"دموع وصراخ، بكاء ونحيب، أنفاس تخرج ولا تكاد تعود".. كان هذا هو حال أسرة وأصدقاء وتلاميذ الكاتب الصحفي الراحل عادل القاضي، رئيس تحرير بوابة "الوفد" الإلكترونية، بعدما وافته المنية حين فرغ من صلاة العصر وجلس يقرأ القرآن الكريم، يوم الاثنين الماضي. الخبر الذي وقع كالصاعقة على كل من عرفه، كان كفيلا بأن يجبر الجميع على تذكر محاسن المغفور له بإذن الله وبشاشة وجهه الذي لم تكن تغيب عنه البسمة. وبعد أن فرغ أصدقاء وتلاميذ الراحل من دفنه، هرع الكثير منهم إلى منازلهم ليسجلوا ويدونوا شهادتهم عن محاسن الفقيد وينشروها على تعليقات خبر الوفاة وتشييع الجنازة التي نشرتها عشرات المواقع والصحف المصرية والعربية والإسلامية، وكان أبرزها موقع "أون إسلام" الذي كان يتولى الفقيد رئاسة تحريره بشكل تطوعي، وكذا مواقع "محيط" و"الإسلام اليوم" و"اليوم السابع" و"مصراوي" و"البديل"، وصحف الأهرام والشروق والمصري اليوم والبيان الإماراتية.. وغيرها. وامتلأت ساحات التعليقات في بوابة "الوفد" الإلكترونية بمئات التعليقات التي تنعي الفقيد من زائري البوابة، سواء كانوا يعرفون الراحل أو لا يعرفوه، فمن يعرفه كتب محاسنه، ومن لم يعرفه أشاد بمهنية البوابة وحياديتها ودورها المؤيد للثورة منذ بداية الدعوة لها، ولذا تضرعوا بالرحمة والمغفرة للفقيد الراحل. وأنشأت البوابة ملفا خاصا عن الأستاذ عادل القاضي وأبرزته على صفحتها الرئيسية عبر صورة للفقيد تتوسطها الآية القرآنية الكريمة التي تنتهي بقوله تعالى: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وكتب أسفل الصورة: وداعا.. عادل القاضي. وداخل تلك الصفحة يوجد كافة روابط الأخبار التي كتبتها وسائل الإعلام عن الفقيد الراحل، وكذا مقالات الرثاء من أصدقائه وتلاميذه، والفيديوهات المسجلة له وهو يتحدث مع الفضائيات المختلفة، كما أنتجت البوابة فيلمًا وثائقيًا قصيرًا يعرض أبرز صور الأستاذ عادل القاضي، مدمجة مع صوته وهو يشرح الإنجاز الذي حققته بوابة الوفد في وقت قياسي. ودشن البعض من محبي الفقيد مجموعة مفتوحة على موقع "فيس بوك" لتخليد ذكرى الفقيد، وتحمل عنوان: "لمسة وفاء.. لأستاذنا عادل القاضي"، وتحوي كتابات أصدقائه وزملائه وتلاميذه، ودعواتهم له بالرحمة والمغفرة ولأهله وأسرته بالصبر والسلوان. كما تحوي المجموعة أيضا روابط الفيديوهات المأخوذة من بوابة "الوفد" الإلكترونية، وأبرزها صلاة الجنازة على الفقيد، وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير. وكانت أكثر الكلمات المؤثرة التي تناقلها محبو "عادل القاضي" هي: "ننتظر لقاءك في وقت قريب". جدير بالذكر أن الكاتب الصحفي الراحل عادل القاضي ساهم في تأسيس جريدة الوفد الأسبوعية في مارس 1984 ثم ساهم في تأسيس جريدة الوفد اليومية عام 1987 وعمل بها في أقسام التحقيقات والأخبار، ثم تفرغ للعمل كمحرر سياسي وعسكري للجريدة، ثم إلى الديسك المركزي بالجريدة. كما سافر القاضي إلى السعودية وعمل بجريدة "المدينة"، ومنها إلى الإمارات حيث عمل بجريدة "البيان" ثم تولى رئاسة الديسك المركزي لجريدة "الاتحاد" في أبو ظبي. عاد القاضي إلى مصر عام 2004 وساهم في تأسيس جريدة المصري اليوم وعمل مديرا لتحريرها ثم قدم استقالته منها في فبراير 2005 بسبب الخلاف حول توجهات الجريدة وسياساتها، وفي بداية عام 2008 تولى القاضي رئاسة تحرير "شبكة الأخبار العربية "محيط"، ومع أواخر العام تولى منصب نائب رئيس تحرير موقع "إسلام أون لاين"، إلى جوار عمله في الديسك المركزي لصحيفة "الوفد". ومع أواخر عام 2009 بدأ القاضي في تأسيس بوابة "الوفد" الإلكترونية وتولى رئاسة تحريرها؛ وذلك إلى جوار عمله التطوعي كأمين عام لمؤسسة "وفد الخير" ورئيس لتحرير موقع "أون إسلام"، حتى وفاته في 25 إبريل 2011. ارتبط الفقيد بصداقات واسعة في المجال الصحفي لما عرف عنه من كفاءته العالية التي جعلته يتبوأ أعلى المناصب في أقصر الأوقات، ويشهد له الجميع بأدبه الجم والتزامه المهني والأدبي داخل الوسط الصحفي.