مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خفايا تهجم الإخوان على القوات المسلحة.. ومغزى التوقيت
إلا الجيش يا "بديع".. واحذر المساس برجاله الشرفاء

لم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن يشن مرشد الاخوان محمد بديع ورسالته الأسبوعية يوم الخميس 12 ديسمبر الماضي هجوماً حاداً علي قادة وضباط وجنود الجيش المصري.
فقد لوي بديع معني حديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أوصي فيه أصحابه بأن يتخذوا من «أهل مصر جنوداً كثيفاً» ووصفهم بأنهم «خير أجناد الارض» إلا أن بديع فسر الحديث بأنهم «جنود طيعين يحتاجون الي قيادة ولما كانت هناك قيادات فاسدة تبعها هؤلاء الجنود فان الامر يحتاج الي قيادة رشيدة مع توعية الجنود». الامر الذي اثار عاصفة من الغضب والتذمر والغليان داخل صفوف القوات المسلحة التي طالبت مرشد الاخوان بالاعتذار عن سوء الادب الذي حوته هذه الرسالة ومحاسبته علي هذا التطاول في حق القوات المسلحة وقياداتها سواء السابقة أو الحالية وضرورة أن ترفع النيابة العسكرية دعوي ضده والتحقيق معه لان القوات المسلحة مؤسسة كبيرة جداً وهامة جداً في معادلة الامن القومي المصري ولا ولن يستطيع بديع ولا غيره من جماعته وجماعات التيار الاسلامي جميعاً تحمل ومواجهة غضبة رجالها واذا كان بديع يصف جنود مصر بأنهم «طيعين» فهو لا يفهم انه لا يوجد في الجيش أحد «طيع» بمعني السمع والطاعة العمياء الجاري في جماعته ولكن رجال الجيش «منضبطون» لان هذا الانضباط هو السمة التي تميز سلوكياتهم حتي يتمكنوا من تحقيق ما يكلفون به من مهام قتالية لصالح أمن الوطن ومواطنيه وليس لصالح جماعة الاخوان التي توظف أعضاءها لخدمة مصالح الجماعة وأهدافها التخريبية علي حساب مصالح الوطن وأمنه وأمان شعبه والمصيبة أن المرشد بديع حين حاول تبرير خطئه برره بخطأ أفدح حين أسقط تصريحه علي الشعب المصري كله بأنه شعب «طيع». وهو ما يؤكد ان هذا المرشد ليس علي مستوي الوعي السياسي بالالفاظ التي يستخدمها وان كانت تنم عن أهداف ونوايا خبيثة يضمرها وجماعته ضد القوات المسلحة التي لا تزال عصية عليهم وغير قادرين علي تطويعها لهم وهم يحلمون بأن تكون مثل الجيش الايراني الذي نجح حكم الملالي وولاية الفقيه في طهران في إخضاعه وتحكم الحرس الثوري فيه ولكن هيهات.
- واذا كان الهدف الظاهري من وراء هذا التصريح الخائب لمرشد الجماعة الوقيعة بين جنود الجيش (الطيعين) وبين قادتهم الذين يصمهم بديع في اتهامه الحقير لهم ب(الفساد) إلا انه في الحقيقة يكشف ويخفي في آن واحد عن أهداف ومخططات خبيثة يضمرها المرشد وجماعته للقوات المسلحة. فبعد أن هيمن الاخوان علي معظم هياكل ومفاصل الدولة المصرية.. من رئاسة وحكومة ودستور وبرلمان وتعليم واعلام وشرطة وما واكب ذلك من حصار للمحكمة الدستورية والمدينة الاعلامية وهجوم علي المؤسسات الصحفية وأولها الوفد فانه لم يبق أمام الجماعة سوي مؤسستين مازالتا عصيتين علي هذه الجماعة وهما القضاء والجيش حيث يخوض رجال القضاء الشرفاء صراعاً مريراً ومصيرياً مع السلطة الاخوانية من أجل الحفاظ علي استقلاله.. أما الجيش فقد حاول الاخوان السيطرة عليه وفشلوا حتي الآن بسبب إحكام الاجراءات الامنية التي تمنع تسلل الاخوان وغيرهم من التيارات الدينية الهدامة الي صفوفه. حيث اتبع الاخوان ثلاثة أساليب في محاولاتهم هذه: الاسلوب الاول ويتمثل في استقطاب الرتب العليا في الجيش بالاغراءات المادية والمناصب والاسلوب الثاني من خلال تلويث عقول أصحاب الرتب المتوسطة والصغري بمعتقدات دينية باطلة. أما الاسلوب الثالث فهو التسلل من أسفل السلم عبر إلحاق شباب الجماعة بالكليات والمعاهد العسكرية وهو الاسلوب الذي كشف عنه يوسف القرضاوي في كتابه «الحل الاسلامي فريضة وضرورة» طبعة 1993 بعد أن اعترف الكليات والمعاهد العسكرية والمتطوعين لحين يترقون في رتبهم ويتمكنون من قيادة وحدات عسكرية تنفذ تعليمات الاخوان في السيطرة علي منشآت الدولة وأهدافها الاستراتيجية الحيوية. وبفضل الله وجهود أجهزة الأمن ووعي رجال القوات المسلحة فشلت هذه الاساليب الثلاثة في تمكين الاخوان من الجيش.
- أما لماذا لم يكن ما جاء في رسالة المرشد بديع غريباً ولا مفاجئاً فذلك الارتباط ما قاله بأحداث جارية وسابقة ومتوقعة في البيئات المحلية والاقليمية والدولية. فعلي المستوي المحلي يتذكر الجميع هجوم الاخوان علي المجلس العسكري الذي كان يرأسه المشير طنطاوي عندما رفض الانصياع لرغبات الاخوان، فشنوا المليونيات الزاعقة بشعار «يسقط حكم العسكر»، وكانت خاتمة المواجهة عندما استوضح الاخوان من المجلس العسكري موقف الجيش من مليونية 24 أغسطس الماضي التي أعلنتها القوي الثورية والليبرالية ضد تسلط الاخوان واستحواذهم علي مؤسسات الدولة المصرية فكان رد المجلس العسكري ان الجيش سينحاز الي الشعب كما انحاز له في ثورة 25 يناير عند ذلك استغلت جماعة الاخوان حادث الهجوم الخسيس والدنيء الذي شنته حركة حماس ضد موقع للجيش في رفح خلال شهر رمضان الماضي والجميع بالطبع يعلم عمق العلاقة بين الاخوان وحماس فهما نسيج واحد واعتبرته ذريعة للإطاحة بمدير المخابرات العامة والمجلس العسكري بدعوي مسئولياتهم عن هذا الحادث. وقد تكرر الامر أخيراً مع القيادة العسكرية الحالية التي أعلنت في أكثر من بيان انحيازها للشعب وعدم تورطها في الصراعات السياسية والدموية الفاشية بل وعندما أدركت القيادة العسكرية خطورة حالة الانقسام الذي أصاب الشعب المصري لاول مرة في تاريخه بسبب القرارات السياسية الاخيرة الغاشمة التي أصدرتها مؤسسة الرئاسة بتعليمات من مكتب الارشاد وتقدم وزير الدفاع بمبادرة لحوار شامل يضم جميع القوي السياسية في مصر وبالطبع حصل الفريق السيسي علي موافقة الرئيس مرسي علي هذه المبادرة مسبقاً قبل أن يعلنها بل وأعرب الرئيس عن استعداده للمشاركة فيها إلا أن مكتب الارشاد فسر تلك المبادرة بأنها محاولة من قيادة الجيش لسحب السجادة من تحت أقدام الجماعة لا سيما بعد أن وافقت القوي السياسية المعارضة علي حضورها وكان قد سبق لهذه القوي أن رفضت الحوار مع الرئاسة واعتبر الاخوان ان هذه المبادرة من قبل القيادة العسكرية تشكل تمهيداً لعودة الجبش للتدخل في الشئون السياسية خاصة انها اقترنت بدعوات من قيادات سياسية واعلامية وشعبية للجيش بالتدخل لحسم الازمة الفاشية التي تهدد ليس فقط الامن القومي المصري بل وتضرب كيانات الدولة المصرية ذاتها ووحدة الامة المصرية في الصميم بل أصبح من الغريب أن نري شخصيات سياسية بارزة- أمثال د.البرادعي ود.سعد الدين ابراهيم وعمرو موسي وكانوا يطالبون في السابق بضرورة سرعة عودة الجيش الي ثكناته إذ يفاجأ الاخوان بهم اليوم يطالبون علانية بتدخل الجيش لوضع حد للوضع المتردي والمأساوي الذي آلت إليه الأوضاع في مصر علي جميع الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل صار الشارع المصري يصرخ: يا جنود مصر احمونا من ميليشيات الإخوان والسلفيين، وبرزت صيحة «فين أيام المجلس العسكري»!! كل ذلك وغيره أحدث ذعراً في قيادة الإخوان في المقطم، لذلك سارعت بإصدار تعليماتها إلي الرئيس بعدم تلبيته دعوة وزير الدفاع للحوار، وبالطبع لا يملك الرئيس أن يقول لا لمن قاموا بتنصيبه رئيساً للجمهورية، فاضطر وزير الدفاع أن يسحب مبادرته، وكان واضحاً لجميع فئات الشعب الأسباب وراء سحبها. إلا أن المشكلة التي واجهت الإخوان في علاقتهم بالجيش، أنهم في ظل استمرار تدهور الوضع الأمني، وتصاعد الغليان في الشارع المصري ضدهم، وتقلص شعبيتهم وتدهور سمعتهم رغم ما ينفقونه من أموال علي تزوير الاستفتاءات والانتخابات، أنهم لا يزالون في حاجة إلي نزول الجيش إلي الشارع، خاصة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب، واحتمالات تصاعد المليونيات الرافضة لهم مع اقتراب ذكري 25 يناير، لا سيما مع ما أثبتته الأحداث الأخيرة من عدم قدرة جهاز الشرطة علي مواجهة هذه الأحداث. إلا أن روح المغالبة والجهل والغرور القاتل والاستعلاء والاستكبار الذي يتسم به سلوك الإخوان، هي التي دفعت مرشدهم إلي الوقوع في خطيئة التطاول الأخير علي رجال القوات المسلحة، رغم حاجة الجماعة إلي مساندة ودعم الجيش لها، لذلك لم يجد بديع بدًا من سرعة التراجع، وأن تصريحاته أسيء تفسيرها، وهو ما لم يقبله منه رجال الجيش ولا الشعب.
- ولكن ما كشفت عنه هذه الأحداث الأخيرة يفرض علينا التساؤل حول موقف الإخوان المقبل من الأزمة التي أوقعوا أنفسهم فيها مع الجيش وقوي المعارضة التي ستتوحد فيها الأحزاب والثوار وحزب (الكنبة)، والحسابات التي ستنهض عليها سياسة الجماعة في المستقبل. فبرغم نجاحها بالتزوير في تمرير الاستفتاء علي الدستور، ورشوة 90 عضوًا بالتعيين في مجلس الشوري الذي سيتولي مهمة التشريع لحين انتخابات مجلس الشعب القادم، والذي تأمل الجماعة أيضا بالتزوير فيه أن تحصل علي الأغلبية، إلا أن الجماعة لا تستطيع أن تتجاهل حالة السخط العام في الشعب المصري الذي فقد الثقة فيها وفي خلفائها السلفيين، فضلا عن المواجهة القائمة بينها وبين رجال القضاء، والمردودات السلبية المتوقعة لقرارات اقتصادية صعبة أعلنت حكومة الإخوان عن قرب اتخاذها، وانعكاس كل ذلك علي الوضع الأمني المتردي أصلا، هذا في الوقت الذي يرفض فيه الجيش التورط في الصراعات الداخلية القائمة، لا سيما بعد أن سقطت كل أقنعة الخداع والزيف والتضليل التي كانت تخفي بها جماعة الاخوان حقيقة وجهها القبيح، وأهدافها في الاستحواذ علي السلطة والحكم، وأن الدين أبعد ما يكون عن مقاصدها وأهدافها. إذن ماذا عليها أن تفعل، وعلي من تعتمد وهي قادمة لا محالة علي مواجهة ثورة عارمة شاملة للشعب المصري ضدها؟ المتوقع طبعا أن تلجأ إلي ميليشياتها المسلحة والتي بدأت أنشطتها تظهر في الآونة الأخيرة، إلي جانب اعتماد الإخوان أيضا علي ميليشيات السلفيين أمثال عصابة حازم أبو إسماعيل وغيرها، هذا بالاضافة إلي احتمالات قوية لإرسال حماس عناصر منها لدعم ميليشيا الإخوان في مواجهة الانتقاضة الشعبية القادمة، وقد أثبتت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن في الأحداث الماضية وجود عناصر فلسطينية في المظاهرات التي جرت أمام دار القضاء العالي والاتحادية.. وغيرها، وكان آخرها اعتداء أحد الفلسطينيين علي المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة، وأقوي المعارضين لتسلط وهيمنة الاخوان علي هياكل الدولة في مصر، ولكن ما تتحسب له جماعة الاخوان ان كل هذا الدعم الذي تتوقع ان تحصل عليه سواء من حلفائها السلفيين أو حماس لابد وأن يكون له ثمن سياسي وأن يتمثل في حصول الاحزاب السلفية علي نصيب من كعكة مجلس الشعب ووزارات الحكومة والحكم المحلي.. إلخ، أما حماس فلها أطماع معروفة في سيناء، وفي جماعة الاخوان ان تكون مستعدة لدفع هذه الاثمان ومعظمها علي حساب الامن القومي المصري، فقد بلغ الجنون والفُجر بأحد زعماء السلفيين وهو محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم القاعدة إلي المطالبة بتقسيم المحافظات المصرية بين المسيحيين والسلفيين والاخوان، ناهيك عن احتمالات قوية لنشوب صراعات دموية بين الاخوان والسلفيين مع أو بعد انتخابات مجلس الشعب، وذلك بحكم الكراهية التقليدية المتبادلة بين الفريقين، وعندما تصل الامور إلي هذا المستوي من تدهور الدولة المصرية فليس من المتوقع ان يقف رجال الجيش مكتوفي الايدي وهم يسمعون المصريين ينادونهم بالتدخل وحماية مصر.
- أما تحسب جماعة الاخوان من الناحية الاستراتيجية لمواجهة هذا الموقف، ولضمان استمرار حكمها لمصر إلي الابد بعد أن سقط قناع الديمقراطية التي كانت تتخفي وراءه، والمثال علي ذلك واضح أمام اعيننا في قطاع غزة الذي سيطرت علي الحكم فيه حركة حماس «الاخوانية» من خلال الديمقراطية ثم قالت لها بعد ذلك «وداعا»، حيث طردت السلطة الفلسطينية وحركة فتح من القطاع في انقلاب دموي بشع عام 2007 وامتنعت عن اجراء أي انتخابات بعد ذلك كما لا ننسي تصريح مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف لصحيفة امريكية سألته عن مفهوم الجماعة للديمقراطية فأجابها «أنها مثل القبقاب، يوصلنا إلي الحمام ثم نخلعه»، فمن المعتقد أن الاخوان تتبني منهج حكم الملالي في إيران في الاعتماد علي الحرس الثوري الايراني في الاطاحة بقوي المعارضة، وحكم الشعب الايراني بالحديد والنار علي النحو الذي شاهدناه في القضاء علي الثورة الخضراء عام 2010، يتأكد ذلك من تصريح مسئول الاخوان في التنظيم العالمي لها - كمال الهلباوي - في مقابلته لمرشد الثورة الايرانية خامنئي غداة ثورة 25 يناير في طهران، والذي أكد له فيه «أن جماعة الاخوان في مصر تقتفي خطوات الثورة الايرانية» وبالطبع كانت الخطوة الاولي هي تشكيل الحرس الثوري الايراني بدعوي حماية الثورة من أعدائها، وكان اول من اطاح بهم الحرس الثوري هم من ساندوا الخوميني في الاطاحة بنظام الشاه، وعددهم خمسون رجلا منهم وزير الخارجية قطب زاده الذي اعدموه، ورئيس الجمهورية أبو الحسن بني صدر الذي هرب في زي امرأة إلي باريس، لهذا لم يكن غريباً أن يتحدث الرئيس مرسي كثيراً، وكذا أقطاب الجماعة اخيراً عن قوانين حماية الثورة وهم الذين سرقوها من اصحابها في اليوم الثالث لها بميدان التحرير، كذلك لم يكن غريباً أن نسمع عن تدريبات لميليشيات الاخوان والسلفيين في غزة وقطر، ومناطق من صحاري مصر، وعن تدفق السلاح لهم من ليبيا وغزة والسودان، وعن اموال تنفقها الجماعة لتجنيد مئات من الشباب العاطل خريجي الجامعات والمعاهد لينضموا إلي الصفوف الحرس الثوري الاخواني، ليكون قادراً علي الوقوف في وجه الجيش النظامي إذا تطلبت مصالح الاخوان ذلك، وانحاز الجيش فعلا للشعب في ثورته القادمة.
- وهنا ينبغي أن نتوقف لنربط بين هدف الجماعة في اضعاف الجيش والتمكن منه، واهداف دول كبري واسرائيل لاضعاف الجيوش العربية الوطنية وتفكيكها، باعتبار ذلك خطوة اساسية لتنفيذ مخططات تقسيم الدول العربية عرقياً وطائفياً للتحكم فيها وفي ثرواتها، وهو الهدف الذي نجحوا في تحقيقه بامتياز في العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان، ولبنان، ولم يبق حتي اليوم سوي الجيش المصري متماسكاً يواجه المخططات الامريكية والاسرائيلية، لذلك يريد هدم هذا الجيش مادياً ومعنوياً بمساعدة ودعم جماعة الاخوان ومرشدها.
- كلمة أخيرة أقولها لمرشد الجماعة بديع، عيب عليك يا رجل أن تتهم قادة الجيش بالفساد وهم الشرفاء أصحاب الايادي النظيفة والبيضاء، وكان الاجدي بك أن توجه هذا الاتهام لجماعتك المخضبة أياديها بدماء المصريين منذ ثمانين عاما عندما اغتالوا زعماء مصر أمثال أحمد ماهر والنقراشي والسادات والمحجوب والقاضي الخازندار وغيرهم، وقاموا بمهاجمة أقسام الشرطة ومحكمة الاستئناف، وحتي اليوم عند الاتحادية وفي الدقي والتحرير والاسكندرية والسويس، ناهيك عما كشف مؤخراً عن مسئولية الاخوان عن احراق اكثر من 90 قسم شرطة ومديرية أمن في 28 يناير 2011، هذا إلي جانب سرقة الجماعة مدخرات وأموال المصريين في الداخل والخارج والثمانينات بواسطة شركات توظيف الاموال الاسلامية التابعة للاخوان أمثال الشريف والريان والسعد فهذا هو الفساد بعينه الذي كان عليك يا بديع أن تخجل منه وتعتذر للمصريين عنه، ناهيك عن رشاوي الغش والتزوير في الانتخابات والاستفتاءات، وهو ما نهي عنه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف «من غشنا فليس منا» فأين انتم من الاسلام الذي تتشدقون به وتتخذونه مطية للوصول للحكم والسلطة علي حساب أرواح ودماء وأموال المصريين؟! حقاً إن لم تستح فافعل أو قل ما شئت، واعلم يا بديع انكم اذا نجحتم في خداع وتضليل كل البشر وليس المصريين فقط، فإنكم لا ولن تستطيعوا خداع المولي عز وجل حاشا لله، وهو القائل في كتابه الكريم «يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.