هو فنان بدرجة شاعر، نبيل الهجرسي بدأ حياته هاويًا للشعر وكان مثله الأعلى صلاح جاهين الذي كان يري أنه يحتوي بقصائده كل هموم مصر والمصريين. كان الهجرسي يتخيل أن قصائده يمكن أن تحل مشاكل مصر هكذا كتب في رسالته إلى يحيى حقي والتي نشرها في مجلة «المجلة» معقبًا بنفسه أن هذا الشاب ورث الحلم الواسع من أجداده المبدعين مثل بديع خيري.. ولكن نبيل الهجرسي بعد أن حصل علي البكالوريوس في كلية الفنون التطبيقية وجد نفسه في المسرح والإذاعة ممثلاً كوميديًا سرعان ما كان له أسلوب مميز وأداء خاص به، وحينما اختطفته السينما أحس أنه سيحقق نجومية كبيرة وإن كان هو نفسه لم يكن يسعى إلى النجومية.. كان يريد أن يجسد أدوارًا مميزة فقط تليق به وتترك علامة فحين جسد دور الفنان البوهيمي المتشرد في إحدي مسرحياته أمام محمد رضا كان علامة تذكرنا بتجسيده شخصية اليهودي بثقة وبمفردات غير التي نعرفها بتقليدية الأداء المعتادة، الهجرسي اختزن موهبته الأدبية في عمله الفني وإن كنت أرى أن المخرجين لم يفهموا موهبته جيدًا، لكنه في النهاية ترك لنا أعمالاً تبقى. وإلى جانب ذلك ترك لنا ديوانين من شعر العامية المصرية ننتظر طبعها قريبًا.