إذا كان الرصيد المالي الاحتياطي يتناقص بشكل حرية الوطن.. فان الرصيد الغذائي أيضاً يكاد يجف فلا نجد في القريب العاجل ما نأكله. ووسط الكارثتين.. نتعرض جميعاً للمزيد من الكوارث.. وبالذات في القطاع الغذائي.. لأن هناك من ينافسنا ومن يطلب غذاءنا.. أي أن هناك من يشاركنا فيما نأكل.. كيف ذلك؟! إذ وسط هذا «الشح» الغذائي هناك من يأكل طعامنا الأخضر أي في الأرض نفسها، وحتي قبل أن يتم نضجه.. ذلك هو الجراد.. وكأن مصر ستجد قريباً من يخطف من يدها حتي رغيف الخبز الحاف.. فهل في «عهد حكم الإخوان» نواجه هذه الهجمة الشرسة سواء من حدودها الجنوبية مع السودان.. أو الحدود الشرقية عبر البحر الأحمر.. أو الحدود الغربية عبر ليبيا.. ** ذلك أن أسراب الجراد تهاجمنا الآن بحثاً عما تأكل.. مستغلة في ذلك انشغال السلطة الإخوانية.. وضعف هذه السلطة التي كل همها وشغلها الشاغل هو السيطرة علي كراسي الحكم.. فما هو الحل؟ وإذا كان المثل المصري القديم يقول «كل الدود.. قبل ما يأكلك» فلماذا لا نأكل الجراد.. قبل ما يأكل أكلنا!! وهذه ليست نكتة.. ذلك أن هناك شعوباً عديدة تأكل هذا الجراد.. ومنها شعوب قريبة منا بل وشقيقة منها بعض أبناء منطقة الخليج وأيضاً شبه الجزيرة العربية.. إزاي.. ** أولاً أن الجرادة الواحدة يمكن أن يصل طولها إلي 13 سنتيمترا يعني يقترب حجمها من حجم الجمبري الجامبو.. وهو يحتوي علي نسبة عالية جداً من البروتين تصل الي 62٪ يا بلاش. و17٪ من الدهون، وتتوفر فيه نسبة طيبة من المعادن الضرورية لجسم الإنسان مثل الكالسيوم والفوسفور - يعني زي الجمبري وأيضاً المنجنيز والحديد.. إيه العظمة دي، وبالمناسبة هناك العديد من الأنواع منها الجراد الأحمر وموطنه شرق افريقيا وهو الذي يهاجمنا الآن، والجراد الشرقي الذي يهاجمنا قادماً من جنوب شرق آسيا مش كفاية الجراد البشري الأصفر أي هجمات الجنس الأصفر.. البشري، ثم الجراد الاسترالي والبني القادم من جنوب أفريقيا.. وبعضه يتوالد في منطقة ممتدة من شرق السودان وأثيوبيا وإريتريا.. إلي غرب السودان ويصل إلي شمال أفريقيا.. ** والجراد تأكله شعوب عديدة، وإذا كانوا في الصين يأكلون كل ما هو فوق الأرض وما تحتها.. فإنهم في الكويت مثلا يأكلون هذا الجراد مشوياً أو مسلوقاً في سائل ملحي، وهم يعتبرونه وجبة شهية بعد أن يقطعوا الرأس والأجنحة.. ومنهم من يضعونه مجففاً في اللبن. وأتذكر هنا مرة كنت فيها في الكويت وأراد سمو الشيخ سعد العبد الله الصباح وهو من أشهر شيوخ الكويت وكان ولياً للعهد لسنوات ثم أصبح حاكماً للكويت أن أراد سموه تكريمي وقدم لي هذا الجراد مشوياً وقال مبتسماً: بسم الله.. ولما تعجبت بادرني قائلاً: ألستم تعشقون أكل جمبري البحر وتتفنون في طبخه.. هذا هو «جراد البر» فتوكل علي الله.. ولقمة هنية!! ومازال أكل الجراد مرغوباً فيه في المناطق الصحراوية. ** وربما بسبب غزارة الأسراب التي تهاجمنا.. ذلك أن السرب الواحد من الجراد قد يمتد إلي كيلو مترات عديدة.. وقد يصل عدد السرب الواحد إلي 40 و60 مليون جرادة.. وهو لا يترك شيئاً أخضر إلا بعد أن يأكله فلماذا لا نأكله.. قبل أن يأكلنا وهذا نفس منطقنا مع «دود المش». نقول ذلك ونحن نقف عاجزين عن مواجهة ما يهدد غذاءنا الذي تعودنا عليه.. ومادام حكم الإخوان لم يوفر لنا الحماية الطبيعية الكافية لمقاومة هذا الجراد.. وإذا كان الصينيون تعودوا أكل كل شيء حتي دود الأرض بسبب ما تعودوه طويلاً أيام المجاعات الشهيرة.. تعالوا ندع المصريين لأكل الجراد والاستفادة بخبرات غيرنا في التفنن في إعداده وطبخه فربما نكتشف فيه فعلاً أنه لا يقل «لذاذة» عن جمبري البحر الذي يعشقه كل المصريين.. يا الله وكله بفضل نظام الإخوان!!