المشهد السياسي الحالى أصبح مثيرا للضحك، الذى يراقبه عن بعد يكتشف ظاهرة فى غاية الطرافة وهى انتشار الأنطاع الجدد، حيث أصبح المشهد مزدحما جدا بهؤلاء الأنطاع، بالطبع لكل نظام ولكل عصر أنطاعه، لكن كله كوم(كما يقال فى المثل الشعبى) وأنطاع النظام الإخوانى كوم آخر، أهم ما يميز الأنطاع الجدد السفالة وقلة الأدب، كما أنه يتحلى بكم من البجاحة يفطس من الضحك. تعالوا أولا نعرف النطع بشكل عام، من هو؟، ثم نقف بعد ذلك بين النطع فى نظام مبارك والنطع فى النظام الإخوانى، أو النطع في النظام المدني والنطع فى النظام الإسلامي، وقد يسعفنا فى ذلك أننى قمت من قبل بالكتابة عن الأنطاع، وأيامها عدت لقواميس اللغة واتضح أن النطع هو: المتشدق فى الكلام، وفي الحديث: هلك المتنطعون، وهم المتعمقون المغالون فى الكلام، وهم الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: إن أبغضكم إلى الثرثارون المتفيهقون. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر ولم تنطعوا تنطع أهل العراق أي تتكلفوا القول والعمل. ومنه حديث ابن مسعود: إياكم والتنطع والاختلاف، والنطع أيضا: هو بساط الجلد الذى يقتل عليه المحكوم عليه بالإعدام. وبالنسبة لتعريف النطع فى المفهوم الشعبي هو الذى لا يمتلك آية مواهب سوى الوقوف على الأبواب، والنطع هو المتلطع والمتنطع الذى يفرض نفسه كخادم على الأثرياء وعلى الحكام لكى يقتنص حق غيره. قبل شهور حاولت أن أعثر عن علاقة بين النطع فى المفهوم القاموسى اللغوى وبين النطع فى المخيلة الشعبية، واتضح أنه من الشخصيات التى تبيع نفسها وتسخر قدراتها لكى تحقق مصالحها، والطريف فى عملية البحث هذه أنني اكتشفت أن أهم ما يجمع بين النطع فى المعنى القاموسي والمعنى الشعبي، أنه يمكنك تقسيم الأنطاع ما بين نطع يستنطع وبين نطع مستنطع، النطع الأول هو الإنسان الذى يعيش عالة على المجتمع، أو الذين يحصلون على ما لا يستطيعون الوصول إليه بقدراتهم العقلية والوظيفية، وهؤلاء الأنطاع تجدهم فى كل مهنة حتى فى المهن التي تحتاج إلى مواهب وقدرات خاصة، مثل الفن والسياسة والاعلام والصحافة، حيث يفوز النطع بما هو أكبر من قدراته ومواهبه، أما المستنطعون هم البسطاء من الناس أو هم غير المتنطعين الذين يقوم المتنطعون باستنطاعهم. قبل قيام ثورة يناير كان الأنطاع متواجدين فى المشهد السياسى يحملون سيف الحكومة ورأيها، وكانت وظيفتهم أن يبرروا كل ما يصدر عن النظام الحاكم بالتحليل والرأى فى الصحف والفضائيات وبالمقالات وفى المنتديات، والمقابل؟، بالطبع كانوا يسعون للحصول على مناصب، وللحق النظام السابق لم يكن يبخل عليهم ببعض الفتات، وكان اهم ما يميز أنطاع نظام مبارك ومن قبله السادات أو انطاع الدولة المدنية، أنهم كانوا يرتدون ثوب المحللين والمفكرين والكتاب، بعد قيام ثورة يناير وبالتحديد بعد أن ركب الإسلاميون نظام الحكم ظهرت فئة جديدة فى الأنطاع، بعضهم ينتمون للمدرسة القديمة فى الأسلوب، وهم الذين يرتدون ثوب المفكر والمحلل الاستراتيجي والفقيه القانونى، يحاول بقدر المتاح أن يروج لما تريده جماعة الإخوان او أصحاب التيار الدينى، وهؤلاء مثل السابقين يحاولون الانتساب إلى فكر السلطة، وقد نجح بعضهم فى الحصول على مراكز فى التأسيسية والوزارة والشورى وغيرها من المؤسسات والهيئات، وبعضهم مازال منتظرا الفتات التى ستلقى له، النوع الثانى من الأنطاع الجدد الذين أفرزهم الفكر الإخوانى أو التيار الإسلامي هم مجموعة من قليلى الحيلة والجهلة، وأهم ما يميزهم السفالة وقلة الأدب، كما يتميزون بالفجاجة، يرفع الواحد منهم راية الجماعة وينسب نفسه كذبا لفكر الإسلام السياسى، ويسعى بقدر الإمكان فى الوصول إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لكى يعرف من هم بيدهم الأمر انه سيفهم ودرعهم وبوقهم وكلبهم، فيمسك الميكرفون لكى يسب ويلعن المعارضين للتيار الإسلامي ويكيل لهم اتهامات بالعمالة والخيانة والكفر والزندقة والإلحاد وغيرها، وهؤلاء النوعية من الأنطاع يتمسكون بالصوت الزاعق والصارخ لكى يقنعوا أسيادهم بصدقهم، وللأسف أن من بيدهم السلطة فى جماعة الإخوان يدفعون ببعض هؤلاء ويستخدمونهم لفترة فى تصفية أو تشويه خصومهم، ولكى نكون منصفين، السفالة والفجاجة والرمى بالاتهامات المرسلة انتقلت إلى الأنطاع الجدد من بعض قيادات التيار الإسلامي، حيث يحسب لهم السبق فى تدشين البلطجة والسفالة ورمى المعارضين بأقذع الاتهامات بغرض بث الرعب فى قلوبهم والابتعاد من أنفسهم عن المشهد. Alaaalaa321@hotmai