إسراء: التكاتك أصبحت بيت رعب بالنسبة للفتيات.. وكمال خائف على أولاده: الشتائم على كل شكل ولون وسط عشرات من الباعة الجائلين المتراصين على ناحيتى الممر الخاص بسلم الإليزية الذى يفصل بين شارع السودان بالمهندسين وأرض اللواء، تسير «إسراء» الفتاة الجامعية بخطوات سريعة، وهى تشعر بحالة من الخوف الشديد وتحاول جاهدة تجنب الباعة ونظراتهم التى تتفحص كل جزء فى جسدها، وما إن تهبط من درجات السلم حتى تجد أهوالًا مع سائقى التكاتك الكل منهم يتشاجر مع غيره من أجل أن يفوز بها ليكون الشاب «الروش» الذى استطاع جذب الفتاة. وقالت إسراء ساخرة «دول مجرد موصلاتيه.. بيتخانقوا على إيه مش عارفه؟»، مشيرة إلى أن جميع الفتيات فى أرض اللواء تعانين من تجاوزات سائقى التكاتك فمعظمهم يتعاطون المواد المخدرة، وتابعت: «لما بركب التوك توك برن على ماما بخليها معايا على التليفون لحد ما اوصل، بحس إن الدقائق بمثابة سنين، وساعات بحس أنى فى بيت الرعب». ورصدت عدسة «الوفد» حقيقة هذه المخاوف، فالتكاتك تحتل مربع سلم الإليزيه، فضلاً عن المشاجرات التى تنشب بينهم، ومع الألفاظ النابية واستخدام الأسلحة البيضاء يعرضون حياة المارة للخطر بشكل يومى. وبسؤال أحد أصحاب المحلات بجوار سلم الإليزيه، قال إنه يشاهد يوميًا العديد من المشكلات بين سائقى التكاتك، مما يجعل المارة يضطرون للدخول معهم فى شجار، أما عن السيدات والفتيات الحسناوات فلهن الله، بسبب سلوكياتهم غير السوية. وتابع:«بشفق على كل واحدة تركب مع العيال الشمامة دى لحد ما توصل بيت أهلها بسلام»، مشيرًا إلى إنه ليس ضد تواجد التكاتك بجوار السلم خاصة وإن هناك مواطنين من كبار السن لا يتحملون المشى، ويحتاجون هذه المواصلة، لكن الاحتجاج على الأفراد أنفسهم، فعدد كبير منهم لا يصلحون للتعامل مع الناس، إلا من رحم ربى. وبينما كان يتحدث صاحب المحل، تشاجر أحد سائقى التكاتك مع غيره على أسبقية الدور لاستقلال فتاة حسناء، ما جعلها تشعر بخوف شديد وهرعت منهما، وفضلت السير على أقدامها.. ألفاظ نابية خرجت خلال التشاجر ما تسبب فى إثارة غضب عدد كبير من المارة خاصة للسيدات والفتيات وكبار السن. وحاول أحد المواطنين تخطى عمره الخمسين عامًا التدخل لفض هذه المشاجرة، ليفاجأ بأحد السائقين يقول له: «خليك بعيد أحسن دول أسهل حاجة عندهم الضرب بالمطواه». مشكلة أخرى رصدتها «الوفد» فى أرض اللواء وهى احتلال المقاهى أجزاء من الشوارع ما تسبب فى إعاقة حركة المرور، وقال كمال حمدى، إنه يعانى يوميًا من السير فى شوارع أرض اللواء بسبب تجاوزات أصحاب المقاهى، واحتلالهم أجزاء من مساحة الشارع، بالإضافة إلى قيام أصحاب المحلات أيضاً بنفس الفعل، وتابع: «اللى بيفتح بقه.. بيدخل فى دوامة المشكلات ولهذا فالكل ساكت ولا أحد يستطيع أن يتحدث». وبشأن حملات المرافق التى تشنها الحكومة للمخالفين، رد قائلاً إن أصحاب هذه المقاهى يعلمون بقدوم هذه الحملات ويتخذون احتياطاتهم ويلتزمون داخل محلاتهم، وما إن تنتهى الحملة حتى تعود «ريما لعادتها القديمة». ونوه سالم عبدالفتاح، إلى أزمة كبيرة متواجدة فى أرض اللواء مشتركة مع بولاق الدكرور، وهى المبانى المخالفة وحالات التشاجر التى تندلع يوميًا بين ملاك الشقق وأصحاب العمارات، فبعض الملاك دفع قيمة التصالح تجنبًا للمشكلات اليومية التى تنشب مع غيرهم، الذين رفضوا دفع المال لأصحاب الأبراج. بينما أشار عدد من الأهالى إلى تجاوزات بعض المواطنين مع السوريات والسودانيات واللاتى يتعرضن للتنمر من بعض المارة. وقال محفوظ السيد، إنه كثيرًا ما يتصدر لهن مع الشباب الذين يحاولون مضايقتهن وتنشب العديد من المشكلات بين الشباب المصريين والسودانيين أو المصريين والسوريين، وتابع: «بدخل طبعًا علشان دى شهامة أهل البلد وعلشان سمعة مصر وسمعة شبابنا». من جانبه قال شريف هوارى، إن سبب الأشكاليات بين الشباب والمغتربين من الدول الأخرى، تعود إلى تفضيل ملاك الشقق السوريين والسودانيين عن المصريين فى التأجير لما يتقاضاه منهم من المال يفوق ما يدفعه المصرى بكثير، فضلاً عن فرص العمل، فيفضل صاحب المحل تشغيل السورى أو السودانى عن المصرى لتقاضيه أجرًا أقل من أجر المصرى. كما نوه «هواري» إلى ترعة الزمر التى كانت مصدر التلوث للأهالى خلال السنوات الماضية حتى تم ردمها، ومنها تبادر إلى أذهان السكان أن يتحول الشارع إلى جنة من الأشجار، ولكن جاءت آمالهم مخيبة، فتحول الشارع إلى كابوس جديد يحاصرهم خاصة مع تراكم تلال القمامة، فضلًا عن تجمع الكلاب الضالة، وبعد مرور السنوات أعلنت الحكومة عن إنشاء كوبرى جديد يمر على طول شارع ترعة الزمر وحتى أبراج فيصل، وبعد الانتهاء من تأسيس الأعمدة طالب الأهالى الحكومة بضرورة التدخل لحل «أزمة القمامة».