إجراءات رادعة تنتظر المخالفين لقواعد كتاب الله «الطبلاوى» كان مدرسة قرآنية فريدة.. وتنبأ لى بمستقبل كبير حفظت القرآن على يد والدى.. ورافقته فى الليالى القرآنية امتلأت مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين بعدد من المقرئين والمبتهلين، وكل واحد منهم مدرسة مستقلة فى علوم القرآن والتجويد والموسيقى، وكانت مصر مدرسة فى تلاوة القرآن توقف عندها طويلا كل من تناولها بالبحث والتحليل، وقد أخذت هذه المدرسة مكانتها بفضل مشايخنا الأفذاذ الذين مروا فيها، وفى نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين كانت مصر تموج بقمم المقرئين والمبتهلين حتى وصلت لأعلى جماهيرية مع رواد التلاوة الكبار رحمهم الله، ومن جيل إلى جيل برز جيل الشباب الذين ساروا على درب آبائهم وانتهجوا نهج الكبار، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ وليد سيد عبدالشافى نقيب قراء محافظة القليوبية ونجل القارئ الإذاعى الراحل الكبير فضيلة الشيخ سيد عبدالشافى، الذى ضرب أروع الأمثلة للسير على خطى الكبار خلقا وتواضعا وتلاوة وإتقانا، «الوفد» التقت فضيلته وهذا نصر الحوار: فى البداية.. نود تقديم نبذة عن ميلادك ونشأتك؟ ولدت فى الثالث عشر من يوليو عام 1973 بقرية باسوس مركز القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، ووالدى رحمه الله هو الاذاعى الكبير الشيخ سيد عبدالشافى هلال رحمة الله عليه، والذى ورثنى تلاوة القرآن وحفظه وكان يلقننى القرآن ويحفظنى وكان يصطحبنى معه لأرافقه فى بعض الليالى التى كان يحييها، وكنت متأثراً به حتى ألحقنى بالمعهد الأزهرى الابتدائى، فقد كان والدى مدرسا بالأزهر وفى الوقت نفسه قارئاً بالإذاعة والتليفزيون وقد نشأت فى كنفه وتعلمت منه الكثير، وأتممت حفظ القرآن وعمرى «14» عاما فى المرحلة الإعدادية، ودرست على يد والدى رواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع، حتى توفاه الله. توالت نجاحاتك حتى أصبحت نقيباً لقراء القليوبية، فما دور النقابة وهل هناك تنسيق بينها وبين النقابة الأم؟ نقابة القليوبية هى إحدى النقابات الفرعية الموجودة فى كل محافظة، لا تنفصم عن النقابة الأم، ودائماً نعمل على مساعدة القراء لتوفير الوقت والجهد، نظراً لأن معظم القراء يقطنون بعيداً عن مقر النقابة الرئيسية ومنهم من يأتى من سفر، ولذلك نقوم باستخراج الكارنيهات لهم من النقابة العمومية عن طريق تدوين بياناتهم فى النقابات الفرعية ثم ترسل إلى النقابة الرئيسية، لاستخراجها واستكمال أوراقهم، بالإضافة إلى عقد اجتماعات للقراء البارزين على مستوى المحافظة لبحث مشكلات القراء ومتطلباتهم، بالإضافة إلى أن هناك قراء يحضرون بعض التسجيلات والفيديوهات لقراء يخالفون القواعد القرآنية والتى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى حتى نعرضها على اللجنة المختصة فى النقابة العمومية أمام الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية وهو رجل فاضل، وعند الكشف عن الأخطاء نرسل فى طلب القارئ الذى يخالف قواعد القرآن ونقوم بتوجيهه أولاً، فإن لم يلتزم يتم اللجوء إلى الإجراءات القانونية ضده. بصراحة.. ما تقييمك لأداء القراء الشباب المنتشرين حالياً؟ من حيث الأداء فهو جيد، لكننى أفضل أن يستمعوا إلى القراء القدامى أولاً، حتى يكتسبوا خبرة أكثر، فأنا أخشى عليهم أن يستمعوا إلى بعض القراء الجدد الذين سبقوهم بسنوات قليلة ولديهم أخطاء فيكتسبن نفس النهج، ولذلك أنصحهم بالعودة إلى الختمة المرتلة لقرائنا الكبار أمثال الشيخ «الحصري» أو «البنا» أو «مصطفى إسماعيل» أو «المنشاوي» والقائمة تطول، حتى يتقنوا مخارج الحروف، ويتشربوا القرآن. ما رأيك فى بعض القراء الذين يرون أن شرط حفظ القرآن كاملاً للالتحاق بالإذاعة به إجحاف كبير؟ هذا خطأ كبير ولا يجوز، فلابد لقارئ الإذاعة أن يكون حافظا للقرآن الكريم كاملا للالتحاق بالإذاعة به اجحاف كبير؟ هذا خطأ كبير ولا يجوز، فلابد لقارئ الاذاعة أن يكون حافظا للقرآن الكريم كاملاً، وهذا شرط سليم مائة بالمائة، وهو أولى الخطوات الأساسية للالتحاق بالإذاعة، أيضاً لابد أن يكون القارئ له صوت إذاعى، ثم تعقد لجنة للحفظ والأحكام، حتى يعتمد القارئ ثم يسجل نصف ساعة للعرض، ثم يسجل بقية الساعة كاملة. مرت أيام على وفاة سلطان التلاوة الشيخ الطبلاوى نقيب القراء فماذا كان يمثل لك؟ مولانا الشيخ محمد محمود الطبلاوى كان زميلا وصديقاً لوالدى رحمهما الله، فصلته بالوالد كانت قوية جداً، وكثيرا ما كانا يسافران معا خارج البلاد فى حفلات قرآنية، بالإضافة إلى قراءتهما معا فى مصر داخل السرادقات وفى الليالى القرآنية وكان أول سفر يجمعها فى دولة الإمارات بدعوة من الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله وتوالت السفريات كثيرا بعد ذلك أما بالنسبة لى فسيدنا الشيخ الطبلاوى كان أستاذى رحمه الله وكان يمثل لنا قيمة كبيرة وترك فراغاً كبيراً بعد وفاته، وله تلاميذ كثيرون فى شتى أنحاء العالم الاسلامي، فهو صاحب مدرسة قرآنية كبيرة متفردة من حيث الصوت والأداء والإجادة وتربطنى بنجله القارئ الشاب محمد محمد محمود الطبلاوى علاقة زمالة وقد شرفت بالقراءة إلى جانب شيخنا الطبلاوى رحمه الله أكثر من عشر مرات وكان أول لقاء يجمعنى به فى سرادق عزاء بقرية الحوامدية بمحافظة الجيزة وقد وجهنى إلى أشياء كثيرة استفدت منها واشاد بتلاوتى وتنبأ لى بمستقبل طيب فى عالم التلاوة. هل فكرت فى جمع تراث والدك القارئ الإذاعى الكبير الشيخ سيد عبدالشافى رحمه الله حتى تستفيد منه الأجيال الجديدة من القراء؟ بالفعل جمعت تراث والدى وهناك نية كبيرة لإخراجه للنور حتى تعم الفائدة وقد طلبت منى بعض القنوات الفضائية بعض التسجيلات لوالدى رحمه الله وهى جاهزة والحمد لله. ماذا عن أهم سفرياتك للخارج؟ أولى رحلاتى للخارج كانت إلى دولة سويسرا عام 2009م وكنت مبعوثاً من وزارة الأوقاف، وهناك لجنة مشكلة من الأوقاف برئاسة فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع وعضوية الشيخ الطبلاوى رحمهما الله والقارئ الدكتور فرج الله الشاذلى وفى عام 2010 رشحت من قبل الأوقاف لأكون سفيرا للقرآن الكريم فى البرازيل وكان معى القارئ الإذاعى محمود إسماعيل الشريف والشيخ ياسر الشرقاوى والشيخ أمير شمس الدين والشيخ ياسر عبدالحافظ كما أحييت ليالى رمضان فى دولة أيرلندا وكانت هى البلد الوحيد الذى قرأت فيه القرآن الكريم كاملا فى صلاة التراويح ثم دولة بلغاريا فى 2012 ووجهت لى دعوة خاصة لدولة الامارات الشقيقة فلبيت الدعوة والحمد لله. ما نصيحتك للقراء من الجيل الحالي؟ الالتزام، هو أهم شيء فى عالم التلاوة، فأنا أرى قراء كثيرين يقلدون بعضهم البعض، لكننى أود أن تكون لكل قارئ بصمة خاصة به ويتفرد بشخصيته فليس لزاما ان يقلد القارئ أحد مشايخنا الكبار لكن من الممكن الاقتباس من قراءنا الكبار ومن الضرورى أن يكون للقارئ صوته المميز فلست مع التقليد بشكل كامل فأحب أن تكون لكل قارئ بصمة صوت تميزه عن غيره. أخيراً.. هل القراء تأثروا بجائحة كورونا حالياً؟ بالتأكيد.. فالعالم كله تأثر بهذه الجائحة، ونسأل الله العفو والعافية للجميع.