أكد بيتر لبلنفيلد سكرتير عام برلمان جنوب أفريقيا أن مرحلة التحول الديمقراطي تتطلب استقطاب كافة طاقات وكفاءات المجتمع لدعم هذه العملية وأن دور البرلمانيين يتمثل في التعرف علي أفكار المواطنين عبر الاتصال المباشر. وأضاف أن دور البرلمان هوأنه ينقل الأزمات من الشارع إلي المكان المناسب للتعاطي مع هذه الأزمات بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو الحزبية. جاء ذلك خلال زيارة وفد الاتحاد البرلماني الدولي إلي مجلس الشوري لمناقشة قوانين الانتخابات خلال مراحل التحول الديمقراطي وكان في استقبالهم علي فتح الباب رئيس لجنة الشئون الأفريقية وعدد كبير من أعضاء المجلس. وقال لبلنفيلد إن نيلسون مانديلا له مقولة شهيرة تؤكد أن السياسة هي فن التعامل مع من لا نحبهم وليس التعامل مع حلفائنا, مشددا علي أن الوطن سفينة تبحر وعلي متنها كل المواطنين وعليهم أن يعملوا يدا واحدا للوصول إلي بر الأمان. فيما أكدت د. درود دلروب الأستاذ بجامعة استكهولم أن العالم يتابع الأحداث في مصر ويتطلع إلي النظام الانتخابي الذي سيفرزه الدستور الجديد لها ، مشيرة إلي أن الاتحاد البرلماني الدولي زار تونس قبل أسبوع من إقرار قانون الانتخابات وهو ما ينطبق علي الحالة المصرية الآن أيضا. وأضافت "دلروب "أنها تشعر بالحزن إزاء وضع المرأة المصرية في البرلمان خاصة في انتخابات 2010 , مؤكدة أن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان بالسويد وصلت إلي 45% وهذا اقتضي سنوات حتي نصل إلي هذه النسبة ، مشيرة إلي أن رواندا هي الدولة الأولي علي مستوي العالم التي تجاوزت نسبة 50% بالبرلمان. وكشفت" دلروب "عن أن مصر تراجعت إلي المرتبة الأخيرة علي مستوي دول العالم العربي في نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان والتي لم تتجاوز نسبة 2% فقط , فيما وصلت الجزائر الي نسبة 32 % اعتمادا علي نظام الكوتة وكذلك الأمر في تونس التي وصلت فيها النسبة إلي 27% والعراق 25% وموريتانيا 22% والمغرب 17% وليبيا 17% وفلسطين 13%. وأضافت أن الجميع يتطلع إلي إقرار نظام انتخابي في مصر يسهم في تمثيل مناسب للمرأة والشباب والأقليات متساءلة هل ستنتظر مصر 100 عام حتي تصل إلي نسبة مناسبة في البرلمان . وطالبت "دلروب "الأحزاب بتحمل مسئوليتها تجاه قيادة عملية تغيير النظم الانتخابية وأن يتحقق ذلك من خلال قانون انتخابي يسهم في تمثيل مناسب , مشيرة إلي أن تونس تعتمد نظاما يسمح بوضع امراة خلف كل رجل في القائمة الانتخابية , وأنه ينبغي علي الأحزاب الصغيرة أن تضع المرأة في المرتبة الأولي من قوائمها. وأشار" دلروب "إلي أن السعودية اعتمدت مؤخرا نظام الكوتة وعينت ثلاثين امراة في مجلس الشوري السعودي , وقالت لا أريد أن تكون مصر وراء السعودية في هذا الشأن خاصة أن مصر بها عدد كبير من النساء المميزات والمتعلمات ، مشيرة إلي أن هناك 58 دولة تعتمد نظام الكوتة . وأشادت بالخطوة المصرية تجاه وضع المرأة في النصف الاول من القائمة حتي لا تظل مصر في المرتبة الدنيا في نسب تمثيل المرأة بالبرلمان , كما أن أي إضافة للمرأة في القوائم ليست تمييزا . وكشفت" دلروب "عن اندهاشها من نظام النسب المهنية في النظام الانتخابي المصري ، مشيرة إلي أنه النظام الوحيد في العالم الذي يخصص نسبة 50% عمالا وفلاحين ويمكن أيضا أن نستخدم نفس الآلية مع المرأة. وتساءل د. ثروت نافع عضو مجلس الشوري المعين عن آلية اختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور في جنوب أفريقيا , وأكد بيتر لبلنفيلد أنه تم الاتفاق علي آلية مفاوضات خارج البرلمان لأن الحكومة أدركت أن هناك أغلبية خارج البرلمان معرضة , وان قوة الأحزاب لم تتحدد لذلك فتم وضع دستور مؤقت وانتقالي أرسي مبادئ أساسية لحقوق الإنسان وتسمح بوضع دستور جديد علي أساسها , ثم جرت الانتخابات البرلمانية بنزاهة وشفافية وفرزت تحديد القوي الفاعلة للأحزاب وحينه تم تخصيص فترة عامين لكتابة الدستور, ثم اختيرت الجمعية التأسيسية بصورة مختلفة عن البرلمان وترأسها شخص مختلف كما تم تشكيل لجنة من أفضل السياسيين لحل المشكلات الخلافية. من جانبها نفت د. . درود دلروب الأستاذ بجامعة استكهولم أنها تهدف إلى إملاء نظام بعينه علي أعضاء مجلس الشوري , ولكن يجب ألا تعامل النساء كأقلية لأنها نصف السكان.