خطتنا لمجابهة كوفيد 19 رُسمت من خلال متابعتنا للفعاليات العالمية أكد انتشال التميمى مدير مهرجان الجونة السينمائى ان الشعار الذى تم اختياره لدورة الرابعة المقرر انطلاقها فى الفترة من 23 الى 31 أكتوبر الجارى « الإنسان والحلم» ان الفكرة بدأت بالأساس من كون إقامة مركز المؤتمرات فى مدينة الجونة مثل حلم على مر السنوات الماضية تحقق جزء كبير منه بالفعل على أرض الواقع هذا العام، لكنه يشير أيضًا إلى قدرة الإنسان على الأمل الحلم وتحقيق الأحلام فى ظل أصعب الظروف وهو ما يمثله هذا العام فى وجود «كوفيد 19». وأضاف قائلاً: سنعرض هذا العام نحو 65 فيلمًا، وهو عدد أقل من الدورات السابقة، لكن جزء من هذا الانخفاض يعود أيضًا إلى شروط التباعد الاجتماعى وتناسبها مع قاعات العرض المتاحة أو تلك التى ستتم إضافتها، أما على مستوى المشاريع، فقد كان هناك تخوف من عدم توفر العدد المطلوب من المشروعات خاصة فى مرحلة ما بعد الإنتاج على أرض الواقع جابهنا نقيض ذلك حيث لم تصل للقائمة المختارة عدة مشاريع مميزة لأننا حددنا مجموع المشاريع المترشحة كما العامين الماضيين. أتصور أن مجموعة المشاريع التى تم اختيارها فى منصة الجونة فى هذه الدورة ربما تكون الأفضل لأن أسلوب اختيارنا لها يعكس ثمار تجاربنا على مدى السنوات الثلاث الماضية فى مهرجان هو الأول الذى يصر على وجود منصة لدعم الأفلام فى دورته الأولى. وأشار الى انه هذا العام توافرت فرصة أكبر من العدالة والصرامة فى دراسة المشروعات واتخاذ القرار حيث فتح باب التقديم مبكرًا شهر ونصف عن الدورات السابقة، وهو ما أتاح فرصة أكبر للمشاركين للتقديم وكذلك للجان التحكيم للمشاهدة، كما كان هناك قرار بضرورة أن يمر أى مشروع على أربعة محكمين قبل اتخاذ القرار. وأوضح قائلاً: اضطررنا هذا العام لتخفيض عدد الأفلام إلى نحو 65 فيلمًا مثلت برنامج المسابقات الثلاث الطويلة والقصيرة والتسجيلية، بالإضافة إلى اختياراتنا من الأفلام خارج المسابقة، وبالتالى تمت التضحية ببرنامج العروض الخاصة ، مع ذلك يظل عرض فيلم «الصبي» لتشارلى شابلن واحدًا من الدرر السينمائية التى سيعرضها مهرجان الجونة هذا العام فى نسخة مرممة تحتفى بمرور 100 عام على إنتاج الفيلم. وعن وجود حفل موسيقى مثل كل عام خلال المهرجان قال : دائمًا نحاول البحث عن مشروع موسيقى تكون الشاشة جزءًا أساسيًا من تكوينه، وهو ما حصل فى الدورة الثانية بموسيقى أفلام يوسف شاهين، وفى الدورة الماضية بمقطوعات من السينما العالمية، رغم أن حقوق ملكية المشاهد السينمائية دائمًا ما تمثل عقبة أمام تقديم المشروع بشكل مثالي. فى هذه الدورة نقدم فيلمًا كاملًا على الشاشة بينما تعزف موسيقاه الحية فى القاعة بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، وهو فيلم «الصبي» لتشارلى شابلن المرمم حديثًا من خلال مؤسسة تشارلى شابلن. وبسؤاله عن الخطة التى تم وضعها هذا العام للوقاية من فيروس كورونا داخل الفعاليات قال : خطتنا لمجابهة «كوفيد 19» رُسمت من خلال متابعتنا الدقيقة للفعاليات العالمية الفنية والرياضية التى نُظمت فى ظل الظروف نفسها وأبرزها مهرجان فينيسيا، وهو رائد فى الانعقاد على أرض الواقع بعد اتخاذ الكثير من المهرجانات قرار التأجيل أو العرض الافتراضي، فعلى الرغم من أن حجم الدورة الأخيرة لمهرجان فينيسيا كان أقل بنسبة 50% إلا أنه حظى بتغطية إعلامية واسعة وتقييم دولى كبير حتى من منصات غير معنية بالضرورة بالفن والسينما. مهرجان فينيسيا وفر الفرصة لنا ولمهرجانات دولية أخرى للانعقاد على خطاه مثل تورنتو وسان سباستيان وبوسان. هذا هو الدور الذى يلعبه مهرجان الجونة فى المنطقة العربية أيضًا والذى أتصور أنه سيكون مثالًا يحتذى به لتغيير النظرة التى تقول بأن ما يمكن تنفيذه فى الغرب صعب الالتزام به فى العالم العربي. نأمل دائمًا أن تمتلئ القاعات عن آخرها بالضيوف لكن فى ظل الظرف الحالى اتخذنا كافة التدابير فى العروض الداخلية والخارجية لضمان شغل 50% فقط من القاعات، وهو ما تطلب أيضًا تدابير مختلفة فى جدول العروض وتحضير القاعات وإضافة قاعات جديدة. تتضمن الخطة أيضًا نقل الفعاليات التى تعتمد على اللقاءات الثنائية لصناع الأفلام إلى حدائق الفنادق. فى هذه الدورة سينتقل حفلى افتتاح وختام المهرجان وكذلك العروض الخارجية لمركز المؤتمرات الجديد والذى تزيد قاعاته إلى أكثر من ضعف مسرح مارينا وهو ما يدعم فرص التباعد الاجتماعى والحفاظ على نفس أعداد الضيوف فى الوقت ذاته. من المتوقع خلال العامين المقبلين أن تنتقل أنشطة المهرجان كافة إلى مركز المؤتمرات بعد الانتهاء بالكامل من إنشاء جميع قاعاته فى مبنى الموسيقى، ومركز المؤتمرات. أتصور أن طبيعة مدينة الجونة ستسهم فى نجاح الدورة الحالية فى أن تكون نموذجًا يحتذى به بسبب اتساعها ومحدودية عدد السكان بها، وهو ما أمنه التعاون الكبير لوزارة الصحة فضلًا عن وزارات السياحة والثقافة . وعن اختيار المكرمين هذا العام قال : تم اختيار الفنان خالد الصاوى لمنحه جائزة الإنجاز الإبداعى ، وهى الجائزة التى قرر المهرجان الاحتفال بمنجزها الإبداعى فى دورته الرابعة 2020، و تُخصص الجائزة للسينمائيين الذين ترك عملهم والتزامهم بالسينما علامة لا تُمحى فى مجال مسيرتهم الإبداعية، على مدار مسيرته حصل الصاوى على العديد من الجوائز والتكريمات فى مجالات السينما والمسرح والشعر مثل تكريم مجلة دبى الثقافية له فى مجال الشعر، وجائزة المجلس الأعلى للثقافة فى التأليف المسرحى، وحصل على تكريم مهرجان تطوان الدولى لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ، حيث لمع اسمه فى عالم السينما العربية، بفضل تمثيله فى العديد من الأعمال السينمائية المهمة مثل «عمارة يعقوبيان » و «الجزيرة » و «الفيل الأزرق »2 وغيرها من الأفلام. كما يتم تكريم مهندس الديكور الكبير أنسى أبو سيف، الذى يعد قطباً من أقطاب تصميم المناظر فى السينما العربية... وهو مدرسة مستقلة بذاتها فى خلق المناظر السينمائية، وشارك المخرج الكبير الراحل شادى عبد السلام فى ترجمة لوحاته التى رسمها بريشته للتحفة البديعة «المومياء»، إلى واقع ملموس استطاعت الكاميرا أن تلتقطه. عمل فى بداياته مساعدًا لمهندس الديكور بفيلم «المومياء » مع شادى عبد السلام، وشارك فى العام التالى فى فيلم «يوميات نائب فى الأرياف » للمخرج الكبير توفيق صالح مهندسًا للمناظر، وتوالت أعماله بعدها ومنها: «إسكندرية كمان وكمان » ليوسف شاهين و »عرق البلح » لرضوان الكاشف و »أيام السادات » لمحمد خان، إضافة إلى «الكيت كات « و «رسائل البحر» و «أرض الخوف « لداود عبد السيد و «إبراهيم الأبيض « لمروان حامد.