كنت بالأمس سألت الدكتور محمد مرسى المسئول عن رئاسة الجمهورية أن يحدد لنا جنسية وهوية وأيديولوجية الصابع أو الصوابع التى ذكرها فى كلمته التى ألقاها أمام فلول جماعة الإخوان فى المؤتمر الذى عقده تحت عنوان المرأة، تتذكرون أن الدكتور مرسى فى هذه الكلمة قال إن فيه صابع أو صوابع بتلعب، وأكد أنه هيقطع الصوابع دى، وللأسف الشديد لم يتحدث بشكل مفصل عن الصوابع، على سبيل المثال لم يذكر أشكالها ولا مصدرها كما أنه لم يحدد لنا الموضع الذى تلعب فيه الصوابع، وقد ناشدناه بالأمس أن يعيننا ببعض التفاصيل لأن الصوابع تشابهت علينا، منها الإبهام والخنصر والبنصر، وهناك صوابع فى اليد اليمنى تختلف من حيث الوظيفة والكفاءة عن صوابع اليد اليسرى، وهناك صوابع القدمين تختلف فى الشكل والحجم والقدرة عن صوابع اليدين، ونبهنا إلى أن كلمة صوابع لا تطلق فقط على صوابع الإنسان، بل هناك صوابع مماثلة لكنها تختلف فى الحجم والشكل والوظيفة لدى بعض الحيوانات، مثل القردة على سبيل المثال، وذكرنا الصوابع التي تستخدم فى الأكل مثل صوابع الكفتة، ومنها صوابع الكفتة الضانى التي يقدمها الكبابجي، وصوابع الكفتة بالأرز التي تعدها أمهاتنا فى المنزل، وصوابع كفتة الجمبرى، وفى الحلويات هناك صوابع زينب رحمة الله على زينب وغفر لها ومتعها بالجنة لصوابعها اللذيذة التي تركتها لنا نأكلها، وقد نبهت الدكتور مرسى كذلك إلى أن الصوابع تستخدم فى الحواديت وفى القصص، وذكرنا قصة أبو إصبع، وعقلة الصباع، اليوم نحكى له إحدى قصص عقلة الصباع كما وردتنا من أحد الأصدقاء: «يحكى أن حطابا لم يعد يستطيع أن يطعم أطفاله السبعة لشدة فقره وضعف صحته فعزم الأبناء على أن يذهبوا إلى الغابة ويجمعوا الحطب ليساعدوا أباهم المريض وأمهم المسكينة من دون أن يعلما ووافقوا بعد تردد شديد على أن يرافقهم أصغر الأشقاء عقلة الإصبع . وانطلق الصغار في أعماق الغابة بحثا عن الأغصان الجافة وأخذ عقلة الإصبع يلقي بكسرات الخبز أثناء سيرهم حتى لايضلوا الطريق أثناء عودتهم للمنزل وحينما أقبل الليل بدأ الصغار في البكاء من الخوف فقال عقلة الإصبع لاتخافوا أنا أعرف الطريق لكن العصافير كانت قد أكلت كسرات الخبز وأدرك عقلة الإصبع أنهم ضلوا الطريق في الغابة وكان صوت الريح يثير الرعب في قلوبهم فجمع عقلة الإصبع إخوته وطلب منهم أن يستريحوا وسوف يقوم على حراستهم لكنهم لم يلبثوا طويلا حتى سمعوا صوت أبويهم وهما يناديان عليهم وفي الحال قاد عقلة الإصبع إخوته ناحية الصوت ولما اجتمع شمل الأسرة قال الأب لقد حضر اليوم صديق لي وأعطاني باقي ثمن قطعة أرض صغيرة بعتها منذ زمن طويل ولن نفترق بعد اليوم أبدا فرح الأولاد وهللوا لكن عقلة الإصبع قال بهدوء لأبيه المال سوف ينفد يوما ما يا أبي ربما بعد أسابيع أو حتى أعوام نحن نريد أن نتعلم يا أبي شيئا يفيدنا بحياتنا في القرية التي نعيش بها فيها مدرسة وفيها صناع مهرة في الصباح نذهب الى المدرسة وبعد انتهاء الدراسة نتعلم حرفة مفيدة ومن يدري فقد يكون أحدنا مدرسا أو نجارا أو ترزيا وبذلك نفيدك ونفيد أنفسنا جينما نكبر ويتقدم بك العمر ونكون سندا لك وعونا ونساعد بعضنا البعض نحن أخوة ونحب بعضنا كثيرا ونعطف علي بعضنا والحب يجمعنا ويربطنا أنا وأخوتي وخاصة أختي الصغيرة أحبها كثيرا أنت وأمي من زرع بقلوبنا الحب والحنان والعطف وعلمتنا ان نساعد بعضنا ونحب بعضنا ونطيع الله عز وجل ولا نعصيه أبدا وربيتنا على الصدق . فرح الأب كثيرا بكلام ابنه وقال من الغد سوف أصحبكم الى المدرسة وبعد المدرسة سوف أعرفكم على بعض أصدقائي أصحاب الحرف المختلفة وأنت يا بني ماذا تريد أن تكون بالمستقبل قال عقلة الإصبع سوف اذهب الى المدرسة ياوالدي وسأحرص على تعلم دروسي جيدا ولأني أعرف الغابة جيدا فقد أصبح مرشدا سياحيا أو مدرسا للجغرافيا والتاريخ وضحكت أروى الصغيرة وأخذت تقفز إلى أحضان والدها وأنا يا بابا أريد أن أكون طبيبة ناجحة كي أعتني بك أنت وماما وأساعد الأطفال الصغار، ضحك الوالد وانهمرت دموعه وضم أطفاله الصغار بين ذراعيه بحب وعطف وأحس برغبة بالبكاء لأنه رأى كل هذا الحب من أطفاله ورغبتهم بمساعدته.».