يعد الصبر في المفهوم العام ببساطة هو الحبس والمنع، وهو حبس النفس عن الجزع، أاثبت العلم الحديث أن للصبر فوائد جمة، وقد عرفه الراغب الأصفهاني الصبر بأنه: حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، وعما يقتضيان حبسها عنه. اقرأ أيضًا.. الإسلام السياسى يتراجع يناقض الصَّبرُ في اللغة لفظة الجَزَع، ويُقصَد به: حبس النفس، وكفّها عن الجَزع، والسَّخَط، أمّا شرعًا فهو: الامتناع عمّا حرّمه الله، وأداء ما أوجبه من الفرائض، وعدم السخط، أو الجزع، أو الشكوى ممّا قدَّرَه الله –سبحانه، أي الرضا بمقدور الله، مع حُسن التأدُّب عند البلاء والمِحَن، دون الاعتراض على ما قُدِّر، ويُقصَد بالصبر في الاصطلاح الشرعيّ أيضاً: الثبات على ما ورد في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، والحكمة الإلهية من الابتلاءات التي يمرّ بها العبد في حياته تتجلّى في أمور عدة؛ إذ يميزُ بها المولى سبحانه صدق إيمان العباد؛ فيظهر صادقه من كاذبه، وينكشف غثّه من سمينه، وفي هذا يقول -سبحانه-: (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، والابتلاءات والمحن تربيةٌ لنفوس المؤمنين في ميدان الثبات على الحقّ، قال -تعالى-: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) ولا شكّ أنّ صبر المؤمن عند الابتلاء والمحن سببٌ لرفع درجاته ومقامه في الآخرة عند لقاء الله -تعالى-. قيمة الصبر في الإسلام والصبر عاقبته الجنة ما دام لله تعالى محتسبا الأجر والمثوبة من الله تعالى، فقد سأت امرأة سوداء رسول الله أن يدعوا لها فرد عليها: "إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ". ويكفي للصبر منزلة أن الله تعالى يحب من صبر وتحمل من غير تضجر ولا شكاية ابتغاء رضاه سبحانه وتعالى؛ ففي القرآن: {والله يحب الصابرين}[آل عمران:146]، بشر سبحانه المتخلقين بهذا الخلق العظيم بالرحمة في قوله: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} . على أنه ينبغي أن يعلم أن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى لأن المفاجأة بغتة تزعزعُ القلب وتزعجه، وهي اختبار للمؤمن أن يستعين بالله تعالى ولا يتزحزح يقينه وبهذا يرتفع إيمانه وتعلو درجته.