سادت حالة من الهدوء الحذر بميدان التحرير، بعد فعاليات مليونية «حلم الشهيد»، لإسقاط الإعلان الدستوري وحل الجمعية التأسيسية. وواصل المعتصمون إغلاق مداخل الميدان، حيث قاموا بوضع الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة بمداخل الميدان أمام المتحف المصري، وشوارع طلعت حرب، والفلكي، ومحمد محمود، فيما تم تحويل حركة مرور السيارات من أمام المتحف المصري إلي شارع قصر النيل، ومن أمام جامعة الدول العربية إلي كورنيش النيل، فيما تزايدت أعداد الخيام المنتشرة بأرجاء الميدان. ومن ناحية أخري تراجعت حدة الاشتباكات بين عدد من المتظاهرين وقوات الأمن بميدان «سيمون بوليفار» وكورنيش النيل في الجهة المقابلة للسفارة الأمريكية، كما تقوم اللجان الشعبية بتأمين مداخل الميدان وتفتيش الداخلين إليه، مع استمرار إغلاقه بالأسلاك الشائكة. وانتشرت بوسط الميدان حلقات نقاشية بين المتظاهرين حول الإعلان الدستوري، أوضحوا فيها سبب اعتراضهم علي هذا الإعلان، كما وصفه البعض بأنه لصالح جماعة الاخوان وانه لا يمثل كل المصريين. وأكد المعتصمون بالميدان استمرارهم في الاعتصام حتي تتحقق مطالبهم بالكامل والمتمثلة في إسقاط الإعلان الدستوري الجديد، ووقف الاستفتاء علي مسودة الدستور الحالية وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن إصدار دستور يعبر عن كل المصريين، والقصاص العادل لشهداء الثورة، بالاضافة إلي دعوة رئيس الجمهورية لإعلان خطة واضحة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها. ورحبت القوي المدنية المعتصمة بالميدان بدعوة جبهة الإنقاذ الوطني للاعتصام المفتوح عقب الاجتماع الذي عقدته بمقر حزب الوفد، معلنين عن تحديد موعد خلال الأسبوع الجاري للزحف إلي قصر الاتحادية للتظاهر أمامه حتي إسقاط الإعلان الدستوري. وحذرت القوي المعتصمة من قيام الرئيس مرسي بإعلان موعد لإجراء الاستفتاء علي الدستور الذي لا يمثل طوائف الشعب ولا يحقق طموحات وآمال المصريين بعد الثورة واستئثار جماعة الإخوان المسلمين بوضعه وسط السخط الشعبي منذ تكوين الجمعية التأسيسية مرددين «الدستور...باطل»، و«الإعلان.. باطل». ودعت القوي المدنية المعتصمة بالميدان إلي تلبية بيان جبهة الإنقاذ بتنظيم مسيرات في مختلف أنحاء الجمهورية لرفض الإعلان الدستوري ومسودة الدستور الجديد، في الوقت الذي شددوا فيه علي عدم ترك الميدان خلال الأيام القادمة للتصدي لمحاولات اقتحام ميدان التحرير التي دعا إليها بعض أعضاء التيار الديني. وحرص المعتصمون علي التواجد في الخيام الخاصة بهم بالصينية الوسطي والمنطقة المواجهة لمجمع التحرير ومسجد عمر مكرم.