احتلفت الكنيسة الكاثوليكية المصرية - صباح اليوم الثلاثاء - بتنصيب الأنبا إبراهيم اسحق بطريركاً للكنيسة الكاثوليكية بكاتدرائية العذراء بمدينة نصر في حضور مايقرب من 2000قبطي ،ولفيف من الشخصيات العامة وقيادات الدولة،وغياب كامل لرموز جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي. ترأس مراسم التجليس الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي القداس الإلهي بمشاركة أساقفة السينودس الكاثوليكي ،وارتدى البطريرك زيه البابوي قبيل الثانية عشر ظهرا . وقال الأنبا إبراهيم اسحق إبان انتهاء مراسم تجليسه "نصلي من أجل رئاسة الجمهورية وقيادات الدولة ليقودهم الله إلى الخير "،مشددا على احترامه لمؤسسة الأزهر الشريف والإخوة المسلمين . دعا اسحق إلى ضرورة الخوف على الوطن بدلا من الخوف منه ،لافتا إلى أن الكنيسة ترفض المثل الشعبي القائل "أنا وأخويا على ابن عمي ،وأنا ابن عمي على الغريب " ،واستطرد قائلا"قناعتنا حسب العقيدة المسيحية أن أنا وأخويا في خدمة ابن عمي ،وأنا ابن عمي في خدمة الغريب ". واستطرد قائلا" رسالتي في الفترة القادمة تنصب على محورين أولهما "بناء الإنسان " متبوعة ب"المصالحة مع الذات". وجدد البطريرك تأكيده على حاجة الوطن إلى التوافق من كافة أطيافه إبان تلك المرحلة ، لتحقيق السلام والاستقرار. وعرج اسحاق على مشاعره إبان اختياره لمنصب البطريرك قائلا" شعرت بالرهبة أمام متطلبات الخدمة ،وتذكرت انطلاقا من مبدأ أن في الضعف يظهر كمال قدرة الله كلمات السيدة العذراء "هاأنذا خادم الرب". وأشاد البطريرك الجديد بأساقفة السينودس الإنجيلي في مقدمتهم الأنبا انطونيوس نجيب الغائب عن التجليس لمشاركته في مجمع الكرادلة المنعقد بالفاتيكان لاختيار "البابا الجديد" ،لافتا إلى قداس الكرادلة بدأ بالتوازي مع حفل التنصيب. واختص البطريرك بالشكر "الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط،والآباء المطارنة الذين يبذلون جهدا شاقا لخدمة كنيستهم. في سياق متصل وصف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية احتفال تجليس البطريرك الكاثوليكي بأنه يوم فرح حقيقي باختيار الكنيسة الكاثوليكية ل"قائدها" واكتمال البناء الكنسي . وأضاف البابا تواضروس خلال كلمته بالكنيسة الكاثوليكية مساء أمس أن منصب البطريرك يشتمل على ثلاث معان هامة تأتي في "الأبوة ،المحبة ،والخدمة" . واستطرد قائلا " جئنا اليوم لتقديم التهنئة للكنيسة الكاثوليكية و المحبة لغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق "،لافتا إلى علاقته السابقة بالبطريرك وإعجابه بآدائه إبان توليه منصب مطران المنيا. البابا الذي قدم للبطريرك الجديد هدية "أيقونة العذراء" قال "باسم الأساقفة والكنيسة القبطية بأكملها نقدم التهنئة لأخونا الحبيب وننتهز كافة الفرص للعمل معا في خدمة الوطن". على الصعيد ذاته جاءت كلمة بابا الفاتيكان في سياق التهنئة للبطريرك الجديد ،داعمة لمهامه في الفترة المقبلة. قال بابا الفاتيكان في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أحد المطارنة " غبطة البطريرك ابراهيم اسحق إن اختياركم بطريركا هو حدث مهم للكنيسة ،وأتقدم بطلب شركتكم وأبعث لكم بتحياتي القلبية وأطلب أن يساندكم المسيح في مهمتكم الجديدة ،وابادلكم هذا التقليد الكنسي ،وأنا متأكد ياصاحب الغبطة أن بقوة المسيح وبمعاونة آباء مجمعكم البطريركي وباتحاكم مع الهيئة الأسقفية بالعالم اجمع ،تستطيعون آداء مهمتكم". يذكر أن الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك دخل الكاتدرائية علي رأس موكب ضم جميع آباء الكنيسة الكاثوليكية رافعاً شعار " وأعطانا خدمة للرب " بصحبة كل من الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي ، والأنبا يوأنس زكريا مطران الأقصر . وارتدى البطريرك تاجا ذهبيا أعد في "أوكرانيا" ،و"تونية" أعدها دير الراهبات مارجرجس . وحضر التجليس اللواء أركان حرب عبد المؤمن عبد البصير السيد فودة، كبير الياوران، برئاسة الجمهورية ، والدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة ،ومنير فخري عبدالنور وزير السياحة ، اللواء سفير نور نائب رئيس حزب الوفد ،و عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر ، ود.سمير مرقص مساعد رئيس الجمهورية السابق ، ويحيي الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق ، حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي ، وعمرو حمزاوي رئيس حزب مصر الحرية ، ، والدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة سابقًا ، واللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ،والدكتور محمود عزب نيابة عن شيخ الأزهر ،والدكتور علي عمر الفاروق نيابة عن المفتي . يذكر أنه تم انتخاب البطريرك ابراهيم اسحق بطريركاً للاقباط الكاثوليك، من خلال آباء سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية الذي إنعقد يوم 12 يناير 2013 وتم الاختيار في 15 يناير 2013 والاعلان الرسمي في 18 يناير 2013 ليكون خلفاً للبطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب، الذي تخلى طوعاً عن مهامه البطريركية لظروف صحية وبات بطريركاً شرفياً.