذه الزيارة تضمنت فعاليات ثقافية لركاب السفينة عقب نزولهم من السفينة ، حيث تم تخصيص الموقع الأول على رصيف الميناء بجوار السفينة وهو عبارة عن خيمة بداخلها سوقا لمعروضات الأسر المنتجة والهدايا والتحف أتاحت لركاب السفينة التسوق والشراء والاطلاع على محتوياته . وأقيم بالموقع الثاني مخيم الصحراء الذي جُهز لاستيعاب ركاب السفينة كافة، حيث شاهد الركاب عددا من العروض الفلكلورية والفنون الشعبية والثقافية التي تتميز بها مناطق ومحافظات المملكة. عقب ذلك تم اصطحاب ركاب السفينة للموقع الثالث ببرج الميناء حيث أعد حفل ترحيبي بهذه المناسبة ألقى في بدايته وزير الدولة للشئون الخارجية السعودية كلمة رحب فيها بالزائرين، معربا عن سروره بزيارة السفينة لميناء جدة للمرة الثانية. وأكد الدكتور مدني حرص المملكة العربية السعودية المستمر واهتمامها برعاية ونشر السلام في مختلف دول العالم دون النظر للعرق أو الدين أو اللون وتطلعه إلى نشر التعاون والألفة والتفاهم والحوار بين أتباع الأديان والتقارب بين الشعوب وإزالة حواجز سوء الفهم والتأكيد على أهمية احترام الخصوصية الثقافية والدينية ونشر التسامح.
وقال مدني إن المملكة واليابان تتشاركان في الكثير من المفاهيم فيما يتعلق بالأسرة والتربية والرؤية المشتركة لجعل العالم ومنطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وأخطارها التي عانت منها اليابان . من جانبه ، قال الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر - في كلمته - إن الزيارة تؤكد على تميز العلاقات السعودية اليابانية التي تجاوزت العلاقات الدبلوماسية إلى علاقات تفاهم حضاري وتواؤم حول القضايا المختلفة كإشاعة السلام ونبذ الصراعات والتفكك حرصا على استمرار رفاهية الشعوب في إطار ثقافات مبنية على الحوار والتعايش. بدوره، أشاد منظم بعثة سفينة السلام اليابانية تساري يوشيكا - في كلمة - بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي كان لها أبلغ الأثر في نشر السلام وتجسيد ثقافة الحوار بين مختلف أتباع الأديان. وأوضح أن هذه الزيارة تمثل فرصة جيدة لليابانيين للتعرف على المملكة وما تحتضنه من أهم المقدسات وعراقة شعبها وتقدمها الحضاري والتنموي في مختلف المجالات ، معبرا عن شكره وتقديره لما لقيه ركاب السفينة من حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة. يذكر أن سفينة السلام اليابانية تتبع منظمة عالمية غير حكومية وغير ربحية مقرها العاصمة اليابانية طوكيو ، وتعمل على نشر ثقافة السلام وحقوق الإنسان والمساواة والتنمية المتوازنة وحماية البيئة على مستوى العالم ، وقد انطلقت في أكثر من مائة رحلة حول العالم منذ إطلاقها عام 1983م كمشروع آسيوي قبل أن تتوسع دولياً. وتأتي زيارة سفينة السلام للمرة الثانية دلالة على تميز العلاقات السعودية اليابانية التي شهدت تطوراً كبيراً وتجاوزت حدود العلاقات السياسية إلى علاقات تفاهم على قضايا مختلفة كإشاعة السلام ونشر المحبة والألفة ونبذ الصراعات والتفكك للحرص على استمرار رفاهية الشعوب وفق ثقافات مبنية على الحوار والتفاهم.