تحل غداً الذكرى الخامسة لانتفاضة المحلة، التي انطلقت في السادس من إبريل 2008، "اليوم الذي خرج منه اسم حركة شباب 6 أبريل"، والشرارة الحقيقية لانطلاق ثورة 25 يناير، مواكبا صرخة علت بشدة دون خوف فى وجه النظام السابق. هذه هى الحقيقة التى كان النظام يلهث لكى يخفيها، من ذكرى هذا اليوم، بعد أن جاء منه اسم أجرأ الحركات التي وقفت فى وجه هذا النظام، فى عز عنفوانه وتقدمت عندما تراجع كثيرون وتكلمت بعلو صوتها. حركة 6 أبريل سياسية معارضة ظهرت سنة 2008، على يد بعض الشباب المصري، ظهرت على الساحة السياسية عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في 6 أبريل 2008 بدعوة من عمال المحلة الكبري، وتضامنت بعض القوى السياسية. ويعتبر أغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين، وتحرص 6 أبريل على عدم تبنيها لأيدلولوجية معينة حفاظا على التنوع داخلها. وكانت الحركة الشبابية من الأوائل في الدعوة إلي ثورة 25 يناير، حتى أنها رشحت في سبتمبر 2011 للحصول على جائزة نوبل في السلام، وكان ردها حينها أن الترشح من حق الشعب المصري الذي ضرب المثل في تحضره بثورته وعَلم العالم كيف تكون الثورات السلمية. انتشرت فكرة الإضراب بسرعة غير متوقعة، عن طريق الإنترنت، وسرعان ما تبنى نشطاء سياسيون من المدونين الفكرة، وبالفعل أطلقوا دعوة وقتئذ بعنوان "خليك بالبيت" وبدأوا فى نشرها من خلال الشبكات الاجتماعية والرسائل القصيرة لتليفونات المحمول والمنشورات والشعارات التي انطلقت من خلال الإنترنت وأحيانا لافتات فى الشوارع، وبالفعل أحدثت الحركة صدى قويا، وبدأت تلفت أنظار مسؤولى الدولة إليها. ودخلت مدينة المحلة، في عصيان مدني شامل، ودهست جماهير المحلة بالأقدام صورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ودعت قوى سياسية وعمالية بالمدينة إلى تنظيم مسيرات ووقفات متفرقة؛ للتنديد بالنظام، والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية. سرعان ما تحولت ساحات شوارع المدينة العمالية إلى ثكنات عسكرية من قوات الأمن المركزي والأمن العام حينها، وأطلقت قيادات الداخلية العنان لقوات الأمن للتعامل مع المتظاهرين، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة في 6 أبريل عام 2008، هم:" أحمد على مبروك، 15 سنة، وأحمد السيد النونو، 24 سنة، والسيد النجار عطوى، 32 سنة"، وإصابة مئات بطلقات الخرطوش والرصاص الحي وسحجات وكدمات متفرقة فى جسدهم نتيجة التراشق بالحجارة. وطاردت مدرعات وسيارات الشرطة المتظاهرين فى معارك أشبه ب«حرب الشوارع»، بمناطق الجمهورية وميدان العباسى الجديد وميدان البندر وميدان الششتاوي، التى احتلتها قوات الشرطة ورجال الأمن القومي والمخابرات العامة وعناصر أمن الدولة، التي اعتقلت 900 شخص من سكان المدينة للتحقيق معهم فى أماكن سرية وبمنطقة سجن برج العرب بالإسكندرية. وهاجم محتجون أقسام ومراكز الشرطة، فيما استغل البعض الأحداث وأحرقوا عدة مبانٍ حكومية، ونفذوا عمليات سلب ونهب بشكل عشوائي، وهو ما أدانه المتظاهرون أنفسهم، وكتبوه في تدويناتهم ومنشوراتهم منها :"خليك قاعد في البيت أو شاركنا في الميادين العامة، أوعى تنزل لكن شاركنا، ماتروحشي الشغل، ماتروحشي الجامعة، ماتروحشي المدرسة، ماتفتحشي المحل، عايزين مرتبات تعيشنا، عايزين نشتغل، عايزين تعليم لأولادنا،عايزين مواصلات أدمية، عايزين مستشفيات تعالجنا، دواء لأطفالنا، قضاء منصف، أمن وأمان، حرية وكرامة، مش عايزين رفع أسعار، مش عايزين محسوبية، مش عايزين ضباط بلطجية، مش عايزين تعذيب في الأقسام، مش عايزين أتاوات، مش عايزين فساد، مش عايزين رشاوي. مش عايزين اعتقالات، مش عايزين تلفيق قضايا، قول لأصحابك وأهلك مايروحوش الشغل همه كمان وخليهم يدخلوا الإضراب يوم 6 أبريل". وقال أحمد ماهر، القيادي بحركة 6 أبريل، عن ذكرى أحداث المحلة: "زى النهاردة من5 سنين نزل بيان الداخلية للتحذير من المشاركة فى الإضراب وتهديد كل الداعين له".