يغضب السلفيون عندما نطلق عليهم اسم الوهابيين، رغم ان مذاهب المسلمين كلها تنتسب لأصحابها، ولا يغضب الحنفيون أو الحنابلة او الشافعية، ونحن عندما نقول الوهابيين يكون اللقب سليما وسائغا، اما لقب السلفيين فهو يضم كافة المسلمين لأن كل المذاهب تأخذ من أصحابها، وأصحابها يأخذون ما صح لديهم من السلف، ولقد تأسست المذاهب الأربعة بناء علي رؤيتها، فالأحناف يعتمدون القرآن وما صح من الحديث وهو عندهم قليل جداً ثم الرأي، ورأس مدرستهم أبو حنيفة النعمان عن ربيعة الرأي عن عمر بن الخطاب، والامام مالك يأخذ بعمل أهل المدينةالمنورة ويقدمه علي أحاديث الآحاد، والامام الشافعي مزج بين أهل الرأي وأهل الحديث، اما الامام أحمد بن حنبل فقد اعتمد علي الحديث حتي لو كان حديث آحاد وحتي لو خالف نصا قرآنيا معتمدا علي أن الحديث يصح اذا كان الرواة موثوقاً بهم وكما رأينا فان كل المذاهب تأخذ من السلف، والسلف أسسوا مدارس تحولت الي مذاهب، ولذا فان لقب الوهابيين هو الأفضل عندما نطلقه علي الذين يأخذون فكرهم من محمد بن عبد الوهاب، فهم يفضلونه علي كل العلماء ويعتبرونه مجدد الدين ولكنه ضيق مذهب ابن تيمية الذي ضيق مذهب ابن حنبل، فجاءت فتاوي ابن عبد الوهاب وتلامذته حتي اليوم تقوم علي التحريم والتكفير لدرجة ان الشيخ محمد الغزالي ذكر ان محمد حامد الفقي وهو من قدماء الوهابية في مصر أفتي بكفر الامام أبي حنيفة النعمان، وفي كل الاحوال فإن الوهابية تتقلص في مهدها في نجد وباقي المملكة السعودية، وتنتعش في مصر، يكفرون الصوفية والأشاعرة والماتريدية والشيعة والمسيحيين واليهود، ويكفرون من زار أولياء الله الصالحين، ويعتقدون جازمين أنهم الوحيدون الفرقة الناجية، وأن كل الناس من مسلمين وغير مسلمين كفار، والصوفية عندهم أكثر كفراً من كفار مكة قبل الاسلام، ويحرمون الشعر والغناء والموسيقي وعمل المرأة ويكفرون من يلبس البنطلون أو من يحلق لحيته، وبناء علي فتاوي كثيرة يعتقدون انهم الآن في وضع يؤهلهم لهدم اضرحة أهل البيت في مصر، وهناك فتوي للشيخ بن باز يصف هذه المساجد بالأصنام فيقول صنم السيد البدوي وصنم الحسين وصنم السيدة زينب، رغم أن الاصنام شيء وأضرحة الأولياء شيء آخر. لقد هدموا كنيسة أطفيح لأن لديهم فتوي ضد بناء الكنائس وضد ترميمها، وضد أهل الكتاب عموما، ولقد قالوا علانية بأنه لابد من التفريق بين المسلم وغير المسلم في الدنيا، والتفريق بين المرأة والرجل لا نهول من شأن الوهابيين ولا نقلل من شأنهم، ولكن في النهاية لابد أن نعرف أن لديهم فقه تدمير التماثيل والأضرحة، ولقد حذرنا منهم فضيلة مفتي مصر الدكتور جمعة في خطبة الجمعة عندما لعن من هدد بهدم مسجد الامام الحسين، وعموما لم يدخل الوهابيون بلداً إلا تركوه خرابا يبايا، والسودان وباكستان وأفغانستان خير شاهد علي ما نقول.