تقيم دار الأوبرا المصرية اليوم احتفالية فنية ضخمة لتكريم اسم الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وهو الحفل الذي كان من المقرر إقامته عقب رحيل الفنان الكبير في 6 ديسمبر الماضي لكنه تأجل أكثر من مرة تارة بسبب الأحداث التي تمر بها مصر وآخر مرة بسبب الحداد على رحيل د. عبدالمنعم كامل. الاحتفالية يشارك فيها مجموعة كبيرة من نجوم الغناء، كما رفض أو تجاهل المشاركة أسماء أخري كان للراحل الكبير فضل كبير وتأثير عميق في وضعهم علي خريطة الغناء العربي سواء من خلال أعماله التي غنوها أو دعمهم وتشجيعهم المعنوي من خلال آرائه في الإمكانيات الفنية الخاصة بهم.. هؤلاء النجوم لم يخذلوا عمار الشريعي في قبره فقط لكنهم خذلوا جماهيرهم التي ارتبطت بهم، وعشقت «عمار».. علي حسب المعلومات التي توافرت لنا اتصلت الأوبرا بآمال ماهر وأنغام ولطيفة عن طريق بعض فناني الأوبرا الذين التقوا آمال في إحدي الدول العربية خلال وجودهم هناك لإقامة إحدي الحفلات لكنها تهربت بشكل دبلوماسي، أما أنغام فلم ترد وقيل إنها سافرت لقطر للمشاركة في مهرجان «واقف» رغم أن حفلها هناك لا يتضارب مع موعد حفل الشريعي الأول، كما أن تأجيل الحفل إلى غد وضعها فى مأزق جديد، لأن كل الحجج تلاشت، أما لطيفة فوعدتهم بالحضور لكنها لم تحضر. الغريب في تجاهل أو رفض الدعوة أن هذه الأسماء الثلاثة كان لعمار دور في نبوغهن، خاصة آمال التي تولي مهمة تدريبها علي كل شيء حتي أصبحت نجمة كبيرة، صحيح شهدت السنوات الأخيرة من عمر عمار حالة مقاطعة منه لها لكنها كان من المفروض أن تثبت للجميع أنها مازالت تتذكر فضل هذا الرجل عليها لكنها تعاملت باستخفاف مع الأمر، وهو أمر لا يستقيم مع صوت كبير بحجم صوتها لأن كل الكبار من أصحاب المواهب الفذة كانت أفعالهم تتوافق مع موهبتهم في الغناء أو التلحين ولا ندري ماذا حدث لنا في مصر. أما لطيفة فعمار بالنسبة لها السبب الأهم في وصولها إلي هذه النجومية لأن أعماله معها غنية عن التعريف كانت أحد أسباب شهرتها، وأتصور أن لطيفة عندما حضرت لمصر كانت تتمني مجرد لقاء مع هذا الفنان الكبير لأنه كان قبلة كل المطربين والمطربات العرب. أما أنغام فوجودها كنجمة مصرية كبيرة لها حضورها وجماهيريتها الكبيرة مهم جداً، خاصة أن عمار كان يعلق عليها آمالاً كبيرة في الحفاظ علي الريادة المصرية في الغناء، غياب أنغام أمر غير مقبول لأن احتفال الأوبرا هذه الليلة بعمار هو احتفال مصر به لذلك يجب أن يكون كل أبناء مصر في مقدمة المشاركين خاصة نجوم الصف الأول منهم، فهذه الاحتفالية إذا كانت الأوبرا هي الجهة المنظمة وهناك بعض النجوم لديهم تحفظ علي أداء هذا الكيان في السنوات الأخيرة، ففي ليلة الشريعي أو أي فنان آخر بحجمه وقيمته يجب أن نتوقف عن تلك المشاعر تجاه أي كيان أو مؤسسة، خاصة أن الأمر تكرر من قبل في ليلة الاحتفال بالسيدة الراحلة وردة، اعتذرت أيضاً أسماء كبيرة شهدناها تظهر مع وردة قبل رحيلها في برامج وتتحدث عنها بحب شديد لكن أين هذا الحب بعد الرحيل؟ بالمناسبة الاتهام بالهروب لا يطول من ذكرناهم فقط لكن هناك أسماء أخري علمت أن الأوبرا بصدد تنظيم احتفالية لتكريم اسم عمار الشريعي وكان عليها المبادرة بالمشاركة، منهن أصالة وشيرين عبدالوهاب، كما فعلت غادة رجب التي اتصلت بالأوبرا للمشاركة بمجرد أن علمت بوجود رغبة في ذلك، في كل الأحوال إذا كان هناك من اعتذر فهناك أسماء قبلت المشاركة بمجرد علمهم من الصحف اعترافاً بدوره وقيمته وتكريماً لاسمه الذي أثري به الحياة الفنية في مصر والوطن العربي بأعمال موسيقية وبرامج إذاعية وتليفزيونية ساهمت بشكل كبير في الارتقاء بالذوق الفني والوعي الثقافي لدي الجمهور والمهتمين بالموسيقي والغناء. الاحتفالية تتضمن عرض فيلم وثائقي يتناول مشواره الفني ومواقفه الوطنية بعد ثورة يناير يرويها مجموعة من نجوم ومشاهير الفن والأدب، بالإضافة إلي مقتطفات من أشهر البرامج التليفزيونية والإذاعية التي أعدها وقدمها الموسيقار الراحل، كما يشارك في الاحتفالية الشاعران الكبيران جمال بخيت وسيد حجاب، حيث يلقيان مجموعة من قصائدهما التي كتباها خصيصاً في حب ورثاء الموسيقار الراحل إلي جانب فصلين غنائيين، الأول: بقيادة المايسترو محمد الموجي ويضم موسيقي تتر مسلسل «دموع في عيون وقحة»، ثم على الحجار وإيمان البحر درويش، ثم «مع الأيام» وتتغني بها غادة رجب، وأغنية مسلسل «حديث الصباح والمساء» أداء إيمان عبدالغني، و«طبعاً أحباب» تشدو بها مي فاروق، و«بقلبنا» أداء أحمد عفت، و«أميرة في عابدين» غناء هشام عباس، و«أنا ياما» تتغني بها نادية مصطفي، إلي جانب أحد مؤلفات الراحل يؤديها منفرداً عازف التشيللو عماد عاشور.. أما الفاصل الثاني بقيادة المايسترو مصطفي حلمي أحد شباب العازفين والقادة الجدد بالفرقة القومية العربية للموسيقي، يضم أغنيات «أكتر من روحي» أداء سوما، و«تحت نفس الشمس» يغنيها وليد حيدر، و«أقوي من الزمن» تشدو بها مروة ناجي، و«بتسأل يا حبيبي» تتغني بها أميرة أحمد، و«أرابيسك» يؤديها خالد سليم، و«حبيبتي من ضفايرها» تغنيها هدي عمار، و«سيبولي قلبي» و«حبيت كتير» تشدو بهما ريهام عبدالحكيم، بالإضافة إلي موسيقي من مؤلفات الشريعي يعزفها منفرداً علي العود ممدوح الجبالي، ويختتم الفاصل بموسيقي تتر المسلسل الشهير «رأفت الهجان». يذكر أن الدولة أيضاً كانت قد خذلت الموسيقار الكبير خلال رحلة مرضه بعد أن وعدته بالمساهمة في سفره لزرع قلب في أمريكا، لكنها تركته يصارع المرض بمفرده حتي لاقي ربه في ديسمبر الماضي.