قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الليبراليين والعلمانيين الذين يقولون إنهم نواة الثورة المصرية يسعون حاليا للحيلولة دون تحقيق جماعة الإخوان المسلمين مكاسب سياسية، خاصة وأن كل التوقعات تصب في مصلحة الجماعة لتصبح القوة السياسية المهيمنة على البرلمان الجديد. وأضافت الصحيفة اليوم السبت إن القلق تزايد في صفوف العلمانيين عندما أعلن عضو بارز في الجماعة عن رغبته في ترشيح نفسه للرئاسة كمستقل، وهي خطوة تلقي بظلال من الشك على تأكيدات الإخوان أنهم لن يدخلوا سباق الرئاسة هذا العام، ومع ذلك فإن الجماعة تعتزم الدخول بقوة في الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها في سبتمبر المقبل. وأوضحت الصحيفة أن الليبراليين والعلمانيين يقولون إنهم يشعرون بقلق عميق بشأن ما قد يحدث إذا كان دخل الإخوان بقوة في الانتخابات، ويضغطون من أجل إحداث تغييرات، بما في ذلك تأجيل الانتخابات البرلمانية التي يمكن أن تسوي أرض الملعب للجماعة، ومنح الأطراف الأخرى المزيد من الوقت للتنظيم. ونقلت الصحيفة عن نجيب ساويرس أغنى ثاني رجل في البلاد وأحد مؤسسي حزب المصريين الأحرار، الذي يروج لسياسات ليبرالية وعلمانية قوله: "إنها ليست حربا عادلة.. لقد استبدلنا ديكتاتورية مبارك بديكتاتورية الإخوان". وأضاف إن حزبه ممول تمويلا جيدا لكنه لا يمكن أن يتنافس بشكل معقول مع جماعة الإخوان التي حصلت على 80 سنة لبناء شبكة قوية من نشطاء وأنصار في جميع أنحاء مصر، مشيرا إلى أن المستثمرين شديدي الحساسية إزاء احتمال تشكيل حكومة جديدة تلعب فيها الجماعة دورا قياديا. وفي مقابلة أجريت مؤخرا مع عمرو موسى، أحد أبرز المرشحين للرئاسة، قال إن هناك ما يكفي من الوقت لإعادة النظر ربما في الجدول الزمني للانتخابات الحالية .. وينبغي أن تعقد الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية لإعطاء الرئيس المزيد من التأثير على صياغة الدستور". ومن جانبه قال محمد سعد الكتاتني ،أحد قادة الإخوان وكان يرأس كتلة الإخوان في البرلمان، قال إنه لا يعتقد أن توقيت الانتخابات من المحتمل أن يؤثر على النتيجة.. وبالنسبة لنا توقيت الانتخابات لا يحدث فرقا.. ولكن أن تجري الانتخابات في وقت متأخر ليس في مصلحة أحد". ورغم أن الجماعة دعت منذ فترة طويلة أن تصبح مصر دولة إسلامية تحتكم للشريعة، وسعى أعضاء الحزب الجديد للجماعة في الأشهر الأخيرة لتصوير الجماعة بأنها أكثر تقدما وشمولا.