يواجه هشام زعزوع وزير السياحة عقبات خلال جولاته لأوروبا فى محاولة للترويج للسياحة التى تعانى الاحتضار.. أهم هذه العقبات هى الصورة السلبية المبالغ فيها فى وسائل الإعلام الغربية حول الأوضاع الأمنية والاستقرار فى مصر، والتى تصور دول الربيع العربى أنها تعانى ما يشبه بالحرب الأهلية. رغم أن ذلك لا ينطبق سوى على سوريا فقط. أجبرت هذه القضية زعزوع على اللجوء إلى حلول غير تقليدية يتم تنفيذها لأول مرة، حيث اكتشف الوزير أنه مهما قيل عن استقرار الأوضاع فى المناطق السياحية المصرية لن يغير الصورة الذهنية لدى السائح الأوروبى، فقرر أن يقطع شك السائح بيقين الرؤية، وأعلن خلال تواجده فى بورصة ميلانو أنه سينقل على مدار الساعة بثاً مباشراً من المناطق السياحية عبر الإنترنت، حتى يتأكد السائح بعينه من أمنه وسلامته فى حالة زيارة مصر. وقال الوزير خلال مؤتمر صحفى إنه سيستعين بموقع البحث الشهير «جوجل» فى الترويج للسياحة المصرية، إضافة إلى تذليل عقبات أخرى أمام الطيران «الشارتر» وأهمها غلاء الوقود. وأكد منظمو الرحلات أن الحلول غير التقليدية ليست كفيلة بإقناع السائح فقط من خلال البث المباشر وإنما أيضاً الغرض منها وقف نشر أى مواد دعائية تثير المخاوف لدى السائح الغربى، ولم يذكر الوزير التفاصيل الفنية الخاصة بالفكرة ولا تكلفة تنفيذها أو المدى الزمنى لتنفيذها على أرض الواقع ولكن تصريحاته فى حد ذاتها ترجمة طبيعية لثقته فى سلامة المقاصد السياحية. تركت الزيارة أثراً طيباً لدى الحاضرين فى بورصة «ميلانو» التى تعد من أكبر الأسواق السياحية. وأكد الوزير خلال لقائه مع منظمى الرحلات أن المقصد السياحى المصرى لايزال لديه الجديد من المنتجات السياحية، موضحاً أنه سيتم البدء فى تنفيذ خط جديد من السياحة وهو السياحة «الريفية» أو سياحة «القطار» وذلك بعد تنفيذ مشروع قطار النوم الذى يستطيع من خلاله أن يزور السائح عددا من المدن المصرية على مدى مسار القطار مثل المنيا وأسيوط وبنى سويف وغيرها، وسوف يتمكن السائح من الاستمتاع بهذه المدن والحياة الريفية على أن يتم تشييد فنادق جديدة لاستقبال السائحين وتكون هذه الفنادق من طابق واحد حتى يتسنى الإسراع فى تنفيذها. وأعلن الوزير اعتزام شركات السياحة الإيطالية عقد مؤتمرها السنوى فى أبريل القادم بمدينة الأقصر بالتزامن مع افتتاح الطريق الذى يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، مؤكداً أن هذا الطريق سيتيح الفرصة للسائحين للاستمتاع بالسير فى هذه الأجواء التاريخية الفريدة. واستعرض الوزير مخطط تطوير منطقة الأهرامات بشكل كامل منتصف ديسمبر المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم وضع سياج حول المنطقة لعدم دخول الدواب فى المناطق غير المسموح بها وتأمين المنطقة وكذا تنظيم مرور الخيالة وتحديد أماكن تواجدهم. وحول الاستثمار السياحى أوضح الوزير أنه سيتم طرح 28 مليون متر مربع للتنمية السياحية وسيتم طرحها للمستثمرين فى المناطق السياحية مثل شرم الشيخ ومرسى علم وغيرها بهدف استكمال ما ينقص فى هذه المناطق سياحياً، إضافة إلى التركيز خلال الفترة القادمة على منطقة الساحل الشمالي، حيث لايزال هناك 65 كيلو مترا لم يتم بعد الاستثمار فيها. وفى نهاية لقاءاته أوضح وزير السياحة أن لديه ثلاثة سيناريوهات جارى العمل على تحقيقها الأول هو الحفاظ على نفس معدل الزيادة الحالية والتى بلغت 17٪، والسيناريو الثانى هو زيادة هذا المعدل ليصل إلى 20٪ لتحقق السياحة 13 مليون سائح بنهاية على 2013. أما أفضل السيناريوهات كما يقول الوزير هو تحقيق زيادة ليصل عدد السائحين إلى 14 مليون سائح بنهاية عام 2013 لتحقيق 12 مليار دولار، مؤكداً أن جميع العاملين بالقطاع السياحى يتكاتفون لإيجاد حلول لمواجهة التحديات التى تواجهها السياحة المصرية الآن.