المشير طنطاوى جسد النموذج المضىء للعسكرية المصرية فى الحرب ووقت الأزمات "السيسى" عبر بمصر من السقوط فى براثن الإرهاب.. ويؤسس لدولة حديثة قوية رائدة فى محيطها عظمة جيل اكتوبر لم تنته بانتهاء الحرب.. هذا ما أكده اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، موضحاً أن من شارك فى حرب أكتوبر ونال الشهادة، قدم أغلى ما يملك للحفاظ على تراب الوطن، ومن استكمل المسيرة قدم بطولات أخرى فى الدفاع عن الوطن، ومن هؤلاء المشير طنطاوى الذى وافته المنية فى 21 من سبتمبر الماضى. وأضاف أن المشير طنطاوى هو واحد من الأبطال فى الحرب والسلم، الذى يمثل النموذج المضىء للعسكرية المصرية، قائلاً المشير طنطاوى كان رجل المراحل الصعبة فى تاريخ مصر، فقد تولى طنطاوى العديد من المناصب العسكرية فى الجيش فى أوقات حرجة مثل حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وتحرير الكويت، وكان دائمًا على قدر المسئولية الملقاة عليه، كما استطاع أن يقود الدفة حين كان الوطن كله يعيش فى مرحلة لا أحد يعرف إلى أن ستصل الأمور بمصر وشعبها، ولكن الرجل كان حارساً أميناً استطاع النجاة بمصر من مختلف المؤامرات التى عصفت بدول المنطقة خلال ثورة 25 يناير وما تلاها حتى يونيو 2012. وأوضح «العمدة» أن القوات المسلحة منذ اندلاع الشرارة الأولى لثورة 25 يناير كانت فى صف شعبها، ووقفت بجانبه ولبت مطالبه وتحملت المسئولية الكاملة تجاه الشعب المصرى العظيم، وفور رحيل الرئيس الأسبق مبارك تولت القوات المسلحة مهمة إدارة شئون البلاد، وكانت المهمة ثقيلة والأعباء كبيره والمطالب الأساسية والفئوية معلنه ولا يمكن تجاهلها، فضلاً عن مهمة القوات المسلحة الأساسية فى الدفاع عن الوطن وحماية حدوده. وكانت استراتيجية القوات المسلحة فى التعامل واضحه من خلال ضبط النفس إزاء التجاوزات التى كانت تتم بشكل ممنهج لإثارة الوقيعة بين الشعب والجيش، إضافة إلى تلبية المطالب قدر المستطاع ضمن استراتيجية الإدارة والتى تختلف كثيرا عن الحكم، فالقوات المسلحة كان منوط بها توفير الاحتياجات الأساسية للشعب، إضافة الى حفظ الأمن، وذلك كله ضمن التحديات الكبيرة التى كانت موجودة والتى تهدف فى مجملها إلى تقويض الدولة. وأكد «العمدة» أن البداية الحقيقية لانتصارات أكتوبر المجيدة تمثلت فى تلاحم الشعب مع الجيش، فمنذ اللحظات الأولى لوقوع نكسة 67 كان قرار المصريين جيشاً وشعباً بضرورة الحرب لاسترداد الأرض والكرامة، وكان شعار المرحلة «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». وأضاف أن المصريين عانوا وتحملوا ووقفوا بجوار قواتهم المسلحة على مدار 6 سنوات، فخلال هذه الفترة قدم الشعب كل ما يملك، واستطاعت القوات المسلحة أن تعيد بناء نفسها وتعيد صفوفها وتعمل على مدار 24 ساعه دون أدنى إحساس باليأس، وتناسى الجميع كل شىء فى الحياة ولم يكن هناك إلا هدف واحد وهو الحرب والانتصار لاستعادة الأرض. لقد انتصر المصريون على اليهود فكرياً قبل الانتصار فى المعركة، حيث كانت كل الحسابات تصب فى صالح العدو، فهو صاحب التسليح الأحدث والقوى والأكثر تطوراً، وهو صاحب اليد الطولى بطائراته المتطورة التى تصول وتجول فى كافة ربوع مصر، وهو صاحب الحصون المنيعة ممثلة فى خط بارليف المنيع، فضلاً عن المانع المائى ممثلاً فى قناة السويس. وأشار الى أن غالبية دول العالم كانت على قناعه بأن مصر تحتاج الى عشرات السنين لكى تعيد بناء جيشها بعد أن تم تدمير ما يقرب من 85% من الأسلحة والعتاد فى 67 وهى الحرب التى لم تحارب فيها مصر، فى حين كان قادة إسرائيل على قناعة بأن المصريين إذا أعادوا بناء جيشهم فسوف يحاربون المستحيل لعبور قناة السويس وخط بارليف. وأوضح أن المقاتل المصرى استطاع بإمكانات متواضعة أن يحارب هذا المستحيل وينتصر عليه، وعلى مدار 6 سنوات - وهى مدة زمنية قليلة جدًا لكى تستطيع دولة أن تعيد بناء جيشها وتحارب وتنتصر – استطاعت القوات المسلحة أن تستعيد عافيتها بصبر وقوة تحمل شعبها بل إن القوات المسلحة خاضت حرباً ضروساً ضد العدو وهى حرب الاستنزاف، لقنت خلالها العدو دروساً قاسية وحطمت معنوياته، وكانت عبقرية الرئيس الراحل أنور السادات الذى راهن على المقاتل المصرى، وآمن بقدراته وطاقاته وأنه خير أجناد الأرض فصنع به المستحيل، وحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وأعاد للمصريين والعرب عزتهم أمام هذا العدو الذى لا يعرف ولا يفهم سوى لغة القوة. وأشار «العمدة» إلى أن حرب أكتوبر المجيدة ستظل ملهمة للشعب المصر وللقوات المسلحة، وهذه الروح المصرية مازالت موجودة وتعيشها مصر على يد الرئيس «السيسى» الذى يحارب الإرهاب ويبنى المشروعات القومية العملاقة، ويعيد للدولة المصرية روحها فى التجديد والتطوير والحداثة لتكون رائدة فى محطيها العربى والأفريقى، حتى أن التطوير أصبح سمة عصر «السيسى»، فالتطوير شامل لمختلف مرافق الدولة، فضلاً عن المبادرات الرئاسية المستمرة لتحقيق طفرة نوعيه فى مستوى معيشة المواطن. وقال «العمدة» إن الرئيس «السيسى» استطاع أن يعبر بمصر من مرحلة السقوط فى براثن الإرهاب، وذلك بالعمليات العسكرية الرشيدة فى شمال سيناء، والتى تحارب الإرهاب وتقطع أوصاله، وفى نفس الوقت تحفظ أرواح أهالى سيناء الشرفاء، وذلك كله بالتزامن مع التطوير الشامل وبناء المدن الجديدة ووضع بذور التنمية المستدامة فى هذه المنطقة، وهو ما يمثل الحل الأمثل لمشكلة الإرهاب بشكل نهائى.. وهو الأمر الذى تأخر كثيراً وكان لابد من توطين التنمية فى سيناء فور استعادتها بعد حرب أكتوبر.