أصبحت الهواتف الذكية عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية، ومن المعروف أن استخدام الهاتف لفترة طويلة أمر يضر بالصحة النفسية للإنسان، كما يمكن أن يسبب مشكلات في صحة العين، لكن كيف تؤثر طرق حمل الهواتف الذكية على المفاصل والعضلات والأعصاب؟ اقرأ أيضاً.. تعرف على مرض التهاب الأعصاب الطرفية وطرق علاجه وفقا لموقع HUFFPOST، تؤثر طريقة حمل الهاتف المحمول على الأصابع خاصة الخنصر والإبهام، ليظهر تشنج أو التهاب في الأصابع، مما يُعرف باسم "إصبع الهاتف الذكي". في الغالب، نمسك بهواتفنا من خلال استناد الحافة السفلية للهاتف على الإصبع الصغير، وظهر الهاتف مستندًا على السبابة مع الأصابع الثالثة والرابعة، ويقوم الإبهام بالتمرير بالكامل. يقول بن لومبارد، عضو في جمعية تشارترد للعلاج الطبيعي، "إننا نميل إلى حمل هواتفنا بإصبع صغير تحتها لدعم وزن الهاتف، ومعصمنا يتجه إلى الداخل، مما يسبب ضغط على العصب الزندي إذا استمر الوضع لفترات طويلة". متلازمة النفق الرسغي يعتبر العصب الزندي أحد ثلاثة أعصاب رئيسية في الذراع، ويمتد من داخل الكوع على طول الساعد إلى راحة اليد، وينقل الإشارات الكهربائية إلى العضلات في كل من الساعد واليد. من الأمور التي تسبب مشكلات في هذا العصب: التمدد لفترة طويلة عندما يكون الكوع مثنيًا، أو الضغط عليه لفترة طويلة من الاتكاء أثناء قيادة الدراجة، أو باستخدام الأدوات اليدوية كالهاتف المحمول. وجدت دراسة تم إجراؤها عام 2017 صلة بين التوسع في استخدام الهواتف الذكية وزيادة احتمالات الإصابة باضطرابات الرسغ واليد المؤلمة. قال بيتر وايت، الأستاذ المساعد في قسم التكنولوجيا الصحية والمعلوماتية بجامعة هونغ كونغ، "يمكن توخي الحذر عند استخدام الأجهزة الإلكترونية المحمولة من أجل تقليل فرصة الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي التي تتطور بعد الضغط المتكرر على النقطة التي يمر فيها العصب في اليد ويلتقي بالرسغ المحاط بالعظام والأربطة". تعتبر ظروف العمل التي تتطلب حركات اليد المتكررة كالكتابة سببًا شائعًا لمتلازمة النفق الرسغي، ويمكن أن تؤدي إلى الشعور بالألم والتنميل ووخز في الأصابع. مخاطر حول مدة استخدام الهاتف شملت دراسة استقصائية 500 طالب من جامعة هونغ كونغ، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى تضم الذين استخدموا الأجهزة المحمولة لأكثر من خمس ساعات في اليوم، والأخرى للذين استخدموها أقل من خمس ساعات في اليوم. أفاد أكثر من نصف (54٪) المجموعة الأولى بألم في العضلات، مقارنة ب 12٪ من المجموعة الأخرى. استهدفت دراسة حديثة 48 طالبًا من الدراسة السابقة، وكان نصفهم يقضون أكثر من 9 ساعات يوميًا -في المتوسط- في استخدام أجهزة الهاتف المحمول، أما باقي الطلاب يقضون أقل من ثلاث ساعات يوميًا. وجد الباحثون أن الذين كانوا جزءًا من المجموعة المكثفة يعانون من إزعاج أكبر بشكل ملحوظ في المعصم واليد، فكلما طال الوقت الذي يقضيه الشخص في استخدام جهاز إلكتروني محمول، كلما كان الألم أشد وأصعب. ما الحل؟ أوضح الفيزيائي بن لومبارد -قائلًا: "إن موضع العنق والرقبة يُستدعى بشدة؛ لأننا نميل إلى أن نكون عالقين في النظر إلى الأسفل إذا كنا نقف، والأسوأ من ذلك عند استخدام هواتفنا في وضعية الاستلقاء، فغالبًا ما نحتفظ برقبتنا في وضع ممتد يمكن أن يضغط على الأعصاب"، ويوصي باستخدام أكثر عناية للإلكترونيات، حيث يمكن -أحيانًا- قراءة أو مشاهدة المحتوى على جهاز كمبيوتر أو شاشة تلفزيون أكبر بدلاً من جهاز محمول باليد، فلا توجد طريقة مثلى لحمل الهواتف الذكية...فقط ضع في اعتبارك مقدار الوقت الذي تستخدمه وكيف تستخدمه.
