يؤمن بأن العدل أساس الملك.. فالحاكم العادل لا يحتاج إلي حراسات خاصة.. الشعب يحرسه ويؤمنه ويحميه ويرفعه إلي عنان السماء.. نادر السيد الحارس الدولي السابق أو حارس الثورة، كما أطلق عليه البعض، كان أحد الذين رفعوا رايات التحدي وانطلقوا بعقولهم وقلوبهم يهتفون ضد الظلم والطغيان في ميدان التحرير.. .. التقينا بالحارس نادر السيد وأجرينا معه هذا الحوار الذي أجاب فيه عن التساؤلات كافة. أين نادر السيد .. لاحظنا أنك اختفيت في الفترة الأخيرة؟ - بالعكس أنا متواجد والثورة مازالت مستمرة لم تنته لأن جميع الأهداف لم تتحقق فنحن سائرون في ثورة من أجل التغيير لمجتمع أفضل نحن الآن في مرحلة بناء وكل إنسان مطالب بأن يفعل ذلك في مكانه فقد حان وقت العمل بعد أن نجحنا في إسقاط النظام.. ثم إن المسألة ليست كما يعتقد البعض أنها ثورة شخص وإنما هي ثورة شعب. نادر السيد هل كان يحتاج إلي ثورة وهل كنت تشعر بالظلم مثل غالبية الشعب المصري؟ - كيف تقول هذا البلد دي بلدنا كلنا.. أنا من الشعب المصري وأشعر مثل الآخرين بآلامه وأحزانه وأري الظلم الواقع عليه، أنا لم أولد وفي فمى ملعقة من ذهب وأنا لم أذهب إلي ميدان التحرير من أجل الحصول علي شىء أو أقول للناس إنني بطل.. ولكني نزلت وكنت فخوراً جداً مثل الجميع أنني مصري وكان لابد أن نكون جميعا يداً واحدة. من أجل بلدنا بعد أن عانينا الكثير والكثير طوال ال 30 سنة الماضية. لكنك لم تتعرض مثلا للظلم مثل الآخرين؟ - قبل أن أكون لاعب كرة فأنا من الشعب المصري أنا جئت إلي القاهرة من الأرياف من طبقات الشعب الكادحة، ثم أن هذا الشعب هو الذي عمل نادر السيد وتسبب في شهرتي وتحقيق ما وصلت إليه.. من الذي جعلني شخصية عامة.. الشعب المصري طبعاً فهل يمكن أن أنكر ذلك أو أتخلي عنه وقت الشدة إلا إذا كنت ناكرا للجميل وأنا لست كذلك وكان المفروض بالقطع علي جميع الشخصيات العامة التي ساندها الشعب ورفعها إلي عنان السماء أن تجري مع الشعب وتسانده وتكون معه كلمة واحدة وإيد واحدة. وهل كنت تشعر بحالة القهر التي يعيشها الشعب المصري؟ - كلنا كنا مقهورين هل الحياة الميسورة تعني أن الإنسان يعيش مرتاحا نفسيا.. فالحرية هي الأساس والحياة الكريمة ولكن للأسف الشديد كنا نعيش ونشعر بأن »البلد مش بلدنا« فالفساد في كل مكان لم يترك موقعا في مصر إلا سيطر عليه.. بصراحة عصابة بتحكم مصر. هل كانت الحرية هي الأزمة التي تواجه الشعب؟ - لا فكبت الحرية كان قهراً ولكن أصعب أنواع القهر من وجهة نظري أنك لا تستطيع أن تجد قوت يومك وقوت أولادك لا تستطيع أن تجد ما تأكل وما تشرب وما تلبس ولذلك كان لابد من الثورة ضد القهر والظلم.. كان لابد أن نكون جميعاً يداً واحدة. البعض يقول إن الثورة يمكن مع الوقت أن تنطفئ وتعود ريما لعادتها القديمة؟ الشعب صحي وفاق ومفيش حد هيقدر يخدعه أو يضحك عليه تاني ولو أي مسئول فكر أن يعود إلي ما كان عليه الوضع في الثلاثين سنة الماضية فلن يجد سوي غضبة من الشعب ويجب أن يتعلم الجميع الدرس مما حدث مع المسئولين وعلي رأسهم حسني مبارك والفقي ونظيف ولا يعتقد البعض أن الأمر انتهي عند هذا الحد ولكن كما قلت فإن الثورة مستمرة ضد أي فساد ولكننا نواجه ملفاً ملفا حتي ننهي كافة الملفات وأي مسئول لابد أن يدرك أن المصداقية والشفافية هي الطريق للتعامل مع الشعب ويجب أن يتعلم المسئولون من درس ما حدث للسابقين الذين سرقوا ونهبوا البلد وعاثوا فيها فسادا وبحثوا عن تحقيق مصالح شخصية ونسوا الشعب المصري. ولماذا كان الشعب المصري صامتاً علي هذا الظلم طوال الثلاثين سنة؟ - الشعب المصري معدنه أصيل وصبور وكتوم ويتحمل ويتسامح ولكن مع الكبت يتولد الانفجار ومع زيادة الظلم عن حده لابد أن يكون هناك ثورة وانفجار، نعم الشعب أخطأ عندما صمت ولكن الخطأ الأكبر هو الاستمرار في التستر علي الغلط بقصد وعمد والمشكلة أن النظام السابق ولد فينا الإحباط وفقدان الأمل. وكيف؟ - النظام السابق درس جيداً كيف يدمر نفسية الشعب المصري وراحوا يدمرون صحته بالأغذية المسرطنة والمؤامرات، تارة انفلونزا الخنازير وأخري الطيور وأشياء من هذا القبيل.. كانت هناك بالفعل مؤامرة ضد هذا الشعب والحقيقة أنني فكرت في هذا الموضوع ولا أتخيل ما كان يحدث يصدر من مصريين تربوا في هذا البلد وأكلوا من خيراته وشربوا من نيله. مش مصريين؟ - لا أستطيع أن أقول عنهم ذلك ولكن شلة الفاسدين المحبوسة حالياً للأسف الشديد نسوا أنهم مصريون هم لم يكونوا خائفين علي هذا الوطن الذي منحهم كل شىء وسرقوا منه كل شيء.. وأريد أن نري الأوروبيين فهم ليسوا مسلمين ولكنهم يطبقون تعاليم الإسلام.. لديهم مبادئ وقيم يخافون علي بلدهم. البعض يطالب بعدم محاكمة الرئيس؟ - في ناس عاطفيين ولكنني لا يمكن أن أردد مثل البعض أن مبارك «أبويا ولا يجب محاكمته» لان مبارك مسئول وأبويا في البيت وليس مبارك لانه ليس أهم من الذين انضربوا بالرصاص ولا أهم من الذين فقدوا أعضاء من أجسادهم ولا الذين أهينوا وظلموا وواجهوا القهر والظلم.. رئيس الجمهورية بني آدم مثله مثل أي مصري وهناك قانون يجب أن يطبق علي الجميع سواسية لا يفرق بين رئيس جمهورية ومواطن عادي فحسني مبارك شخص عندي عندما ولد كان اسمه محمد حسني مبارك ولم يكن رئيس الجمهورية والشعب هو صاحب فضل عليه وهو الذي أوصله إلي هذا المنصب وكان يجب أن يكون خادمه وليس سيده. إذاً أنت مع محاكمته؟ - لو أثبتت الرقابة الإدارية والمحاكمات إدانته فلابد أن يعاقب سواء هو أو غيره، فنحن لدينا ثقة كبيرة جداً في تحقيقات الدكتور المستشار عبدالمجيد محمود والقضاء المصري العادل. هل تري أن التوريث كان أحد عوامل سقوط النظام؟ - التوريث كان الشرارة الأولي ولكنني أقول رن الشعب المصري أكبر من التوريث.. كنت علي ثقة كبيرة في أن شعب مصر لن يسمح بذلك.. في الوقت الذي توهم فيه الآخرون أنهم يمكن أن يمرروا التوريث. ماذا يعني وجود جمال وعلاء في السجن؟ - يعني أن هؤلاء ارتكبوا أخطاء معينة جعلتهم في هذا الوضع وهذا إعلان وإنذار لأي إنسان يريد أن يعيث في الأرض فسادا ومن هنا لابد أن يكون هناك قانون يطبق علي الجميع سواسية ولو حدث ذلك سيكون هناك عدل. ما صور العدل التي تتمناها من وجهة نظرك؟ - صور العدل المساواة بين جميع البشر عندما تذهب إلي المرور مثلاً لاستخراج رخصة للسيارة يكون معاملتك مثلما يتعامل رئيس الجمهورية لا فرق بين مواطن وآخر وهكذا في جميع المصالح الحكومية. هل تري أن هناك فساداً في الرياضة؟ - ليس لدي مستندات أو دليل ثابت ولكن كان الفساد مستشريا في كل مكان ولكن لا أستطيع أن اتهم أشخاصاً بعينهم وعموما فإنني أطالب الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بفتح ملف الفساد في الرياضة والإعلام لأنهما الوحيدان اللذان لم يتم فتحهما حتي الآن لانهما لا يقلان أهمية عن الصحة والسكن والتعليم ويكفي أن أقول أن الإعلام هو الذي تسبب في الأزمة التي حدثت في مباراة الجزائر ومصر. وكيف تري فساد الرياضة؟ - الفساد في كرة القدم أقل ضرراً من الفساد في الأمور الأخري لأنه يضر طبقة معينة بعكس الفساد في الصحة والسكن والتعليم والمعيشة فإنه يضر الغالبية من الشعب المصري. هل تري أن هناك ثورة مضادة؟ - الآن لم تعد هناك ثورة مضادة وما يحدث من فوضي في بعض القطاعات أمر طبيعي بعد أي ثورة لأنه من السهل عليك أن تبني ناطحة سحاب ولكن بناء الثقافة والعقول يحتاج إلي سنوات ولابد من الصبر. ما رأيك في المرشحين لرئاسة الجمهورية؟ - كلهم بالنسبة لي سواسية ونحن نحتاج إلي رئيس جمهورية لديه مصداقية لأن هذا المنصب تكليف وليس تشريفا ومن يخدم الشعب ويشعر به وبآلامه ومتاعبه ويسعي للنهوض بهذا الوطن فأهلا به. هل أنت مع سحب الثقة من اتحاد الكرة؟ - أعضاء الجمعية العمومية هم الذين يعرفون حجم الضرر الواقع عليهم وهم أدرى ولكنني أريد فقط أن أوجه هناك ثلاثة تساؤلات للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة عن أسباب صرف مكافآت في هذا التوقيت لعدد من الأندية وماذا سيفعل في دوري المحترفين وهل سيتم فصل الأندية اجتماعياً عن كرة القدم وماذا سيفعل مع أندية المؤسسات التي قضت علي الأندية الشعبية؟! كلمة أخيرة؟ - أقول إن الثورة مستمرة وأي إنسان لم يدرك النزول إلي ميدان التحرير فإنه يمكنه أن يشارك في الثورة ضد نفسه إن كان مخطئا أو الثورة ضد الفوضي وأن نبدأ مرحلة البناء لتعود إلينا مصر التي نعشقها ونعرفها جميعاً.
