كتبت- ناهد إمام| تصوير- عيد خليل: لعل النيويورك تايمز لم تبالغ كثيراً عندما قالت قبل شهر تقريبا من الآن، أن حصر المنشآت التى تحمل اسم مبارك لا يقل عن الجهد المبذول فى بناء الأهرامات. وقد حانت الآن بالفعل ساعة بذل الجهد للحصر والإزالة، والنسيان أيضاً، بعد أن قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة اليوم الخميس برفع اسم الرئيس السابق حسنى مبارك وزوجته سوزان مبارك من جميع الميادين والشوارع والمنشآت بكافة أنحاء الجمهورية. فوفقا لنيويورك الصحيفة توجد 549 مدرسة تحمل أسماء آل مبارك، بينها 388 مدرسة باسمه، والباقى باسم قرينته سوزان، ونجله جمال، ناهيك عن الميادين، والمنشآت العامة. وفى الأقصر وحدها، وبالتحديد فى 8 يناير 2011 كانت قد صدرت قرارات بتحويل أسماء غالبية الشوارع الرئيسية بالمدينة إلى اسماء لرجال في النظام والحكومة وليس " المباركية " فحسب، وعلى سبيل المثال تحول اسم شارع معبد الكرنك إلى طريق أحمد نظيف، وشارع المطار إلى شارع سوزان مبارك، وشارع كوبري الأقصر إلى شارع مبارك، وشارع مدرسة الصنايع إلى شارع فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي . ومن جهة أخرى ربما تتجه الأنظار الآن إلى مكتبات مبارك، ومدينة مبارك للتعليم بمحافظة 6 أكتوبر، ومراكز سوزان الاستكشافية العلمية المنتشرة فى المحافظات، ومطار مبارك الدولى بسوهاج وهو ثانى أكبر المطارات بمصر، و"مستشفيات " مبارك ومنها على سبيل المثال لا لحصر مستشفى مبارك لهيئة الشرطة، ومستشفى مبارك بالسيدة زينب التى افتتحها فى العام الماضي بعد عمل الدكتور فتحى سرور تجديدات لها وبتكلفة 3 ملايين جنيه، ومستشفى مبارك العسكرى بكفر الشيخ، ومبارك العسكرى أيضا ببنى سويف، وبورسعيد، والطور، ومستشفى مبارك لعمليات اليوم الواحد بالإسكندرية، ومبارك المركزى بمنشأة القناطر، باعتبار أنها فى صدارة مشهد الحصر والإزالة . وربما تكون الصعوبة الأكبر فى أسماء الشوارع، ففى كل محافظة تقريبًا شارع وربما عدة شوارع باسم مبارك، منها على سبيل المثال شارع رئيس بسنورس بالبحيرة، وآخر فى المريوطية بالهرم، وعين شمس، والزمالك، وأرض الجولف، والمنصورة، والإسكندرية، وحى مبارك فى دمياطالجديدة، وآخر ببورسعيد. وهناك أيضاً المتاحف، والحدائق، والأكاديميات، والمراكز، والمبادرات، ومنها متحف سوزان مبارك للطفل بمصر الجديدة، مبادرة مبارك كول - برنامج التعليم المهنى والتدريب والتشغيل مبادرة مبارك كول بوسط البلد، حديقة مبارك بالأقصر، أكاديمية مبارك للأمن بالطريق الدائرى، مركز مبارك الأوليمبي بالاسكندرية. أما " الحدائق " فهى منتشرة أيضاً بعدد من المحافظات منها على سبيل المثال، حديقة مبارك العامة ببنى سويف، والعريش، والسويس، والإسماعيلية، والفيوم، والمنوفية، والكرنك، وحديقة محمد علاء مبارك وهى حديقة الشلالات سابقا والتى تعد من معالم الإسكندرية الفريدة نظرا لموقعها وتاريخها، ومبارك الدولية بالطور. ويذكر أن أغلبية هذه الحدائق كانت تعانى من الإهمال، والبعد عن المسمي، وقلة الإمكانات، وبالطبع لا ينافسها فى العدد والحال نفسه سوي " حدائق" سوزان مبارك للأسرة والطفل! هذا عن اسم " مبارك " فماذا عن صوره؟ لعل اجابة هذا السؤال تبدو الأسهل، فصور مبارك قد تمت ازالتها بالفعل من معظم المنشآت العامة، والشوارع، والميادين، بفعل الثورة، إلا أنه تبقي صور لا زالت مستعصية على الإزالة أبرزها لوحة من الفسيفساء تضم قادة العالم يتوسطهم مبارك والتى تقابلك فى شرم الشيخ. هذا وقد كانت مطالبات مليونية قد شهدتها صفحات الفيس بوك منذ قيام ثورة مصر فى 25 يناير الماضي، صدرت عن جروبات "عامة " لشباب الفيس بوك تدعو لإزالة اسم مبارك وعائلته، ورفعها من الشوارع، والمستشفيات، والمراكز، وكافة المنشآت العامة، وأخرى مغرقة فى المحلية قام بتدشينها جروبات خاصة من كل محافظة من محافظات الجمهورية، تدعو فيها لإزالة الاسم من شوارع المحافظة ومنشآتها. وهكذا يتضح من " لقطة " واحدة من مشهد الحصر والإزالة الكبير، ناهيك عن تطوع المواطنين بتسمية أسماء سنترلاتهم، وحضاناتهم، وشركاتهم بأسماء " المباركية "، مدى الجهد المطلوب بذله، وهكذا يقوم المصريون الآن بعمليات كثيرة من الهدم والبناء لا تقل بالفعل عن بناء الأهرامات.