واحدة من المبدعات اللاتي يعتبرن الفن رسالة تخاطب المشاعر وتعطي الأمل للناس .. الفنانة السودانية منى مجدي تفاعل معها عدد كبير من السودانيون وهي تغني بروح معنوية عالية مع كورال كلية الموسيقى، عند استقبالها في مطار الخرطوم، بعد عودتها من رحلة استشفاء من مرض السرطان في العاصمة المصرية القاهرة. واعتبر مغردون وموسيقيون الطريقة "البشوشة" التي كانت تغني بها مجدي مع زملائها في الكورال لحظة خروجها من صالة الوصول، بمثابة تعبير عن قدرة الإنسان على هزيمة المرض نفسيا. وقال الصافي مهدي، قائد الكورال واستاذ الموسيقى بالجامعات السودانية إن الفنان يكون في معظم الأحيان مشبعا بالمعاني الإنسانية الجميلة التي تمكنه من "تحويل المعاناة إلى باقات من الفرح يوزعها لمجتمعه والمحيطين به". وأضاف أن مجدي هي واحدة من المبدعين الذين يعتبرون أن الفن رسالة تخاطب المشاعر وتعطي الأمل للناس، لذلك كان من الطبيعي أن تبعث برسالة للجميع تلخص قدرة الإنسان على هزيمة المرض. ويشير مهدي إلى أن منى مجدي، وبما عبرت عنه من مشاعر إنسانية، تؤكد قدرة الفن على منح جرعات الأمل لكل من يعاني من المرض. وتنحدر مجدي من أسرة لها تاريخ عريق في التفاعل مع القضايا الاجتماعية، فقد كان والدها مجدي سليم أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان. وبرزت مجدي خلال السنوات الأخيرة كواحدة من الفنانين المشاركين في بعث وتطوير الفن السوداني من خلال مشاركتها في كورال كلية الموسيقى السوداني الذي أسهم كثيرا في تغيير خريطة الفن السوداني بما يملكه من العديد من المقومات التي جعلته الاكثر تأثيرا في الجهود الرامية لتطوير الفن السوداني وتحويله إلى أداة تغيير. وتمنى عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع الطريقة التي عبرت بها مجدي عن نفسها لدى عودتها إلى البلاد، أن تتعافى تماما من مرضها، معبرين عن تفاؤلهم بأن تتمكن من ذلك بما تحمله من مشاعر وروح فنية.
