رغم ما تحملة من مهابة وجلال, تتخلل رحلة ضيوف الرحمن مواقف طريفة قد لا تتناسب مع الشعيرة المقدسة , لكنها تظل عالقة بالذاكرة كلما مرت علينا الذكرى عاما بعد عاما,لما تتضمنه من فكاهة هى بالتأكيد غير مقصودة. وقعت حادثة طريفة لرئيس السودان الراحل عبد الرحمن حسن سوار الذهب أثناء أدائه مناسك الحج، وتحديدًا عقب رميه جمرة العقبة، حيث طلب من مرافقه وزير المالية السوداني أن يحلق رأسه، فاستجاب الأخير لطلبه، وبعد ذلك قام الرئيس بحلق رأس وزير المالية، وفور انتهائه؛ أقبل عليه حاج مصري، وطلب منه أن يحلق شعره، فوافق "الذهب" على ذلك وبعد أن انتهى من الحلاقة أخرج الحاج المصري 10 ريالات وأعطاها ل"الذهب" كأجرة عمله، لكن الأخير رفض قبولها، وعندها قال وزير المالية للحاج المصري: أتعرف من حلق لك رأسك إنه المشير سوار الذهب رئيس السودان، فتفاجأ الحاج المصري بهذا الأمر وقال: "يا خبر أبيض". ومن الروايات الأخرى التي تم تداولها عن الحج قبل 50 عاما أن شخصا جاهلا انضم إلى المطوفين فأوكل إليه رئيس المطوفين تطويف 12 امرأة، وبعد أن انتهى معهن من رمي الجمار، أمرهن بحلق رؤوسهن جميعاً، ونفذت النساء هذا بالفعل وعادت النساء إلى أهلهن بدون شعر. وروى حاج كبير بالسن واقعة طريفة حدثت له، وذكر أن أخته وكلته بالرمي عنها، وعند الرجم كان يردد :"اللهم اجعلها عن أختي حصة"، وكان خلفه حجاج من دولة آسيوية سمعوا ما قال، فقام هؤلاء الحجاج أثناء الرجم بترديد "حصة حصة". وروى أحد الأشخاص واقعة طريفة مشابهة، حيث تقدم رجل من الجمهوريات السوفييتيّة ومعه مجموعة من النساء من بلاده، وكان هذا الرجل يقرأ كتاب أدعية باللغة العربية دون أن يفهمها، وأخذ يقرأ في الكتاب وهن يرددن وراءه، ثم قال "طُبع في الرياض في مطبعة..." فردت النساء عليه وقلن: "طُبع في الرياض في مطبعة. وقرر رجل من البوسنة تجاهل المواصلات الحديثة، والسفر من بلاده إلى مكة سيراً على الأقدام، ليبدأ "مسند حاجيتش" صاحب 47 عاماً في رحلة استغرقت عاماً كاملاً. وأصر أحد الحجاج على جمع أكبر أحجام الحصى لتخريب بيت الشيطان، وصرح قائلاً "والله لأكسر رأس الشيطان هذا وأخربلك بيته". وقرر رجل مسلم من البوسنة، يدعى "مسند حاجيتش"، ترك وسائل المواصلات الحديثة، وفضل أن يسافر من بلاده إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج مشيًا على الأقدام، وبدأ الرجل البالغ من العمر 47 عاما رحلته في ديسمبر 2011 ووصل إلى السعودية في منتصف أكتوبر 2012. وفقد رجل من الصومال يدعى "علي بن عبد الرحمن شريف" حاستي السمع والنطق إثر سقوط قذيفة قبل عدة سنوت، وذهب هذا الرجل لأداء فريضة الحج في إحدى السنين وشرب من زمزم بنية الشفاء، وبعد أن انتهى من الطواف والسعي، سمع صوت المؤذن يرفع أذان الفجر، واكتشف أن حاستي السمع والنطق عادتا إليه مرة أخرى. واستقبل موسم حج عام 1433ه الشابين الإفريقيين "أحمد هارون" البالغ من العمر 25 سنة، و"نظيم كيرن كروس" البالغ من العمر 28 سنة اللذين رغبا في التعرف على رحلة الحج قديما، فأحضرا دراجتين هوائيتين، وشقا طريقهما إلى المملكة في رحلة استمرت 9 أشهر، كانا خلالها يبدآن السير من بعد صلاة الفجر إلى منتصف النهار، ثم ينامان في مسجد أو في أحد منازل من يرحب باستقبالهما. وقرر الرحالة عثمان الشاهين استخدام الجمل في رحلة الحج بدلًا من وسائل النقل،انطلقت رحلته من منطقة أثرية تقع بالقرب من خميس مشيط، واستغرقت رحلته 25 يومًا قطع خلالها نحو 675 كم.