الكوليسترول مرض لا يستهان به، وعلى الرغم من ذلك نجد أن أغلب المصابين بارتفاع نسبة كوليسترول الدم، يمتنعون أو يتهاونون في قياسه كل فترة نتيجة لعدم الوعي الكافي لما يسببه من مخاطر على صحة الإنسان بشكل عام، وأنه قد يعرض للسكتات القلبية والدماغية فضلا عن الذبحة الصدرية. صرح بذلك د.شريف الطوبجى أستاذ أمراض القلب ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب المؤتمر الثاني عشر للجمعية المصرية لأمراض القلب الذي أقامته الجمعية المصرية لأمراض القلب صباح اليوم، بالاشتراك مع المجموعة المصرية لدهينات الدم وحيوية الشرايين، بحضور ما يقرب من 500 طبيب مصرى وأجنبى من أطباء القلب و السكر من جميع الجامعات والمراكز المصرية والدول العربية والأوروبية. وأضاف "د.الطوبجي" أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يؤدي إلى تراكم المواد الدهنية – وخصوصاً الكوليسترول عالي الكثافة وهو ما يعرف بالكوليسترول "الضار" - على جدران الأوعية الدموية من الداخل مما يتسبب في تضييقها وإبطاء حركة تدفق الدم أو حتى توقفه تماماً وبالتالي الحيلولة دون وصول الأوكسجين إلى القلب والمخ، وإذا توقف تدفق الدم إلى جزء من القلب أو الدماغ، يؤدى ذلك إلى وقوع نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وأكد "د. الطوبجي" على أن عدد الذين يفقدون حياتهم سنوياً جراء أمراض القلب ب17.3 مليون شخص، وبحسب منظمة الصحة العالمية فبحلول 2030 سيفقد 23.6 مليون شخص حياتهم بسبب أمراض الأوعية الدموية، وخصوصاً الأزمات والنوبات القلبية، أما في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج، فإن مخاطر أمراض القلب تنتشر بشكل ملحوظ بين الشريحة التي تضم السكان متوسطي الأعمار. بالإضافة إلى أن الكثير من الاشخاص لا يكتشفون أنهم يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم لأنه عادة لا توجد له أعراض او شكوى واضحة، وحتى إذا ما تم إجراء كشف على مستوى الكوليسترول واثبتت الفحوصات أنه في المستوى المقبول، فإن مستويات الكولستيرول تميل إلى الارتفاع مع تقدم العمر، وكلما ارتفع الكوليسترول "الضار" في الدم كلما زادت مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية . ويمكن للأطباء وعبر فحص دم بسيط متابعة مستويات الكوليسترول وتحديد مدى خطورة ذلك على صحة المريض ومدى فرصة تعرضه لمخاطر قلبية6 . من جانبه صرح الدكتور اشرف رضا استاذ ورئيس قسم امراض القلب بكلية طب جامعة المنوفية ورئيس المؤتمر أن الرجال فوق 45 عاماً والنساء فوق 55 عاماً، والمدخنين، أو الذين يعانون من الوزن الزائد، أو المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، فهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات والأزمات القلبية. ويتوجب عليهم فحص مستويات الكولستيرول لدى طبيب متخصص كإجراء احتياطي بصفة مستمرة. و اضاف الدكتور نبيل فرج استاذ امراض القلب بكلية طب عين شمس انه من الضروري إجراء فحص الدم لقياس مستويات الكولستيرول بصورة دورية وعدم الاكتفاء بإجراء الفحص لمرة واحدة، فبعد بلوغ سن العشرين، يجب على الجميع إجراء الفحوصات اللازمة على الأقل مرة كل خمسة أعوام، حتى يتمكنوا من متابعة مستويات الكولستيرول ومراقبة أي زيادة قد تطرأ. وأوضح الدكتور ياسر بغدادي استاذ امراض القلب بكلية طب جامعة القاهرة انه إذا ما تم تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع مستويات الكولستيرول في الدم، فإنه يتوجب عليه السعي إلى خفض مستوياته إلى حدود المقبول، حيث أن الجدوى من هذا الأمر على قدر كبير من الايجابية بالنسبة لحياة الشخص، فمع انخفاض مستويات الكولستيرول تنخفض أيضاً مخاطر الاصابة بنوبات قلبية. ويمكن تخفيض مستويات الكولستيرول بعدة طرق تتضمن اتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول العلاجات الطبية المخفضة للكولستيرول. وسوف يساعد الطبيب المريض على الوصول إلى الهدف عبر وضع خطة العلاج المناسبة، ومع ذلك، فإن عدم الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي، وعدم الانتظام في تناول الأدوية المخفضة للكولستيرول، واتباع الحمية الغذائية الصحيحة، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يؤدي إلى معاودة ارتفاع نسبة الكوليسترول مجدداً.