أصدرت مكتبة الإسكندرية مرجعا تذكاريا يوثق تاريخ دار المحفوظات العمومية "الدفتر خانة" وذلك ضمن سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة التي تؤرخ وتوثق تاريخ أعرق المؤسسات و الشخصيات المؤثرة بمصر. الكتاب من تقديم الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ويوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق و من تحرير وإشراف الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة وإعداد أيمن منصور ومحمد السيد حمدي ومحمد حجازي. يتناول الكتاب في فصوله تاريخ دار الوثائق العمومية وانشائها وأهميتها التاريخية في حفظ الوثائق والمخطوطات؛ حيث يعرف المرجع الدفتر خانة بذلك المسمى الذي أطلق على أقدم دور حفظ الوثائق في العصر الحديث حيث سبقت مصر بتأسيسها للدفتر خانة انجلترا بنحو عشر سنوات في تأسيس دار للمحفوظات العمومية. ويتناول الفصل الأول الذي حمل عنوان "الحفط والوثائق في مصر قبل نشأة الدفتر خانة" نشأة التدوين والتوثيق الذي عرفه المصري القديم من خلال توثيق الكثير من جوانب حياته على جدران المعابد والمقابر وفي البرديات، وأهمية التوثيق عند الفراعنة والمكانة الخاصة للكاتب التي حظي بها كنتيجة لتقدير أهمية التوثيق والتسجيل للأحداث. و يذكر المجلد أن القدماء المصريين أسسوا مقرا بمثابة الدفتر خانة أو دار المحفوظات في كل من منف وطيبة. كما حرص العرب منذ الفتح الإسلامي لمصر على تنظيم الدواوين حيث أسسوا ديوان الإنشاء في العصر الإسلامي والذي كان له دور عظيم في الحفظ والتدوين والتوثيق. أما الفصل الثاني الذي حمل عنوان "نشأة الدفتر خانة المصرية وتطورها" فيعرف في البداية مسمى الدفتر خانة وهو ذلك الاسم التركي المكون من كلمتين أولهما دفتر و تعني سجل أو كتاب والثانية خانة وتعني دار او خزانة ومن ثم فإن معنى الاسم هو دار السجلات؛ أما النشأة فيذكر المجلد أنها نبعت من عدة عوامل منها هجوم جنود الدلاة على بيت محمد على باشا بالأزبكية وسرقتهم للوثائق المهمة التي كان منها معاهدة الصلح بين محمد على باشا والجنرال فريزر، ثم اندلاع حريق هائل استمر لمدة يومين في ديوان الكتخدا ومجلس شريف باشا بقلعة الجبل مما أدى إلى تدمير جزء كبير من الأرشيف المصري الخاص بوثائق الدولة بالإضافة إلى أن موظفين التدوين والأرشفة والتسجيل لوحظ أنهم حين يعزلون من عملهم ينقلون معهم وثائق مما أنشأ اضطراب في العمل كل تلك العوامل كانت دافعا قويا لمحمد علي باشا إلى التفكير في إنشاء مكان لحفظ وثائق الدولة المهمة فأصدر أمرا عاليا لتأسيسها عام 1828. وأيضا يذكر الفصل التطور الذي شهدته الدفتر خانة خلال حكم الملك فؤاد الأول والرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة دار المحفوظات. ويذكر الفصل الثالث "نظام العمل بالدفتر خانة" لوائح تنظيم العمل في الدفتر خانة والتي وضعها الخواجة يوحنا كاتب المصرفات؛ كذلك يعرض للأجزاء التي قسمتها اللائحة للمحفوظات. الفصل الثالث الذي حمل عنوان "تنظيم المحفوظات داخل الدفتر خانة" يسرد طرق تنظيم الدفاتر والملفات داخل الدفتر خانة واللوائح التي وضعت من أجل تنظيم الدار وحفظ كل ما يرد إليه من وثائق ودفاترعلى نحو آمن ومنظم ويسير في استرجاع وعرضه. "أقسام الدفتر خانة" هو عنوان الفصل الرابع الذي يعرض لأقسام توزيع العمل والاختصاصات في دار المحفوظات العمومية. أما الفصل الخامس"كنوز الدفتر خانة" فيعرض لوثائق وصكوك ملكيات الأراضي والأملاك الخاصة بعائلة محمد علي باشا والفرمانات والمعاهدات التي ابرمت آن ذاك؛ كذلك يستعرض الفصل مجموعة من ملفات الشخصيات البارزة في تاريخ مصر والوثائق الخاصة بهم والمحفوظة بالدفتر خانة؛ ومن أبرز شخصيات تلك الملفات :نبوية إسماعيل، طه حسين، علي باشا ماهر، الإمام محمد عبده عدلي باشا يكن، الملك فاروق، أحمد بك شوقي، جاستون ماسبيرو نوبار باشا وغيرهم من الشخصيات البارزة ففي تاريخ مصر. ويختتم المجلد الفصل الأخير الذي حمل عنوان" الدفتر خانة..المبنى المعماري" حيث يوضح موقع مبنى الدفتر خانة والطراز التي بنيت عليه حيث أمر محمد على باشا ببنائها على الطراز الحربي وصممت واجهتها من الحجر؛ أما موقعها فقد بنيت في أعلى منطقة بجوار القلعة في شارع سكة المحجر.