انتشرت في الاَونة الأخيرة ظاهرة ربما لم تكن معروفة من قبل؛ بسبب عدم التطور التكنولوجي قديمًا، وتتجسد الظاهرة في اختفاء بعض الفتيات لعدة أيام، وبعد تحريات الأجهزة الأمنية يتضح أن الفتاة المختفية دخلت في علاقة عاطفية مع أحد الأشخاص تقدم لخطبتها، وتم رفضه من قبل أهلها، لذا قررا الهرب معًا. اقرأ أيضا.. بعد اجتماع الرئيس.. كيف ساهمت المشروعات الصغيرة والمتوسطة في خفض البطالة وانعاش الاقتصاد ؟ كشفت وزارة الداخلية، مساء اليوم الخميس، ملابسات عودة فتاة الشيخ زايد المختفية، والتي أبلغت عائلتها باختفائها منذ فترة. ورصدت الجهات المختصة عقب تداول مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لأحد الأشخاص يطلب فيه المساعدة بالإرشاد عن أية معلوماتٍ حول نجلته المتغيبة، عقب توجهها لأداء الامتحانات بمنطقة الشيخ زايد في الجيزة. وعلى الفور تدخلت أجهزة وزارة الداخلية؛ للكشف عن مكان اختفاء الفتاة المبلغ باختفائها، وعقب تقنين الإجراءات تبين من التحريات أن الفتاة تُقيم برفقة أحد الأشخاص في محافظة الدقهلية، وتربطها به علاقة عاطفية، وتقدّم لخِطبتها ورفضه أهلها. وكشفت التحريات أن الفتاة هربت مع حبيبها بعد رفض أهلها إتمام خطبتهما، وبمواجهتهما اعترفت الفتاة بارتباطها بأحد الأشخاص بعلاقة عاطفية وسابقة تقدمه لخطبتها ورفض أهلها؛ فقامت بالهروب صحبته وتزوجا بتاريخ 25/5/2022 عقب قيامها بتوكيل (أحد الأشخاص – مقيم بمحافظة الشرقية) لعدم إتمامها السن القانوني. وعقب مواجهة زوجها أيد أقول الفتاة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولّت النيابة التحقيق. هروب الفتيات لدخولهن في علاقات عاطفية له أبعاد نفسية واجتماعية، إذ يفسر الدكتور جمال فيروز، استشاري الطب النفسي، هذه الظاهرة بأنها سلوك مُعيب لجأت له بعض الفتيات كتقليد للبعض الاَخر أو بتحريض من بعضهن لبعض، وناتج في الأساس بسبب بُعد الفتيات عن أسرهن، لافتًا إلى أن العلاقة بين الأباء والأمهات أصبحت مادية وتناسوا العلاقة الأسرية. وأكد فرويز في تصريح خاص ل"الوفد"، أن التفكك الأسري سبب هروب الفتيات ودخولهن في علاقة عاطفية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة انتشرت؛ بسبب الاضطرابات الجنسية والسلوكية والنفسية نتيجة للمسخ الثقافي الذي نشاهده الاَن. أما الدكتورة غادة فكري، استشاري الطب النفسي، فأوضحت أن الظاهرة تندرج تحت بند الأمراض الاجتماعية، وأساسها التنشئة والتربية والعادات والتقاليد، لافتة إلى أن بعض الأسر قصّرت فى تربية بناتهن منذ الصغر، وأحدثوا لهن عدم الثقة فى النفس. وأضافت فكري "نتائج التباعد الأسري أدى إلى لجوء الفتاة إلى أشخاص غير أسوياء، فيحاول الشخص إيجاد مدخل للتقرب من الفتاة ومن ثم الدخول في علاقة معها، ومن هنا تكمن المشكلة فبعض الشاب يلعب على هذه الاضطرابات التي تعاني منها الفتاة حتي يتقرب منها بشكل كبير ليصبح أسرة بديله لها عن أسرتها". ونصحت استشاري الطب النفسي، الأسر أن يتقربوا من أطفالهم منذ صغرهم ويتم تنشأتهم بعيدًا عن الاضطرابات الاجتماعية والنفسية، مؤكدة أن الطفل يتعلم بالملاحظة وليس الضرب، والمراهق يراقب ويلاحظ حتى تترسخ لديه هذه القيم.