قررت لينا الحورانى طالبة الهندسة المعمارية فى الجامعة الأردنية الانسحاب من مشروع عالمى اقترحته جامعة جون هوبكنز الأمريكية لإيجاد حلول لمدن العالم للتعافى من آثار جائحة كورونا على المستويات البيئية والاقتصادية والحضارية. وبررت «الحوراني» رفضها المنافسة على المسابقة التى تقدر جائزتها بمليون دولار، بسبب تمثيلها مع منافسة إسرائيلية عن الشرق الأوسط، قائلة: «منافسة من أصارعه على الوجود فى الأصل إثبات لوجوده وهذا مرفوض، لهذا قمت بالانسحاب». وعلمت الطالبة فى أول اجتماع رسمى لها مع ممثل أمانة عمان ومندوب المسابقة فى العاصمة الأردنية أنها ستكون منافسة عن الشرق الأوسط أمام منافسة إسرائيلية, وأكدت أنها آثرت الانسحاب لأن الواضح من نص المسابقة أن تل أبيب مدينة معترف بها عالمياً «ضمن دولة معترف فيها عالمياً وهذا أساس صراعنا مع العالم كله». وتابعت: «تل أبيب بالنسبة لى ولأى مواطن أردنى هى كيان لا يجب أن نعترف به»، مشيرة إلى أن تفاصيل المسابقة لا تبدو مهمة بالنسبة لها مقابل معرفتها معلومة أن المنافس سيكون إسرائيليا. وأوضحت أن المنافسة عن الشرق الأوسط لن تكون واجهية بل فردية، من خلال تقديم مشاريع منفصلة، إذ سيتم تقديم 15 مدينة حول العالم لتنفيذ المشروع فيها على مدار ثلاث سنوات، لكن ذلك لا ينفى وجود إسرائيل وتل أبيب على قائمة التنافس. ولفتت الشابة إلى أنها تلقت بشكل رسمى رداً من ممثل أمانة عمان يفيد بالاهتمام الأردنى بتنفيذ المشروع بغض النظر عن المنافسين، لما له من فوائد قد تعود على الأردن وشعبها، لكنها مع ذلك فضلت عدم مواصلة التنافس لأن ذلك يتنافى مع مبادئها، مضيفة «أنا لدى كيان أنكر وجوده وأنت تريد أن تضعنى معه فى كفة واحدة». ونفت الحورانى أن يكون موقفها هذا نابع من كونها تبحث عن الشهرة أو محاولة إثبات وجهة النظر، وأن الأهم لديها هو ألا تجتمع مع الكيان فى أى ميدان أياً كان، قائلة: «القضية ليست بحاجة لمن يثبتها، هى مثبتة وواضحة وضوح الشمس ونحن مجرد أدوات للدفاع عنها». وأشارت إلى أن «ركب الشرفاء يسير فمن أراد الالتحاق به فليفعل، ومن أراد التنحى فليفعل وله ما شاء أنا شخصياً لن اعترف بالاحتلال». وأشارت المهندسة إلى أن رفضها قوبل باستهجان من قبل أحد ممثلى الأمانة الذى تساءل عن الإنجاز الذى سيحقق إذا ما قرر كل شخص الانسحاب من أى منافسة تجمعه مع الاحتلال، فكان الرد: «بالطبع لن نموت وسنكمل حياتنا بشكل طبيعى، أنا أتنفس وآكل وأشرب دون الحاجة لوجود إسرائيل فى أى عمل يخصنى، ما الذى تغير؟». وأعربت عن تقديرها لأهمية المشروع الذى كان من المقرر أن تشارك فيه لما فيه الفائدة للفقراء والمحتاجين، لكنها تجزم بحسب تعبيرها أنه حتى أولئك المعدمين إذا ما تم سؤالهم «هل توافقون على تنفيذ مشروع كان يضم منافسين إسرائيليين رغم أنه سيحسن حياتكم؟ فسيكون الرد بالطبع «لا» سنكمل حياتنا دون الحاجة إليه. رفض الحورانى قوبل بإشادة واسعة فى الأوساط الأردنيةوالفلسطينية حيث عبر نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعى عن فخرهم بمواطنة بلادهم، مؤكدين أنه موقف طبيعى لكل حُر وشريف ما زال يؤمن بأن فلسطين هى قضيته الأولى.