يتربع القطن المصرى على عرش الأقطان العالمية بلا منافس لصفاته المميزة وطول التيلة ونعومته الفائقة، حيث ننفرد بإنتاج 23% من إجمالى الأقطان طويلة التيلة، فائقة النعومة، وتسعى الدولة لتحسين صفات الأقطان باستنباط أصناف جديدة تلائم الظروف المناخية لكل محافظة، مر عامان على تطبيق الحكومة المصرية نظاماً جديداً لتداول القطن، إذ دشنت المنظومة في سبتمبر (أيلول) عام 2019 بمحافظتي المنيا وبني سويف في وسط وجنوب البلاد، ثم وسعت النطاق لتصل إلى 4 محافظات أخرى في الشهر ذاته من 2020 موزعة بين الوجهين القبلي والبحري، قبل أن يُعمم مجلس الوزراء التجربة بقرار أصدره في سبتمبر الحالي. إقرأ أيضًا .. فيديو " جنى القطن " يرسم السعادة على وجوه مزارعوا الشرقية أسعار القطن المصري تثلج قلوب مزارعو الفيوم محصول 2021 أفضل موسم منذ سنوات.. وسعر تاريخي للقنطار مزارعو المنيا : محصول القطن " العشق الممنوع " واعتمدت المنظومة الجديدة على حصر تداول الأقطان على مراكز تجميع تابعة للدولة مع حظر تداولها خارجها بهدف تمكين المزارعين من الحصول على أعلى سعر، من خلال عرض إنتاجية المحصول في مزادات علنية، تحت إشراف الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن المصرية، سواء التي ترد إلى مراكز التجميع أو عند دخولها المحالج، وحظر إنشاء أي مراكز غيرها. رصدت " الوفد "تطور زراعة القطن واراء الفلاحين لتطوير الانتاج نجملها لكم فى السطور القادمة و إلى نص الموضوع " النظام الجديد لتداول الاقطان افضل نظام " قال " السيد عبد الله " احد المزارعين للقطن، إن النظام الجديد لتداول الأقطان أفضل نظام للحفاظ على القطن المصري ويدعمه في استعادة عرشه المفقود عالمياً"، وأشار إلى أن سبب منافسته القوية يعود إلى "المزارع الذي كان يحرص على زارعة وإنتاج محصول جيد وفي المقابل كان يحصل على عائد مجزٍ يوازي هذا المجهود"، لافتاً إلى "أن السنوات الماضية كان هناك تجاهل تام للمزارعين من قِبل الدولة ولذلك انخفض الحماس والدافع عند المزارعين مما دفعهم إلى التحول إلى زراعة محاصيل أخرى بديلاً عنه"، مؤكداً "أنه مع بدء تطبيق النظام الجديد لتداول الأقطان صار هناك حافز جديد لدى المزارع مما دفعه إلى العودة إلى زراعته من جديد علاوة على الحرص على جودة المحصول". لافتاً إلى "أن النظام الجديد يرفع قيمة أسعار الأقطان كلما ارتفعت جودة المحصول". بينما قال عمرو السيد مزارع قطن بمنطقة العامرية ، إنَّ زراعة القطن في مصر تحتاج لحلول واقعيه للنهوض بزراعته وحل المشاكل العالقة وتحقيق رغبة القيادة السياسية في رجوع القطن لعرشه، لافتًا إلى أنَّ مشاكل زراعة القطن مزمنة، والحل في تحفيز المزارعين لزراعة القطن عن طريق حل معضلة تسويقه ووضع سعر مشجع لقنطار القطن.وأضاف لقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى للعودة لزراعة القطن، ولكن المزارعين مازالوا خائفين من المغامرة بسبب صعوبة تسويق المحصول، وتدنى السعر الذى يجب أن يتم الإعلان عنه قبل الزراعة بوقت كافٍ حتى يطمئنوا، مشيراً كما أنهم يحتاجون أيضاً لدعم الدولة للمحصول حتى تعود زراعة القطن لسابق عهدها من جديد، مما يساعد فى تلبية احتياجات الصناعة، وتنفيذ خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى الطموحة فى عودة صناعة الغزل والنسيج، مضيفاً وكلنا ثقة فى عودة الحياة للقطن المصرى ومزارعيه وصُنّاعه فى ظل قيادة الرئيس السيسى الرشيدة. "الاراضى تحتاج معالجة من البذور الفاسدة التى ظلت تزرع أعوامًا طويلة." أكد مجدى محمد احد تجار القطن بالاسكندرية ، إنها مهنة أجداده ووالده وأعمامه، فالعائلة جميعها تعمل في تلك التجارة في جميع المحافظات، ولكن للاسف حال تجارة القطن أصبح متردي وذلك يرجع لعوامل كثيرة قائلًا: "القطن مبقاش زي زمان، الفلاح كان بيعيش على محصول القطن، دلوقتي بيبعدوا عن زراعته".،وتابع: أنه بالنسبة للزراعة وعلى مدار أعواما طويلة الأراضي الزراعية فسدت وذلك بسبب زراعة بذور رديئة في عهد وزير الزراعة الأسبق فكان الفدان يجني 18 قنطار قطن، أصبح في عهده يجنى 8 قنطار، في حين أن اراضي شركة النيل التي يمتلكها كانت تجني 18قنطار ومن أجود الأنواع وهو جيزا "86". وأشار إلى أن القطن من المحاصيل الزراعية القومية التي هى جزء من أقتصاد الدولة، لذلك تسعى القيادة السياسية الأن لعودة القطن لما كان عليه من قبل ولكن ذلك يتطلب عمل شاق، فالاراضى تحتاج معالجة من البذور الفاسدة التى ظلت تزرع أعوامًا طويلة.،وأضاف أن بورصة مينا البطل كانت تضم ما يقرب من 6شركات كبيرة، جميعها أغلق ابوابه، وتم تأجير مخازنها لتجار السيراميك ومصانع البسكويت، فبعد أن كنا الدولة المصدرة للقطن وما زال هناك تصدير لبعض الدول، ولكن السوق امتلئ بالقطن المستورد من"السودان، واليونان، وبوركينافاسو". وتابع قائلًا: "أيام الوالد كان قنطار القطن ب8 جنيه، الآن النوع الجيد يصل ل1800جنيه، وهناك غش وغلط للقطن من التجار"،وأوضح، التاجر أصبح يغش القطن بنوع من البوليستر، العميل لا يستطيع التفرقة بينه وبين القطن الأصلي، وهو ما أثر أيضًا على التجارة، وعزوف الناس عن شراء القطن، والاتجاه إلى المراتب الجاهزة، ولكن يبقي القطن الجيد له زبونه. "الحكومة تعمل على زيادة المساحات المزروعة بالاقطان " قال الدكتور طارق صالح وكيل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بالإسكندرية، إن المساحات التى تمت زراعتها هذا العام من محصول القطن بلغت ضعف مساحات العام الماضى.وأضاف، "منذ بداية العام الماضي بدأت الحكومة جنى ثمار النظام الجديد بزيادة المساحات المزروعة بالأقطان من جانب، إضافة إلى ضمان جودة المحصول بعد تدخل الدولة في التجميع والتنقية من الشوائب، وهو ما عزز التصدير للخارج بجودة مرتفعة وأسعار أعلى".، لافتًا إلى أن منطقة العامرية هى الأولى من المساحات المنزعة من القطن هذا العام، وتبلغ نحو 700 فدان، وتليها برج العرب، وخورشيد والمعمورة.استعدت مديرية الزراعة للمحصول الجديد بتنظيم دورات إرشادية وندوات توعية للمزارعين فى المناطق المستهدفة، بالتعاون مع نقابة الزراعيين، فضلًا عن توجيه المرشدين الزراعيين بتوصيات القطن. أشار " صالح " إلى أن خطة الوزارة تستهدف وصول المساحة المنزرعة بالقطن المصرى فى الموسم الجديد إلى نصف مليون فدان، بعدما تم توفير تقاوى أقطان الإكثار التى تكفى لزراعة هذه المساحة، بزيادة كبيرة عن الموسمين السابقين، وهو ما يعد أمرًا مبشرًا لعودة القطن المصرى إلى عرشه. واضاف " صالح " قامت مديرية الزراعة واستصلاح الأراضى في الاسكندرية، وتوجيهات المهندسة تريزا سعد عطالله مدير الإدارة العامة للإرشاد الزراعى بالأسكندرية، تنفيذ فعاليات البرنامج الإرشادي للنهوض بمحصول القطن المصرى موسم 2021، من خلال التعاون بين معهد بحوث القطن والإدارة المركزية للإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة بالإسكندرية (إدارة الإرشاد الزراعى)، بتنفيذ ندوة إرشادية لمحصول القطن بقرية الصاعدة بزمام العامرية. وقال «زكى»، أن البرنامج يتضمن كيفية مقاومة الحشائش بمحصول القطن حيث تعتبر مقاومة الحشائش من أهم العوامل المحددة للأنتاجية، وفي الأراضي الموبوءة بالحشائش يفضل إعطاء رية كدابة قبل الزراعة فتظهر كل أنواع الحشائش المختزنة في باطن التربة وتنبتها مما يسهل إزالتها بالحرث والتزحيف ويفضل استخدام المحاريث القلابة والقرصية لدفن بقايا الحشائش في باطن التربة وتسوي الأرض وتخطط وتقسم تمهيدا للزراعة، باستخدام مبيدات الحشائش مهم أما (قبل الانبثاق) مثل الاستوب بمعدل 1 لتر/فدان رشا على سطح التربة بعد زراعة البذرة وقبل رية الزراعة مباشرة.كما يمكن إضافة الفيوزيليد (بعد الانبثاق) لمقاومة الحشائش في وجود بادرات القطن وفي هذه الحالات لا يتم العزيق في الأرض المعاملة بمبيدات الحشائش لمدة شهر على الأقل لمنع تكسير فيلم المبيد المنتشر فوق سطح التربة والذي يعوق إنبات بذور الحشائش. وأضاف زكى أن العزيق اليدوي 3 مرات (خربشة وخرط وتفويس) بداية من رية المحاياة (الرية الأولي) والرية الثانية والثالثة مهم، بهدف استئصال الحشائش وسد الشقوق بما يقلل من تبخر المياه وتحمل تأخير الري (حيث يعتبر الفلاح العزقة الواحدة بمقام نصف رية) وأخذ جزء من تربة الريشة البطالة إلى الريشة العمالة حتي تصبح النباتات في ظهر الخط.،وعن رى نباتات القطن، قال وكيل الوزارة، أنه يحتاج فدان القطن المروي غمراً حوالي 4000 متر مكعب مقسمة على 8 ريات طوال عمر النبات (بكفاءة ري 60%) وفي الري بالرش 2500 متر مكعب (بكفاءة ري 85%) والري بالتنقيط يحتاج فدان القطن 2000 متر مكعب (بكفاءة ري 95%)، رية الزراعة تعطي بعد زراعة البذرة عفيرا (شك) وقبل زراعة البذرة حيراتي (دمساوي)، وفي الأراضي الطينية تعطي رية غسيل بعد أسبوع من الزراعة لمنع تشقق الأرض وفي الجيرية تسمى تجربة لمنع تكون طبقة الكراست الجيرية الصلبة التي تعوق إنبات البادرات، الرية الأولي (المحاياة) تعطي بعد أسبوعين من الغسيل أو التجرية وبعد 3 أسابيع في حالة حدوث أمطار أو زراعة الأرز في الصيف الماضي، ويوالى الري كل 15 يوم حتى رية الفطام عند نضج 80% من اللوز وتفتح 15- 20 % من اللوز أو عند صعوبة قطع أعلي لوزة على النبات، ويعتبر الري هو الهيكل التاريخي للعمليات الزراعية للقطن من رية الزراعة وحتي الفطام، ويراعى في الرى: عدم التعطيش أو التغريق/ عدم تصويم القطن (تأخير رية المحاياة)، إحكام الري خلال شهري يوليو وأغسطس لأهميتها لعمليتي التزهير والتلويز ومنع شلل النباتات.