قبل ربع قرن قررت عائشة ديالو إنشاء مأوى للأطفال الأيتام وفاقدي السند وأبناء العجزة فى موريتانيا، فأثناء تجوالها عندما كانت تتاجر بين موريتانيا وبعض الدول الأفريقية، كانت تصادف أطفالا موريتانيين لدى أسر وجمعيات أفريقية فلم يعجبها ألا يجد أطفال بلدها مأوى داخل موريتانيا، فحصلت على ترخيص لمنظمة عائشة ديالو لتغذية الأطفال عام 2006. واشتهرت «ديالو» فى محل إقامتها «بنواذيبو» ببحثها عن الأطفال الذين هم بحاجة للرعاية، فكانت تتلقى اتصالات من معارفها بخصوص أطفال تحبسهم أمهاتهم فى غرف مغلقة ويمضين فى مغامراتهن التي قد تستمر يوما أو يومين. تقول عائشة: «كنت حين يردنى اتصال عن طفل من هؤلاء أكسر الباب وآخذ الطفل، وأترك لأمه رقم هاتفى لتتصل بى عندما تعود.. ودائما تحضر الأم فتجد طفلها فى حالة جيدة.. قد تغذى ولبس ونام؛ فتقرر أن تتركه عندي.. وعندما اشتهر أمرى أصبحت بعض النساء يُحضرن لى أطفالهن». عام 2004، عادت عائشة ديالو من الولاياتالمتحدة بعد سنة قضتها فى ضيافة شقيقها المقيم هناك، وبمساعدته ومساعدة زوجها اشترت قطعة أرض فى العاصمة الاقتصادية لموريتانيا نواذيبو، وشيدت عليها مقرا لجمعيتها عام 2009 بمساعدة سياح غربيين. وتؤكد «ديالو» أن جمعيتها استطاعت أن تجمع شمل بعض الأطفال بذويهم: «كان لدينا طفلان لأب من بوركينافاسو هجرهما فى نواذيبو، واستطعنا الاتصال به وتواعدنا معه فى نواكشوط، فحضر واصطحب طفليه إلى بلده». وتروى «ديالو» قصة طفل يتيم من السنغال تم توصيله إلى جدته التى فرحت به كتعويض عن بنتها التى ماتت فى الغربة.. وكذلك قصص أطفال آوتهم الجمعية صغارا ثم أوصلتهم لجداتهم «لأن أمهاتهم لم تكن صالحات لتربية الأطفال». بالتعاون مع وزارة العمل الاجتماعى والطفولة والأسرة، استطاعت جمعية عائشة ديالو أن تعثر على 37 أسرة حاضنة لأطفال رضَّع. كما استطاعت أن تعيد أكثر من 40 طفلا لأحضان أسرهم، ليصل بذلك عدد الذين أعادتهم الجمعية للوسط العائلى إلى أكثر من ثمانين طفلا، ولا تزال تتكفل بمساعدة بعض المنظمات الخيرية الأوروبية بلوازمهم المدرسية وتوفر لهم الثياب وما استطاعت من باقى الاحتياجات. وتقوم «ديالو» بدور كبير فى إيواء أطفال بدلاً من أن يكونوا عالة على المجتمع وعلى الدولة حيث أنقذتهم من وحل التشرد، وكانت وجهة كل من ليس له سند سواء اللقطاء والأيتام وحتى أبناء اللاجئين لا تفرق بينهم كل ما تريده هو مساعدة هؤلاء الأطفال. وحينما سئلت عن نظرتها لمستقبل الجمعية، قالت إنها تتمنى لأطفالها الذين لم يهبها الله سواهم أن يحفظوا القرآن ويكملوا دراستهم ويحصلوا على أعلى الشهادات.