أكدت دراسة علمية أن هناك تراجعاً في الصحة الإنجابية للرجال علي مستوي العالم، وأن متوسط الحيوانات المنوية لدي الذكور انخفض بمقدار الثلث لدي حوالي 26 ألف رجل، مما يزيد من مخاطر العقم.. وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلي ارتداء الملابس الداخلية الضيقة والسموم الموجودة في البيئة. يقول الدكتور عادل أبوطالب، أستاذ المسالك البولية بطب بنها: إن العقم أصبح هاجساً يصيب المتزوجين ويؤرقهم، خاصة حين يسمعون أن نسبة حدوثه تزداد يوماً بعد يوم، والحقيقة أن الإحصائيات التي تشير إلي ذلك مؤكدة، فعلي الرغم من إحدي الإحصائيات في الولاياتالمتحدة تؤكد زيادة هذه النسبة، إلا أن الإحصائيات التي خرجت من الاتحاد الأوروبي تنفي ذلك وتشير إلي أن النسبة لم تتغير، بل قد تكون أقل من ذي قبل، أما الإحصائيات عندنا فقد تأرجحت هي الأخري، فبعضها يظهر وجوده في زيجة من كل خمس زيجات، والبعض يظهر في زيجة من كل سبعة، ويرجع السبب في زيادة العقم والتراجع في الإنجاب إلي ظهور مستجدات في الحياة تؤدي إلي ذلك، فاستخدام الكيماويات في العلاج زاد في الفترة الأخيرة، كما أن بعض الأمراض يتم استخدام الكيماويات في علاجها مثل السرطانات في أجزاء الجسم المختلفة، وفي الدم والغدد الليمفاوية بوجه خاص، وكذلك لزيادة أنواع الأدوية التي تعالج الأمراض العادية مثل «الجنتامايسين» و«النيتروفوراتين» في الالتهابات، واستخدام الإشعاع زاد ليس فقط في تشخيص الأمراض بل حتي في علاج السرطانات وبعض أمراض الجلد التي لم يكن المصابون بها يلقون لها بالاً قبل إفساح المجال وانتشاره، والأدهي من ذلك أن خطورة هذه الكيماويات والإشعاع ليس فقط في أنها تصيب الشخص الذي يتعرض لها، بل أنها تتعداه لتصل إلي الجنين في بطن أمه، إذا تعرضت الأم الحامل لأي منها، وهنا يخرج المولود به عوائق في جهازه التناسلي، فنري فيه خصية أو خصيتين معلقتين، أو عضواً ذكرياً ناقص النمو وفاق الكفاءة إلي جانب حيوانات منوية لا تقوي علي القيام بواجبها. ويضيف الدكتور عادل أبوطالب: أدي تقدم الصناعة والزراعة إلي جانب وسائل الترفيه إلي تأثير الجهاز التناسلي تأثراً غير محمود، فانتشار المصانع وما ينتج عنها من مواد سامة كالرصاص والزرنيخ والزئبق جعل هذه المواد لا تخترق أجسام العاملين في هذه المصانع فحسب، بل وتصل إلي القاطنين والمتواجدين حول هذه المصانع، وكذلك الزراعة التي لجأت لإزالة الضرر عنها وتحسين إنتاجها إلي استخدام وفرة من المبيدات الحشرية التي لا يحمد عقباها أصابت الكثير ممن استخدموها، بل ممن يأكلون الزرع الذي استخدمت من أجله في جهازهم التناسلي، وحتي الترفيه الذي يتعلق البعض بأهدابه لم يخل من ضرر، فالحرارة الناشئة مثلاً من استخدام الساونا والجاكوزي للاسترخاء تماماً كالحرارة الناشئة من أفران السيراميك المستخدمة وأفراد الخبز لا تدع الخصيتين اللتين تصنعان حيوانات المني تعملان كما يجب أن يكون العمل، أما الأكلات الحديثة التي يتشدق بها الشباب، وفي نفس الوقت يضطر إليها العاملون الذين يقضون طوال أيامهم بالخارج، فدورها في السمنة لا يجب تجاهله، ومعروف أن السمنة تحمل في طيات خلاياها الدهنية الإنزيم الذكوري صانع الإنجاب إلي هرمون أنثوي، بل حتي الهرمون الذكري الذي يتحول ينعدم مفعوله باتحاده مع «الجلوبيوسين» المفرز من الكبد بفعل زيادة «الاستراديول» الأنثوي. وينبه الدكتور عادل أبوطالب إلي أن التوتر الذي يشهده العالم في هذه الأيام والقلق الذي يساور الناس فيما يأتي به الغد، والتعقيدات التي يلاقونها في قضاء حوائجهم، لا يؤدي إلا إلي الإخلال بوظائف الجسم كافة ومنها وظيفة الإنجاب، وأن ندرك أن الطب مع تقدمه يمكنه التغلب علي الأسباب وحتي لو لم تعرف الأسباب، فهناك من الحلول ما يساعد علي إسعاد الزوجين بذرية يهنأون بها ويكملون بها مشوار حياتهم.