تسابق جماعة الإخوان المسلمين الزمن للانتهاء من «أخونة» المساجد.. لأنها المعركة الأهم فى محافظات مصر، خاصة بعد أن انكشف ألاعيبها وعدم قدرتها على إدارة شئون الدولة، لم تجد الجماعة إلا بيوت الله فى الأرض لتسيطر عليها فى ريف المحروسة. ولاشك أن رضوخ وزارة الأوقاف لأوامر الجماعة ساعدها فى إنجاز نسبة كبيرة من أخونة المساجد، ورغم معارضة الكثير من المصريين لتلك السياسة التى تحدث فى صمت مريب، ووقوع العديد من الاشتباكات والمواجهات مع الأئمة الجدد، إلا أن المخطط يسير حسب الخطط الموضوعة. المنوفية المنايفة يرفضون الأئمة «المتأخونين» .. ويطالبون بمساندة الأزهر المنوفية - عبدالمنعم حجازي ويحيي رشاد: لم تكتف جماعة الإخوان المسلمين بأخونة الكثير من الأجهزة والهيئات والوزارات خاصة التي تتصل بمفاصل الدولة والتعامل اليومي مع المواطنين ومنها الإعلام والتنمية المحلية والشباب والعدل والإسكان والبترول والداخلية وغيرها من المستشارين والمعاونين.. بل تعداه الي ما هو أخطر وأشد من خلال أخونة المساجد والدعوة والسيطرة علي المنابر عن طريق الأئمة والخطباء الذين «يكفّرون» المعارضة وكل من يخالفهم في الرأي ويتهمونهم بالخيانة والعمالة.. بل والخروج علي الدين. وفي محافظة المنوفية كان المثل والنموذج واضحا حيث قام الكثير من الخطباء والأئمة «المتأسلمين» والمتاجرين بالدين بحمل لواء الدفاع عن الإخوان وعن الجماعات الدينية وتكفير من يخرج علي الرئيس «أمير المؤمنين» ومهاجمة المعارضة ورموزها وتكفيرها وإتهامها بالعمالة والخيانة خاصة في الانتخابات البرلمانية سواء الشعب أو الشوري والاستفتاء علي الدستور الإخواني «المشوه» أو مهاجمة ومنع المظاهرات والاحتجاجات السلمية لأنها خروج علي الحاكم المنتخب في انتخابات مزورة وكان هذا واضحا في مساجد كثيرة تابعة للأوقاف وفي الزاويا الصغيرة والتي تسببت في وقوع كثير من المشاكل والمشاجرات والمشاحنات وصلت الي الاشتباك بالأيدي ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مسجد نور الصالحين والشيخ والمسجد الكبير بقرية ميت خاقان والتي يسيطر عليها مجموعات كبيرة وفصيل واسع من الإخوان بشبين الكوم وكذلك مسجد الشيخ مجدي الحبشي ومسجد حسام الدين مصطفي بجانب مقابر شبين الكوم بالحي الغربي حيث يقوم الخطباء بمهاجمة المعارضة والمخالفين للنظام والإخوان واتهامهم بالعمالة للخارج والخيانة للوطن كما أن الإمام بالمسجد الثاني له دور كبير في حشد الفقراء والبسطاء بالأتوبيسات في مليونيات الإخوان الي القاهرة وكذلك توزيع الشاي والزيت والسكر علي الفقراء من أهالي الحي.. أيضا بقرية كفر محمود بالباجور حيث قام خطيب وإمام المسجد بمهاجمة المعارضة واتهامها بالكذب والعمالة والخيانة مما اضطر الأهالي الي إجباره علي النزول وعدم تكملة الخطبة وإبعاده عن القرية بعد وقوع مشاحنات بين الأهالي كما يحدث ذلك ببقية مراكز المحافظة رغم الشكاوي الجديدة والمتكررة من الأهالي الي المسولين بالمديرية والمحافظة بإبعاد الدعاة والخطباء والأئمة المتأخونين عن المنابر أو التحدث في السياسة حقنا للدماء والفرقة بين الأهالي والعائلات إلا أنه لا حياة لمن تنادي. يقول الشيخ شحاتة الشخاوي إمام وخطيب مسجد المغفرة بشبين الكوم وكثير من الدعاة إن ما يحدث من أخونة لبعض المساجد هو تجارة بالدين وغير مطروح دينيا ولا اجتماعيا ولا سياسيا لأنه يخدم الفرقة والتشتت داخل المجتمع كما أنه يضرب الوحدة الوطنية والنسيج الوطني بل يفرق بين جميع أبناء مصر بمختلف اتجاهاتهم الدينية والسياسية والفكرية.. وأكد الشخاوي أن محاولة اتجاه سياسي وفصيل ديني معين المتاجرة بالدين لخدمة الدنيا والوصول الي السلطة والحكم ليس من شرع الله بل يجب تسخير الدنيا للدين وليس العكس.. وكل هذا يفتت النسيج الاجتماعي بين أبناء مصر. وطالب الشخاوي بالالتفاف حول الأزهر وعلمائه الأجلاء المعتدلين الذين يحملون روح الإسلام الحقيقية السمحاء المحبة لكل البشر وأن المنابر مقدسة ولها مهمتها الدينية النبيلة والتي لا يجب استغلالها في أهداف دنيوية رخيصة وسياسية وانتخابات فهذا مكانه الأحزاب ولكن يجب أن نستخدم لجميع أبناء الوطن الواحد وزرع المحبة والسلام والوئام.
بورسعيد الإطاحة بمديري الأوقاف والدعوة وتعيين «إخوانى» بورسعيد – عبد الرحمن بصلة: لم تسلم أوقاف بورسعيد ولا مساجدها من الخطة الإخوانية المحكمة للسيطرة على المساجد وتعيين التابعين لهم فى المساجد الكبرى والمراكز الرئيسية بهدف استبعاد أية عناصر أخرى غير تابعة للتنظيم. ويبلغ عدد المساجد فى بورسعيد 237 مسجدا كبيرا و96 زاوية تخضع جميعها لإشراف مديرية الأوقاف ببورسعيد ويبلغ عدد الأئمة 73 إماما ويعمل الباقى بنظام المكافأة سواء من الأزهر أو الأوقاف، وقد بدأ المخطط الإخوانى باستبعاد الشيخ السيد خليفة مدير المديرية السابق والذى كان مشهودا له بالكفاءة والنزاهة وتعيين الشيخ على أبو خضير بدلا منه نظرا لتوجهه الإخوانى حيث تمت مكافأته بالتعيين فى منصب المدير رغم ما يحتويه ملفه من جزاءات وتخطيه لعدد من المستحقين لهذا المنصب، كما صدر قرار باستبعاد البورسعيدى الشيخ أحمد قوطة مدير الدعوة وتعيين ابن الدقهلية الشيخ الشافعى برهان بدلا منه لكونه مناصرا للجماعة وكان يجلس فى أول الصفوف وأحد المنظمين للمؤتمر الانتخابى عندما حضر الدكتور محمد مرسى لبورسعيد فى انتخابات الرئاسة، كما تمت إقالة الشيخ بلال سليمان من إدارة الضواحى لإدارة الشرق وتعيين الشيخ أشرف فهيم المنتمى للجماعة، وإجراء مجموعة من التنقلات والاستبعادات من العمل بالمساجد الكبرى ووضع الموالين للإخوان المسلمين فيها والتهديد بفصلهم إذا لم ينفذوا التعليمات، وقد أثارت هذه التنقلات والتعيينات غضب الأئمة الذين تجمعوا وقابلوا المدير والذى تجاهل شكواهم وهو ما جعلهم يستعدون لعمل مذكرة ووقفة احتجاجية أمام وزارة الأوقاف للتنديد بما يحدث فى بورسعيد من تجاوزات وتنقلات لتمكين من ينتمى لجماعة الإخوان فى اعتلاء المناصب والمساجد الكبرى والسيطرة المحكمة على أوقاف بورسعيد ضمن المخطط العام الذى يحدث فى مصر. وطالب عدد كبير من الأئمة والدعاة بتدخل فورى من وزير الأوقاف لوقف ما يحدث فى بورسعيد وأن يخضع الجميع للاختبارات والمعايير والشروط المعمول بها وعدم مخالفة القانون واللوائح المنظمة للعمل خاصة بعدما أكدت مصادر مقربة من «الوفد» أن بعض القيادات قد فشلت فى اختبارات تمت مؤخرا وعدم قدرة بعضهم على تولى المناصب القيادية لعدم حصولهم على درجات الترقى والتفتيش والإدارة.
الغربية غليان بين الدعاة بسبب تجديد العقود لمديري العموم الموالين للجماعة الغربية - عاطف دعبس: رفض موظفو هيئة الأوقاف بالغربية أخونة المساجد وقيادات المديرية علي مستوي مدن المحافظة ونظموا إضرابا عن العمل السبت الماضي للمطالبة بتجديد عقود مديري العموم وأعلنوا رفضهم التام لإلحاق عناصر إخوانية داخل المديرية مما أدي الي عرقلة العمل بمكاتب هيئة الأوقاف وسادت حالة من الاستياء وغضب المواطنين لتأخر مصالحهم داخل المديرية. وقال صبري عبادة مدير هيئة الأوقاف بالغربية إن حالة الغليان والغضب تجتاح المديرية بصفة خاصة والوزارة بصفة عامة وهو الأمر الذي دفع العاملين الإداريين بالوزارة للتعبير عن غضبهم وإعلان رفضهم لأخونة قطاعات الأوقاف، وذلك بعد صدور عدة قرارات من وزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفي بتولي بعض القيادات الإخوانية مناصب إدارية وعدم تجديد العقود لمديري العموم بالهيئة علي الرغم من انتهاء عقود الأغلبية. وفي سياق متصل ندد عدد من خطباء وأئمة المساجد بمدن طنطا والمحلة وقطور والسنطة وبسيون وزفتي وسمنود وكفر الزيات بأخونة المديرية ومخطط رفض الإحلال والتجديد للقيادات والخطباء الذين يتمسكون بالوسطية وغير المنضمين لجماعة الإخوان أو أي تيارات دينية أخري وقالوا إن بعض الخطباء المحسوبين علي جماعة الإخوان أساءوا لهم عندما استخدموا منابر المساجد وخطب الجمع والدروس التي تعقد بالمساجد عقد صلاتي العصر والمغرب في تمرير أفكار الإخوان والدعوة للأخونة ودعوة المواطنين الي الوقوف خلف الدكتور مرسي ليس باعتباره رئيسا لكل المصريين بل لأنه يتبني الفكر الإسلامي ويطلب تطبيق الشريعة وقالوا إن هذه الأفكار فيها مزايدة علي الفكر الوسطي وطالبوا بأن تظل المساجد بعيدة عن السياسة وعدم الدعوة لحزب بعينه أو جماعة بذاتها وأشاروا الي أنهم يدعون للدكتور مرسي بالتوفيق والسداد في خطب الجمعة باعتباره رئيس مصر وليس لأنه قيادي بجماعة الإخوان المسلمين. وفي نفس السياق أكد المواطنون من جموع المصلين بمساجد طنطا أنهم غاضبون من فكرة أخونة المساجد وأنهم سيتصدون بكل قوة لكل خطيب أو إمام يتبني أفكار الجماعة ويشجع علي الأخونة أو يتكلم عن الإخوان باعتبارهم المخلصين لمصر من كل المشاكل لأن في ذلك مزايدة علي الإسلام والمسلمين. القليوبية انتفاضة ضد أخونة المساجد القليوبية – محمد عبد الحميد: منذ وصول التيارات الدينية للسلطة وهم يسعون لتقسيم البلاد التي بدأت تعاني من التقسيم الملحوظ بين أيديولوجية إخوانية وأخري سلفية بفروع مختلفة للجبهتين وظلت رياح التقسيم تنخر في عظام المجتمع إلى أن وصلت إلى بيوت الله التي يجب أن تظل مكانا للعبادة وليس لنشر الأفكار الحزبية، فالمساجد ظلت طوال تاريخ مصر لكل من يدخل ويصلي ويقف بين يدي الله في حالة استرخاء واستجمام نفسي وذهني من شوائب الدنيا ووقائعها المريرة لتستمر الحياة بنفس راضية وقلب مطمئن خاشع يطيع الله ورسوله بشكل صحي إلى أن جاءت التيارات الدينية المختلفة تتصارع مع بعضها البعض وتستخدم المساجد لفرض نظرياتهم وأفكارهم وقوانينهم الخاصة على الناس من خلال خطب منبرية يشوبها الشك والريبة والخوف والحذر من تلقيها وهضمها في العقول والأفئدة مما جعل الإسلام مظلومًا. ففى القليوبية لم تسلم المنابر من الأخونة والسلفية ولم تسلم الاوقاف من تلك الاتجاهات التى يرفضها المجتمع القليوبي. فمنذ 8 شهور تقدم قبل شهور قليلة نحو 108 من أئمة المساجد لمسابقة الترقى إلى وظيفة «مفتش»، وحضر منهم 98، وأسفرت النتيجة عن نجاح 23 فقط. والمشكلة لم تكن فى عدد الناجحين، وإنما فى أنهم «إخوان» وجميعهم كانوا مستبعدين أمنيا وقت نظام مبارك. وعادت وزارة الأوقاف لتتبع نفس نهج نظام مبارك، من تلقاء نفسها ودون تقارير أمنية، لتطبقه على من هم خارج جماعة الإخوان دون النظر إلى معيار الكفاءة. الأمر الذى دفع عددا كبيرا من أئمة المساجد بالقليوبية الى الوقوف والتصدى وإعلان العصيان ضد الأخونة وضد تولى قيادات الاخوان مهام ادارة المنابر بالمحافظة واستغلالها لصالح الجماعة والحزب وأبدوا اعتراضهم على تعيين الشيخ حمدي حمودة المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين مديرا للدعوة بالمحافظة بدون إجراء مسابقة واعلنوا الدخول في اعتصام مفتوح في حالة عدم الاستجابة لمطلبهم وإقالة مدير الدعوة. وأكد الأئمة أن هنالك محاباة في تعيين مدير للدعوة ينتمي للإخوان المسلمين من أجل السيطرة علي المديرية وأخونتها وتسييسها لصالح تيار بعينه مشيرين إلى أن مبدأ «الأخونة» هو المتحكم فى الأمر، وأن تعيين مدير عام الدعوة الإخوانى ومن نجحوا فى المسابقة الأخيرة بوساطة إخوانية سيكونون نواه لنشر الأخونة واكتمال حلقة «أخونة الدعاة».