عمان تعيش حالة ثقافية مبهجة.. والسمة المميزة تعاون وتكامل الأجهزة المعنية بالسلطنة المعرض يعزز دور مسقط الثقافى.. ويثبت ريادتها فى احتضان المهرجانات الدولية المختلفة مشاركة 715 دار نشر من 27 دولة.. 199 فعالية خاصة.. وعرض 361 ألف عنوان تعيش سلطنة عمان حالياً حالة ثقافية مبهجة، حيث افتتح ذى يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب العمانى، أمس الأول «الخميس»، معرض مسقط الدولى للكتاب فى نسخته ال26، بمركز عمان الدولى للمؤتمرات والمعارض، الذى تستمر فعالياته حتى 5 مارس المقبل. واستطاع معرض مسقط الدولى للكتاب أن يجذب أنظار العالم خلال اليومين الماضيين، حيث يمثل منصة ثقافية عالمية يسعى إليها القراء والمثقفون والأدباء والمهتمون، ويشارك فى الدورة الحالية للمعرض 715 دار نشر من 27 دولة، فيما يبلغ عدد المشاركات الرسمية من داخل عمان وخارجها 41 مشاركة، أما عدد دور النشر فى قسم الكتاب الأجنبى فيبلغ 33 دار نشر، ويبلغ عدد العناوين 361230 عنواناً. جولة فى الأروقة وقد قام ذى يزن بن هيثم آل سعيد عقب افتتاحه المعرض بجولة فى أروقته، حيث زار عدداً من الأركان والأجنحة المخصصة للمؤسسات والهيئات الرسمية، كأركان: وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومركز ذاكرة عمان، ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى والابتكار، ووزارة الإسكان والتخطيط العمرانى، ووحدة متابعة تنفيذ رؤية «عمان 2040».. كما زار ركن جمعية المرأة العمانية، وعدداً من الأركان المخصصة للطفل، وعدداً من أجنحة الدول المشاركة حيث استمع إلى شرح مفصل حول ما تقدمه، إضافة إلى دور النشر المشاركة فى المعرض من داخل سلطنة عمان وخارجها.. واختتم الجولة بزيارة إلى ركن محافظة جنوبالشرقية ضيف شرف المعرض، واطلع من خلاله على ما يحويه من مخطوطات ومقتنيات وأدوات تعكس ماضى وحاضر المحافظة. فعاليات متميزة وطوال مدة معرض مسقط للكتاب، سيتم تنفيذ 114 فعالية ثقافية، منها 29 فعالية ثقافية لمحافظة جنوبالشرقية (ضيف شرف هذا العام)، إضافة إلى 85 فعالية خاصة للأطفال.. وقد جاءت مصر أولاً فى عدد دور النشر المشاركة بالمعرض، وذلك ب133 دار نشر بشكل مباشر، تليها سلطنة عمان بعدد 93 دار نشر، ثم لبنان ب80 دار نشر، فسوريا ب66 دار نشر، بعدها دولة الإمارات ب42 دار نشر، ثم الأردن ب39 دار نشر، وتشارك الكويت ب36 دار نشر، والسعودية ب 21 دار نشر، وتونس تشارك ب9 دور نشر، والمملكة المتحدة ب8 دور، وكل من قطر والعراق ب6 دور نشر، والسودان وتركيا ب 5 دور نشر، والجزائر وإيران ب 3 دور نشر، والبحرين والمغرب وفلسطين كل منها بدارى نشر، وكل من السويد والصين وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وكندا وموريتانيا بدار نشر واحدة. نافذة ثقافية يمثل معرض مسقط الدولى للكتاب أهم وأكبر تظاهرة ثقافية سنوية منتظمة فى سلطنة عمان، إذ تتحول خلاله أيام وليالى عمان إلى احتفالية متواصلة بالثقافة والمثقفين والإبداع والمبدعين من مشارق الأرض ومغاربها، كما تتحول إلى ملتقى محبب للمفكرين والأدباء والكتاب وصناع المعرفة ومستهلكيها من المواطنين والمقيمين المتعطشين للحصول على جديد العلوم والأدب والفن فى العالم، وهو ما جعل المعرض بحق نافذة ثقافية تطل منها عمان على العالم، ويطل منها العالم كله على عمان وعلى منجزها الحضارى التاريخى والمعاصر. وتعد الدورة الحالية لمعرض مسقط للكتاب نافذة واسعة على المشهد الثقافى العمانى والإقليمى وكذلك الدولى، بحكم العدد الكبير للعناوين المعروضة، وعدد الدول المشاركة فى المعرض، كما أن السمة المميزة أيضاً لهذا العرس الثقافى العمانى، هى التعاون والتكامل بين الأجهزة المعنية، وخاصة بين اللجنة التنظيمية للمعرض والجهات الأخرى، بما فيها وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعدد من جمعيات المجتمع المدنى. ضيف الشرف ولعل من أبرز ما يميز معرض مسقط السادس والعشرين للكتاب، أنه يحتفى بمحافظة جنوب الشرقية كضيف شرف للمعرض، وهو تقليد رفيع يسمح بإطلالة واسعة على بعض ما تتمتع به المحافظة من إسهام حضارى وتاريخى، كبير ومتواصل، ومن نهضة شاملة تعيشها فى كنف مسيرة النهضة العمانية المتجددة، التى يقودها بكل كفاءة وحكمة واقتدار السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان. فيتضمن البرنامج الثقافى للمحافظة خلال مشاركتها بالمعرض كضيف شرف، عدداً من الفعاليات الثقافية فى شتى صنوف المعرفة، ويشتمل جناح المحافظة على العديد من الأركان، منها ركن الآثار والتحف، وركن الصناعات الحرفية والمصوغات والنسيج، وركن العادات والتقاليد، وركن الإبداعات الثقافية، بالإضافة إلى ركن الترويج الاقتصادى نحو اقتصاد أزرق مستدام، كما يشتمل الجناح على معروضات خاصة من الصور، والنشرات التثقيفية، وعروض فيديو تبرز ما تتمتع به المحافظة وولاياتها من مقومات سياحية وطبيعية وتاريخية. وتتمثل مشاركات محافظة جنوبالشرقية فى معرض الكتاب، بعدد من الفعاليات الثقافية التى تنقسم إلى جلسات حوارية ومحاضرات وندوات ثقافية ومسرحيات وأمسيات شعرية وحلقات علمية وفعاليات للطفل.. وتتنوع المواد الفنية المرئية حول أركان المعرض من تعريف للمحافظة وولاياتها الخمس، وما تمتاز به من قلاع وحصون ومنجزات عهد النهضة، وكذلك الصناعات الحرفية والمصوغات والنسيج الذى تشتهر به ولايات المحافظة، وكذلك العادات والتقاليد بولايات المحافظة، إضافة إلى المواقع السياحية التى تشتهر بها المحافظة، وإبراز بعض الفنون التشكيلية، بجانب اختيار بعض المخطوطات لعرضها بالمعرض من التحف والقطع الأثرية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، ومركز السلطان قابوس العالى للثقافة والعلوم، وبعض المتاحف الخاصة بالمحافظة. اهتمام كبير وتأتى الفعاليات والأنشطة المصاحبة لمعرض مسقط للكتاب، ثراء وإضافة يقدمها المعرض لزائريه، الأمر الذى جعل من المعرض مناسبة سنوية مهمة للكتاب والأدباء والمثقفين والباحثين والطلاب وغيرهم من المهتمين بالفكر والثقافة، خاصة أنه أصبح واحداً من أهم معارض الكتاب على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية. وهو الأمر الذى أكده الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى، وزير الإعلام العمانى، حينما قال إن السلطنة أولت الثقافة اهتماماً كبيراً بدءاً بالإطار الثقافى الذى وضعه النظام الأساسى، ومروراً بفتح باب تشجيع الإبداع والفكر، وصولاً إلى المؤسسات الثقافية والتعليمية وإنشاء الجوائز الأدبية، وكل هذا يدعم حضور الكتاب ويشجعه، خاصة عندما يكون إضافة ثقافية وحضارية ولا يتعارض مضمونه مع قيم المجتمع وثوابت الوحدة الوطنية. ويوماً بعد يوم، أثبت معرض مسقط للكتاب بالدليل القاطع أنه معرض دولى بصبغة ونكهة عمانية خالصة، فهو لا يقل تنظيماً وأهمية عن أى معرض عالمى، إلى جانب دوره فى تعزيز دور السلطنة الثقافى وإثبات ريادتها فى احتضان المهرجانات الدولية المختلفة.