هل موسوعة الفتاوى التى نشرتها دار الإفتاء مؤخرا هى نفسها التى بدأ فى نشرها الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمة الله عليه عندما تولى دار الإفتاء عام 1980؟، هل د.على جمعة قام باستكمال موسوعة الشيخ جاد الحق أم أنه أصدر الفتاوى من جديد؟. صباح أمس نشر على موقع بوابة الوفد خبرا عن اصدار دار الإفتاء موسوعة للفتاوى الإسلامية فى 39 مجلدا، ذكر الخبر أن دار الإفتاء قامت بطباعة فتاوى منتقاة من سجلات دار الإفتاء، وذلك في تسعة وثلاثين مجلدًا، تحوي الفتاوى الأبرز من مائة ألف فتوى منذ نشأة دار الإفتاء عام 1895 وحتى عام 2010، كما تمت طباعتها على أقراص مدمجة، وقال الدكتور علي جمعة – مفتي الجمهورية – إنه تمت مراجعة ما يزيد على 184 سجلاً من سجلات دار الإفتاء تضم فتاوى منذ نشأة الدار، ثم تصنيفها ومراجعتها مراجعة دقيقة، لتهيئتها للطباعة في تسعة وثلاثين مجلداً، وأسطوانات مدمجة لتكون متاحة للجميع. وأضاف أنه تم الانتهاء من مقابلة ومراجعة جميع الفتاوى الصادرة عن الدار منذ بداية السجلات سنة 1895م في عهد فضيلة الشيخ حسونة النواوي مفتي الديار وقتها، وحتى نهاية فتاوى سنة 2010، ويزيد عدد هذه الفتاوى على 100 ألف فتوى، تم الانتهاء من ضبطها وتصحيحها لغويًّا، ثم طباعتها في تسعة وثلاثين مجلداً، واسطوانات مدمجة لتكون متاحة لجميع الباحثين». والحقيقة أن ما نشر منسوبا لدار الإفتاء ولفضيلة المفتى د.على جمعة، يعود بنا إلى الموسوعة التى أصدرها الشيخ جاد الحق، وأظن أن على جمعة قام باستكمال الموسوعة القديمة، لكن للأسف الدار لم توضح هذا للقراء، خاصة ان مكتبتى تضم هذه الموسوعة منذ سنوات طويلة ولم تكتمل بعد، حيث كانت تصدر فى مجلدات كل فترة، وقد قام الشيخ جاد الحق بتصدير مقدمة الجزء الأول عام 1980 بقوله: « عقد العزم منذ وليت إفتاء الديار المصرية، على نشر الفتاوى التى صدرت من دار الإفتاء من واقع السجلات التى بمكتبتها لينتفع بها المسلمون، ففيها فقه وتطبيق وتخريج لواقعات جديدة، وهى فى ذات الوقت منهل حافل ينهل منه الدارسون لعلوم الاجتماع والتاريخ والسياسة والاقتصاد، إذ تحمل الاستفتاءات الرسمية والشعبية صورة لواقع حياة الناس فى مصر، بل وربما فى العالم الإسلامى فى حقبة من الزمن تزيد على الثمانين من السنين، منذ 7 جمادى الآخرة 1313 ه 21 نوفمبر 1895 م، وكنت أرجو أن يتيسر الاطلاع على الفتاوى فيما قبل هذه الفترة، لكن أوراقها دخلت ذمة التاريخ، حيث قبعت فى دار الوثائق القومية، ومن ثم يكون الأحق بها وبنفض التراب عنها وعرضها فقهاء المؤرخين المتخصصين فى عرض تاريخ الإسلام وحضارته». وقد تولى دار الإفتاء 14 مفتيا ابتداء من عام 1895م وحتى الشيخ جاد الحق عام 1978، وكان أولهم الشيخ حسونة النواوى شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية، وقد سجلت الموسوعة له 287 فتوى ابتداء من 10 جمادي الآخرة وحتى 11 محرم 1317 ه(24 نوفمبر 1895م)، وذكرت 1044 فتوى للشيخ محمد عبده، و1180 فتوى للشيخ بكرى الصدفى، وأكثر من 8 آلاف فتوى للشيخ حسنيين محمد مخلوف الذى تولى دار الإفتاء مرتين، الأولى من 1946 1950، وأصدر فيها 4976 فتوى، والثانية من عام(1952 1954) وأصدر فيها 3663 فتوى. وقد عدت لهذه الموسوعة النفيسة وكتبت عن بعض الفتاوى الهامة التى كانت تضعنا فى قلب المجتمع، وطالبت منذ فترة باستكمالها هى وموسوعة الفقه الإسلامي التى صدرت عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالاشتراك مع جامعة دمشق خلال فترة الوحدة مع سوريا، وقد اشرف على اصداء الأجزاء الأولى المرحوم أحمد عبدالله طعيمة وزير الأوقاف آنذاك، وكان أحد الضباط الأحرار فى ثورة 1952، وأهمية هذه الموسوعة أنها جاءت على المذاهب المشهورة ولم تقتصر على المذاهب السنية فقط. على أية حال سواء كانت موسوعة الدكتور على جمعة هى استكمالاً لموسوعة الشيخ جاد الحق رحمة الله عليه، فإنجاز اتمام الموسوعة يكتب للشيخ جاد الحق، ويكتب له أيضا اصدارها فى طبعة مكتملة(مع أننى لم أطلع عليها)، حيث كانت موسوعة جاد الحق تصدر فى أجزاء على فترات زمنية بعيدة، ونأمل من الشيخ على جمعة أن يلحق بالموسوعة فهارس للأعلام ولموضوع الفتوى، وللشيوخ، وللفترات الزمنية، وللأحاديث النبوية بتخريجاتها، والآيات القرآنية، وذلك ليسهل على القارئ المتابعة والبحث، كما نأمل أن يتم وضعها بنفس الفهارس على موقع الدار لتمكين غير القادرين على القراءة.