تحدث سكرتير عام حزب الوفد الأستاذ فؤاد بدراوي في الاحتفال بعيد الجهاد أمس عن الظروف التاريخية التي برز فيها اسم "عيد الجهاد" الذي كان انطلاقة لتحرير هذا الوطن. قائلا من حُسن الطالع أن يكون لقاؤنا الليلة متفقا مع ذكرى عزيزة علينا جميعا ذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبهذه المناسبة أهنئكم بعيد الهجرة أعاده الله على الأمة الاسلامية بالخير واليُمن والبركات فى أعقاب انتهاء الحرب العالمية الاولي 1918، لفتت فكرة تأليف وفد مصري برئاسة سعد زغلول للسفر إلى باريس للاشتراك في مؤتمر الصلح لعرض قضية استقلال مصر. وقال بدراوي وفي يوم الاثنين الموافق 11 نوفمير 1918 أعلنت الهدنة, فبادر سعد زغلول في طلب مقابلة المعتمد البريطاني"اليسر زيجنالد ونجت" للاجتماع الاربعاء الموافق 13 نوفمبر 1918 وهو اليوم الذي اعتبر فيما بعد عيداً للجهاد الوطني الذي نحتفل به اليوم ، وكان في صحبته علي شعراوي. وأضاف: "وقد أعرب المجتمعون للمعتمد البريطاني، أن مؤتمر الصلح قد أوشك علي الانعقاد وأنهم راغبون في التوجه الي مؤتمر فرساي لعرض قضية مصر هناك. مشيرا إلى أن علي شعراوي قال: "نريد أن نكون أصدقاء للإنجليز صداقة الحر للحر لا العبيد للسيد" ، فقال المندوب السامي البريطاني إنكم لا تمثلون الشعب المصري ولا تمثلون إلا أنفسكم. الوفد والطريق السلمي وذكر بدراوي أنه سرعان ما تألف الوفد المصري من الزعيم سعد زغلول و13 عضوا وأعد الوفد صيغة توكيل فيها "نحن الموقعون علي هذا قد أنبنا سعد زغلول وصحبه ومن يختارونهم في ان يسعوا بالطرق السلمية المشروعة" وهذا كان سببا في إشعال الثورة في اليوم التالي 9 مارس 1919 في أنحاء مصر كلها من الاسكندرية الي أسوان. لم يفرق رصاص الانجليز بين المسلمين والأقباط, فأخذ القساوسة من الأقباط يخطبون علي منابر المساجد, وأخذ مشايخ المسلمين يخطبون أمام مذابح الكنائس وكان أبرز الخطباء المسيحيين القس سرجيوس. وأشار فؤاد بدراوي إلى أن الوفد نشأ وكيلا عن الأمة, في المطالبة بالاستقلال الوطني, وهبت الأمة من خلفه تسانده وتطالب باسترداد الحرية والاستقلال. سعد دعا لاستقلال مصر كان الزعيم سعد زغلول يخطب في كل مكان مناديا بحقوق البلاد في الحرية , وفي 8 مارس 1919 أعتقل سعد وثلاثة من أعضاء الوفد وهم محمد محمود واسماعيل صدقي وحمد الباسل وتم نفيهم إلي مالطا، وكان ذلك سبباً في إشعال الثورة في اليوم التالي 9 مارس 1919 في أنحاء مصر كلها من الإسكندرية إلي أسوان. ولم يفرق رصاص الإنجليز بين المسلمين والأقباط، فأخذ القساوسة من الأقباط يخطبون علي منابر المساجد، وأخذ مشايخ المسلمين يخطبون أمام مذابح الكنائس. وكان أبرز الخطباء المسيحيين القس سرجيوس الذي قال في إحدي خطبه "إذا كان الاستقلال موقوفاً علي الاتحاد وكان الأقباط في مصر حائلاً دون ذلك فإني مستعد لأن أضع يدي في يد إخواني المسلمين للقضاء علي الأقباط أجمعين لتبقي مصر متحدة مجتمعة الكلمة". وكان اتحاد عنصري الأمة المسلمين والأقباط في ثورة 1919 هو أعظم إنجازات الثورة حتي أن غاندي زعيم الهند كان يشيد دائماً بالوحدة الوطنية في مصر ويعتبر الزعيم سعد زغلول مثله الأعلي في تحقيق هذه الوحدة. عاش الهلال مع الصليب وتحت ضغط الشعب وثورته اضطر المندوب السامي "اللمبي" أن يعلن في 7 أبريل 1919 الإفراج عن الزعيم سعد زغلول، وفي 11 أبريل 1919 سافر أعضاء الوفد المصري وعلي رأسهم الزعيم مصطفي النحاس من القاهرة إلي بورسعيد ومنها أبحروا إلي مالطا حيث التقوا الزعيم سعد زغلول وزملائه، وأبحروا جميعاً إلي باريس لحضور مؤتمر الصلح. السادة الحضور: إن الوفد منذ أن قام اتخذ من الديمقراطية مذهباً اعتنقها فكراً ومنهجاً والتزم بها عملاً وسلوكاً وأن بالأمة مصدراً للسلطات ركناً ركيناً في نشاطه دعوة يسبقها في الشعب، ويلقنها للشباب وكفاحاً من أجل تثبيت دعائمها والزود عنها ضد كل معتد أثيم، منادياً أن الحركة حق مقدس تثبت للناس بالميلاد ولا يسوغ لكائن من كان أن يسلبها من أحد. الحق فوق القوة الوفد يؤمن بمبادئه التي قام عليها "الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة" وسيظل الوفد مخلصاً لمبادئه، مؤمناً برسالته الوطنية مناضلاً من أجل حرية هذا الشعب معبراً عن ضمير هذه الأمة، لا يتهاون ولا يساوم في حقوقها، مكافحاً في سبيل مصر ودستورها وديمقراطيتها وحريتها. سيظل الوفد بإذن الله قويا بفضل ثبات رجاله، وإيمانهم بقضية الحرية والدستور والديمقراطية. وعلينا نحن الوفديين ان نتكاتف وأن نتضامن وان نعمل من أجل تحقيق المبادئ التي دافع ومات من أجلها زعماء الوفد العظام، وان نتصدى لأي محاولات لهدم الوفد أو تخليه عن المبادئ التي قام من أجلها، لأن دعوته تأصلت في النفوس، ومبادئه تغلغلت في القلوب، وأصبح الوفد فكرة وعقيدة يستحيل اقتلاع جذورها.