كان استاذنا محمد التابعي مشهوراً بكتابة مذكرات كل المشهورين من رجال السياسة والفن بمجرد وفاتهم!! ما أن يتوفي نجم مشهور أو سياسي له مواقف تناولها الاعلام كثيراً حتي يكتب محمد التابعي في مجلة »آخر ساعة« ما يسميه مذكراته الشخصية!! باعتبار ان محمد التابعي الصحفي الكبير صديق شخصي قريب جداً من كل هؤلاء.. إلي أن انكشف أمره وعدل عن ذلك بعد ان توفت اسمهان وكان محمد التابعي فعلاً أقرب صديق لها بالفعل ولكن المفاجأة ان أخوة اسمهان وازواجها قرروا ان اسمهان لم تكتب اي شيء.. فكل تعليمها كان بالفرنسية ولا تعرف من اللغة العربية إلا قراءتها وبصعوبة كبيرة.. ولكن لا تستطيع ان تكتب بالعربية ولا حتي اسمها!! لماذا أكتب هذا الكلام؟ لأنني اكتب لا أقول ذكرياتي ولا مذكراتي مع الرئيس السابق المخلوع بل اكتب مجرد سرد لعلاقة غريبة بين حاكم كبير له ثقله بل دكتاتور وبين مجرد صحفي مهما علا شأنه أو مركزه. لقد كانت علاقة غريبة امتدت اكثر من ثلاثين عاماً.. لانها بدأت منذ تولي الرئيس السابق منصب نائب الرئيس.. وكنت عازماً علي ان اتجاهل هذه الذكريات المؤلمة لأنني لن استطيع ان اكتبها إلا بعد وفاته.. وهذا ما رفضته بعد وفاة عبد الناصر والسادات.. رغم العلاقة الحميمة الطويلة بين الرئيسين السابقين وأسرتي في فيللا جدي الشيخ احمد أبو الفتح أول استاذ للشريعة الاسلامية في مدرسة الحقوق العليا في 5 شارع احمد حشمت بالزمالك ولكن شاء القدر أن تحدث معجزة الشباب العظيم ويتم خلع اول رئيس مع العلم انني لن اذكر إلا الوقائع »الغريبة جداً« التي لها شهود مازالوا احياء فقط وسأترك الكثير ومع الاستعداد لأي تعليق أو نفي او رد من أي نوع. في الحلقة السابقة كتبت عن تصميم الرئيس السابق علي ان اترك رئاسة تحرير مجلة »الأهلي« واتصاله بالفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي رئيس النادي اكثر من مرة.. وتمسك مجلس الادارة بي باعتباري صاحب الفكرة ومتحملاً مسئوليتها بعقد كتابي مع النادي.. وسيادة الفريق أول مرتجي اعطاه الله العمر والصحة شاهد علي الواقعة.. أو قل شاهد علي الوقائع المتكررة في هذا الشأن.. وكان الرئيس السابق في هذه الايام نائباً للرئيس!! فلم تتم الاستجابة لطلبه!! وتمر السنون.. اذكر اليوم واقعة اخري مشابهة تماماً.. رغم وجود وقائع اخري كثيرة بينهما. استاذي واستاذ الاجيال محسن محمد عندما انشأنا مجلة »الكورة والملاعب« كأول مجلة رياضية تصدر عن دار صحفية كبري.. تماماً كما كانت مجلة الاهلي أول مجلة رياضية تصدر عن ناد رياضي.. قرر محسن محمد ان أرأس تحريرها رغم كل الأعباء التي كنت اقوم بها في ذلك الوقت. وبطريقة روتينية محضة.. مجرد استكمال اجراءات تم اخطار المجلس الاعلي للصحافة.. كإجراء روتيني محض.. خاصة وان الحكاية هايفة.. حكاية رياضة وليست سياسة.. واذا كان محظوراً علي شخصي تولي رئاسة تحرير مجلة أو جريدة قومية نظراً لأن اسرتي تحت الحراسة فإن هذا لا ينطبق علي مجلة رياضية بدليل رئاستي لتحرير مجلة »الاهلي« قبل ذلك باعوام.. كان الموضوع شبه منتهي!! وفجأة.. ونحن نحدد شكل ومضمون المولود الجديد وكنت مصمماً علي استغلال مطبغة ألمانية تملكها دار التحرير تطبع بأربعة الوان غير الأسود إذا بزلزال خارج الحجرة.. كذا مسئول بالدار يتهامسون ويتدافعون نحو باب الحجرة.. خير؟؟ عاوزين إيه؟؟ تعالي بس تعالي!! آجي فين ورانا شغل!! تعالي بس.. وعلمت همساً بان مجلس الصحافة الاعلي ارسل لاستاذي واستاذ الاجيال محسن محمد يخطره بأنه غير موافق علي رئاستي للمجلة.. الكل كان يقول كلمة واحدة: لماذا؟؟ إلا انا وانا فقط.. وبيني وبين نفسي فقد تعودت علي قرارات رئاسية سرية ضد شخصي حتي لو تأخرت قليلاً الي ان يعرف.. وكان تلميذي واخي حمدي النحاس معيناً مديراً للتحرير فتولي رئاسة التحرير.. وبين هذه الحكاية وحكاية مجلة »الاهلي« حكايات آخري كثيرة.. سأتجاوز عنها.. إلا حكاية مرض زوجتي الخطير ومطلوب انقاذ حياتها باقصي سرعة في باريس.. فالي الغد بإذن الله تعالي.