حالة من الغليان الشعبي يعيشها العراق بسبب خلافات التيار الصدري بزعامة مقتدي الصدر والأمطار التنسيقي لتعيين الأخير الوزير محمد شياع السوداني رئيسا للحكومة وهو الأمر الذي يرفضه التيار الصدر؛ إذ تحركت الجموع الصدرية لتملأ شوارع العراق بالمظاهرات. اقرأ أيضًا..60 إصابة في صفوف المتظاهرين وسط بغداد ويعد الصراع بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي" (أي التكتل البرلماني الشيعي البارز بزعامة نوري المالكي) إلى الشارع، بسبب تعيين الأخير الوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة. وإلى جانب المعركة الشرسة داخل البيت الشيعي يضاف الخلاف بين المكونات الكردية، التي تحتفظ برئاسة الجمهورية، حول تعيين رئيس للبلاد. ويشكل اقتحام مئات المتظاهرين لبرلمان العراق للمرة الثانية خلال أقل من شهر استعراضا جديدا لقوة زعيم التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر، ليزيد الضغط على خصومه السياسيين. وتتخبط البلاد في مأزق سياسي بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في أكتوبر 2021، فلا يزال العراق من دون رئيس جديد للجمهورية، ولم يكلف رئيس جديد لتشكيل الحكومة بعد. رئيس الوزراء في العراق: يعود منصب رئيس الوزراء في العراق تقليديا إلى شخصية شيعية يجري اختيارها بالتوافق بين القوى السياسية الشيعية المهيمنة على المشهد السياسي. لكن مقتدى الصدر، صاحب التأثير الكبير في المشهد السياسي في العراق، أراد تغيير هذه القاعدة بعد فوز تياره ب73 مقعدا في انتخابات أكتوبر التشريعية. وحاز بذلك أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، وأراد أن يكون تياره هو من يسمي رئيس حكومة "أغلبية" إلى جانب حلفائه. وبعد أشهر من المفاوضات، ترك الصدر لخصومه في الإطار التنسيقي، تحالف قوى شيعية، مهمة تشكيل الحكومة بعدما قام بخطوة مفاجئة بسحب نوابه من البرلمان. ويضم الإطار خصوصا كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة للحشد الشعبي، وهي فصائل شيعية موالية لإيران باتت منضوية في الدولة. وتطلب الأمر أشهر طويلة من الأخذ والرد، لكن الإطار التنسيقي أعلن الإثنين محمد شياع السوداني مرشحه لرئاسة الحكومة، وهو وزير ومحافظ سابق، يبلغ 52 عاما، ومنبثق من الطبقة السياسية التقليدية. ويعتبره الصدريون كذلك مقربا من نوري المالكي. في هذا السياق، اقتحم مئات من مناصري التيار الصدري البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة وتضم مقار حكومية وسفارات، احتجاجا على ترشيح السوداني. في هذا السياق المتوتر، تزداد الأصوات المتحدثة عن احتمال الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد خلط الأوراق، وتأتي ب329 نائبا جديدا. وقد يكون ذلك حلا يسهل قبوله من التيار الصدري الذي لم يعد ممثلا داخل البرلمان. لكن الأمر دونه تعقيدات عديدة. انصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء والبرلمان وبعد مسيرات احتجاجية شهدتها ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، لأنصار رفعوا شعارات تدعم التيار الصدري اقتحم انصار مقتدي الصدر المنطقة الخضراء ذات آل تحصينات الأمنية القوية لاحتوائها علي المباني الحكومية والسفارات الدبلوماسية وكذلك اقتحام مبني البرلمان العراقي قبل أن يأمرهم مقتدي الصدر بالانسحاب بقوله " وصلت رسالتكم أيها الأحبة وأرعبتم الفاسدين. الصحة العراقية: وأعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم السبت، استقبال 60 إصابة مختلفة من المتظاهرين أمام بوابة المنطقة الخضراء وسط العاصمة (بغداد)؛ توزعوا على ثلاثة مستشفيات، مؤكدة استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لإسعاف وعلاج الجرحى. الكاظمي: وفي سياق متصل شدد رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، السبت، على حماية المتظاهرين من أنصار التيار الصدري الذين اقتحموا المنطقة الخضراء، وسط بغداد، في وقت اندلعت مواجهات متقطعة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن سقوط 60 إصابة. تابع المزيد من الأخبار العربية والعالمية عبر alwafd.news