المواطنون يرحبون: سيرحمنا من الحوادث وبلطجة السائقين الخبراء يشيدون: يقلل الزحام ويمنع الحوادث.. وسائقو «الميكروباصات» يتحدون: الأيام بيننا خبير قانونى: مطلوب تشريع يحدد عقوبات رادعة للمخالفين ما تراه الآن على الطريق الدائرى سيختفى إلى الأبد قريبًا.. الصورة التقليدية للطريق الممتد بطول 110 كيلو مترات ستتغير بشكل كامل، وسيغيب عنها أحد أهم معالمها «سيارات الميكروباص».. وزارة النقل قررت منع مرور «الميكروباص» على «الدائرى» واستبداله باتوبيسات ذكية صديقة للبيئة تسير وفق أحدث النظم المرورية العالمية.. ولكن.. كيف سيمنعون سير الميكروباص فوق الدائري؟..وإلام استند قرار منع سيرها؟... وما رأى مرتادى «الدائري» وسائقى الميكروباص فى هذا القرار؟.. وما تأثيره على التنقل عبر محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية، التى يخترقها الطريق الدائرى؟.. وكيف سيكون شكل «الدائرى» بعد غياب الميكروباصات..إجابات هذه الأسئلة وغيرها فى التحقيق التالى: مؤخراً أعلنت وزارة النقل عن استبدال سير الميكروباص على ذلك الطريق الدائرى نظراً لتكرار الحوادث وكثرة مشاكله وتعويضه بأوتوبيسات ذكية صديقة للبيئة تعرف باسم أوتوبيس «BRT». من جانبه أوضح اللواء حسام الدين مصطفى رئيس هيئة الطرق والكبارى، أنه يجرى الآن العمل على تطوير طريق الأوتوستراد إلى المريوطية بجانب تطوير طريق أسوان الزراعى، مؤكدًا أنهم واجهوا تحديات كبيرة وتغلبوا على نسبة كبيرة منها بشأن تخصيص حارات للأتوبيس الجديد، ويجرى الآن تنفيذ أعمال تطوير وتوسعة للطريق فى المسافة من الأوتوستراد حتى المريوطية بطول 12 كيلو مترًا لتصبح 7 حارات لكل اتجاه بدلًا من 4 حارات. وأضاف رئيس هيئة الطرق والكبارى، أنه بعد الانتهاء من عملية تطوير الدائرى سيتم عمل الأتوبيس الترددى BRT كبديل للميكروباصات على الطريق الدائرى، لافتًا إلى أن الأتوبيس ستكون له حارة سير محددة فى الطريق الدائرى، وله محطات معينة، وهناك تنسيق مع وزارة النقل لصيانة ورصف كافة المحاور والطرق السطحية المتقاطعة مع الطريق الدائرى وأن وزارة النقل أعدت خطة لتسيير أتوبيسات BRT على الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى وربطها بالمواقف أسفل التقاطعات الرئيسية، حيث تم وضع تنظيم وآلية لإدارة مواقف السيارات أسفل الطريق الدائرى بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية والمحافظات، لافتاً إلى أن هذه الأوتوبيسات ستسهم فى تخفيف الزحام المرورى والحد من الحوادث المرورية بطول الطريق وامتصاص الاختناقات المرورية على مداخل القاهرة الكبرى لافتاً إلى أنها أوتوبيسات سريعة تسير فى مسارات منعزلة وذات سعة كبيرة. مما يسهل انتقال المواطنين. وحسب الخطة المعدة بوزارة النقل فإن الأوتوبيس الجديد سيسير فى ممرات مخصصة، تتيح له الاستقلال الكامل عن كل حركة المرور الأخرى. ويتسع الأوتوبيس ل170 راكبًا وهو مزود بأحدث أنظمة النقل الذكية «ITS» ويعطى هذا النظام الأولوية للحافلات عند إشارات المرور، ما يسمح لها بعبور التقاطعات دون إضاعة الوقت. وتسمح أحجار الرصيف الخاصة لسائقى الحافلات بالوقوف فى نقاط محددة بدقة فى المحطات، وبالنسبة لنظام التذاكر فتباع تذاكر أنظمة النقل السريع بالحافلات (BRT) خارج المقصورة بنظام الحجز المسبق فى المحطات بدلاً من الحافلة وهذا يقلل من الوقت الذى تقضيه فى المحطات وبالتالى يوفر أوقات سفر أكثر كفاءة. ترحيب شعبى: أغلب من قابلناهم من المواطنين رحبوا بفكرة منع سير الميكروباص فوق الدائرى.. حسن إسماعيل -44 عاماً من سكان منطقة الوراق، قال إن سيارات الميكروباص التى تسير على طريق الدائرى فى حقيقتها «سيارة موت» فأغلبها يسير بسرعة جنونية، ولهذا تكثر الحوادث، وبالتالى فإن قرار منع سيرها على الطريق الدائرى هو بكل المقاييس قرار صائب، إنقاذًا لأرواح كل من يتنقل عبر هذا الطريق الحيوى»، وأضاف «استبدال الميكروباص بأتوبيسات آمنة وصديقة للبيئة سيوقف سيل دماء المواطنين على طريق الدائرى». وفى ذات الاتجاه قال محمد عبدالرحمن- من سكان أرض اللواء- إن بعض سائقى الميكروباص يتعاطون المخدرات على الطريق أمام الركاب ولهذا لا يكونون فى كامل وعيهم أثناء القيادة، هؤلاء هم أسباب الحوادث فى المقام الأول، مطالباً من إدارت المرور تكثيف الدوريات والكشف والتحاليل على جميع سائقى الميكروباص سميرة اشرف- 55 عاماً ربة منزل- رحبت أيضًا بقرار الحكومة بمنع سير الميكروباص وتبديله بأتوبيسات جديدة فوق الدائرى، وقالت إن هذا القرار سيرحم من يتنقلون عبر الطريق الدائرى من جشع سائقى الميكروباص الذين يتلاعبون باستمرار فى تسعيرة الركوب، ويرفعونها بدون سبب، معتمدين على أسلوب البلطجة والصوت العالى. وأضافت «سيارات الميكروباص تعتبر مصدرًا للوباء ونقل الأمراض فى ظل جائحة فيروس كورونا لأن السائق لا يهتم بنظافة السيارة أو التعقيم الدائم مثل هيئة النقل العام والسيارات التابعة للحكومة المخصصة فى نقل وخدمة المواطنين، فكثير من سيارات الميكروباص متهالكة ومقاعدها تالفة، وعلاوة على ذلك يصر سائقوها على تكدس الركاب داخل السيارة حتى يحصل على أكبر قدر من الأجرة، وعند اعتراض أحد الركاب يهاجمه السائق بضراوة تحت شعار «إنت عايز تقطع رزقى». مزايا مرورية: خبراء النقل أيضًا رحبوا بفكرة منع الميكروباص واستبداله بأتوبيسات جديدة.. حسن مهدى أستاذ النقل والطرق بهندسة عين شمس، قال إن هذه الأتوبيسات خطوة كبيرة وجيدة جداً فى سبيل تطوير قطاع النقل العام وستسهم فى تحسين جودة الطرق خاصة لأن تلك الأتوبيسات صديقة للبيئة». وأضاف «تطوير قطاع النقل سينعكس بشكل إيجابى على المواطن، والأتوبيس الذكى مزود بنظام لإعطاء إشارات لأجهزة المتابعة وغرف التحكم لمتابعة الأتوبيسات الموجودة على الشبكة والتأكد من عدم وجود أى أعطال أو توقف على الطريق، إضافة إلى وجود أجهزة إلكترونية للتواصل مع غرفة التحكم، فضلًا عن التواصل مع الإشارات الذكية لإعطائها أفضلية المرور على الطريق وتقليل مدة الانتظار، من المقرر أن تسير الأتوبيسات الجديدة فى مسارات وحارات خاصة على الطريق الدائرى. وأوضح أستاذ النقل، أن الأولوية والأفضلية على الطريق الدائرى ستكون لمرور حافلات النقل الجماعى، وستكون الحارات المخصصة لها مزودة بوسائل مراقبة حديثة وذكية، كما ستكون للأتوبيسات أولوية فى المرور بالإشارات مثل سيارات الإسعاف والمطافى، الأمر الذى ينعكس إيجابًا على تقليل الزحام المرورى عن طريق تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.. وقال «الحارات المخصصة لأتوبيسات BRT ستكون مراقبة بالكاميرات للتأكد من عدم مرور أى سيارات أخرى فى هذه الحارات، لضمان سرعة الرحلة وتقليل زمن الوصول عن طريق تحركه فى مسار ثابت يخلو من أى مركبات أخرى من شأنها تعوق حركة الطريق، وشكل الأتوبيس يعتمد على كثافة الركاب على الطريق، إذ يمكن أن يكون مكوناً من دور واحد أو دورين، كما يمكن أن يعمل بالغاز أو الكهرباء، على أن يجرى تحديد تذكرة استقلال الأتوبيسات عقب ترسيم المحطات وعددها، وتكون بفئات مختلفة طبقًا لركوب عدد المحطات. مجلس النواب على الخط: مجلس النواب أيضًا دخل على خط منع الميكروباص من الدائرى.. النائبة مايسة عطوة عضو مجلس النواب، أكدت أن قرار الفريق كامل الوزير- وزير النقل، باستبدال الميكروباصات على الطريق الدائرى، بأتوبيسات النقل السريع «BRT»، خطوة جديدة لتطوير قطاع النقل والمواصلات،.. وقالت «أتوبيسات النقل السريع تعد هى التشغيل الأول للأتوبيسات الذكية داخل مصر رغم استخدامه فى الكثير من دول العالم، والدولة المصرية تأخرت كثيرًا فى اتخاذ هذا القرار حفاظًا على حياه المواطنين ونظرًا للحوادث المتكررة على طريق الدائري». وأوضحت «عطوة» خلال البيان الصادر لها، أن هذه الأتوبيسات توفر خدمات نقل سريعة ومريحة وفعالة من حيث التكلفة، كما أنها تعتبر وسيلة نقل فعالة اقتصاديًا بشكل خاص، فضلًا عن توفير إمكانية التحرك بسرعة عبر المدينة، حيث تكون له مسارات مخصصة، ولا توجد بها عوائق كما أنه نظام نقل ذكى صديق للبيئة، فضلا عن أن ممرات الحافلات الحصرية (خطوط الحافلات) وحق الطريق عند التقاطعات وأوقات التواجد القصيرة فى المحطات تجعل أوقات السفر أكثر راحة. وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أنه يتم تكييف الحافلات المستخدمة فى أنظمة النقل السريع مع المتطلبات المحددة لكل نظام، تتضمن هذه التعديلات تقنية نظام القيادة وحجم وارتفاع الأرضية للحافلة، إضافة إلى تصميمها العام، وتستخدم معظم الأنظمة قيد التشغيل حول العالم حافلات تعمل بمحركات الديزل، ومع ذلك تسمح مرونة النظام باستخدام أكثر تقنيات أنظمة القيادة تنوعًا، إلى أنه يتيح أوقات السفر القصيرة، حيث إن ممرات الحافلات الحصرية (خطوط الحافلات) وحق الطريق عند التقاطعات وأوقات التواجد القصيرة فى المحطات تجعل أوقات السفر جذابة. مطلوب تشريع: ممدوح الجعلى- مستشار القانوني- قال إن هيئة المرور العامة هى الجهة المنوط بها بتحديد عقوبة مخالفة سير الميكروباص على الطريق الدائرى بعد إصدار القرار، مطالباً بإصدار تشريع حازم يمنع سير الميكروباص من على الدائرى مع تحديد قيمة المخالفة سير الميكروباص على الدائرى التى يجب أن تكون عقوبة رادعة، تصل إلى مصادرة السيارة وحبس سائقها، موضحاً أن العقوبة ستكون على الميكروباص وليس على الركاب لأنها تمتلك العديد من الوسائل والطرق والآليات التى تساعدها على منع جميع السيارات المتهالكة ولابد من تنفيذ قوى للقوانين واحترام القوانين لأن احترامها هو تأكيد لهيبة الدولة ومؤسساتها. تحدٍ: سائقو الميكروباص لهم رأى مختلف فى منعهم من السير على الطريق الدائرى، بعضم رفض التعليق على القرار.. وبعضهم قال إن الأمر سيحتاج لسنوات حتى يتحقق ويصبح واقعًا وقد لا يكتمل أساسًا.. وبعضهم أعلن التحدى وقال «مش هيقدروا يستغنوا عن الميكروباص فوق الدائرى، والأيام بيننا». إنفوجراف: 110كيلو مترات طول الطريق الدائرى 150 ألف سيارة تسير على الطريق الدائرى يومياً 170 راكبًا هى حمولة أوتوبيس BRT الذكى