طالب القيادي الإخواني السابق، مختار نوح، الرئيس مرسي بأن يسرع في تغيير كل الأشخاص الذين اختارهم لمعاونته فى إدارة البلاد منذ تولى السلطة في يونيو الماضي. وقال إن الدكتور محمد البلتاجي هو أقرب أعضاء الإخوان للخروج من الجماعة والحصول علي لقب "قيادي سابق". "نوح" تناول في حوار مع "بوابة الوفد"، عدداً من الموضوعات أبرزها إدارة الرئيس مرسي للمرحلة السابقة، ورؤيته كقيادي ومؤسس بحزب مصر القوية، للوضع المصري، ومستقبل "بلاد النيل".. وإلي نص الحوار: بداية.. كيف تقرأ الأوضاع علي الساحة السياسية الآن؟ الدكتور محمد مرسي هو رئيس الجمهورية، ويملك الآن السلطتين التنفيذية، والتشريعية، وبإمكانه فعل الكثير إن أراد. لكنه لم يدرس أيديولوجيا المجتمع المصري، ولم يع الاختلافات داخل الشارع، فضلاً عن أنه أسرع في إعلان نفسه رئيساً للبلاد، ولم يستعن بالآخرين من أهل الخبرة، كما أنه تجاهل القوي السياسية التي كادت تساعده في إدراة مصر، لو أراد. ترى من المسئول عن التدهور الأمني في سيناء؟ لو تعاون الرئيس مع القوي السياسية أحزاب وحركات، لاستطاع تكوين حائط ضد المتسببين في الحالة الأمنية السيئة. والمشكلة تكمن في أن جماعة "السلفية الجهادية" في مصر والتي تقوم ببعض العمليات القتالية نشطة وليست ضعيفة كما يردد البعض. هل ترى أن أعضاء الجماعة الإسلامية المفرج عنهم بقرار رئاسي هم السبب فيما يحدث بسيناء؟ لا أعتقد ذلك، لكن بعد أن تمت المراجعات الفكرية من قبل الجماعة الإسلامية استلقي في الساحة بعض ممن يرفضون هذه المراجعات، وتلاقي فكرهم مع أفكار تنظيم القاعدة الأمر الذي تطور وتسبب فيما يحدث في سيناء حالياً. وهناك جماعات تكفر مرسي والنظام المصري بشكل عام، وعموماً لقد حذرت الرئيس من الإرهاب الذي يحدث بعد توليه السلطة بشهر واحد، وكان ومازال عليه أن يراجع هذه الجماعات ويقف أمام فكرها، ليتخذ المناسب حيالها. كيف تقيم الأداء الرئاسي خلال الفترة الماضية؟ علي مرسي تغيير كل اختياراته السابقة، ويعيد كل فعله خلال خمسة شهور. وأنصحه بأن يقرب أهل الاختصاص والقدرات، ويشرك معه في الحكم غيره ممن يكونون من غيره، أى ممن هم خارج فلسفته، وممن لا يقبلون أن يكونوا مجرد "ميدالية". فمصر أقوي من إمكانياته، فهو نجح بإمكانيات عادية وفي ظروف غير عادية. فضلاً عن أنه تسرع في أن يكون رئيساً منفرداً للبلاد دون أن يشرك الآخرين معه. وأشير أيضاً إلى أن الرئيس يسير في طريق إغراق البلد بالفتن والخلافات، وضيق الأفق وانعدام الأمل، مما يزيد خطورة الوضع الراهن، إن لم يسرع مرسي بتدارك كل ذلك. وهل معني ذلك أن كل اختيارت الرئيس لم تكن علي الشكل المطلوب؟ الرئيس مرسي عليه أن يقدم اعتذارا وعذرا للناس عن الطريقة التي يتم بها إشراك مسئولين بمؤسسة الرئاسة، والحكومة وغيرها من التعيينات. فهو يعتمد علي فلسفة خاطئة حيث يقرب أصدقاءه ومعارفه، فكل تعيينات مرسي "مجاملات". فلا توجد كفاءة واحدة في اختيارات الرئيس، فتعييناته ليست علي المستوي المطلوب. وهذه الفلسفة ستؤدي إلي غرق السفينة والتي سيتحمل هو مسئوليتها أمام الشعب الغاضب. هل الرئيس تُفرض عليه شخصيات وقرارات معينة؟ طبعاً وهو يستلذ بما يفرضه عليه الآخرون، بل ينسجم معه، ويستفيد منه. ومثال ذلك أن كل المتواجدين حول مرسي هم من المقربين من خيرت الشاطر. والعيب هنا علي الرئيس وليس علي من يفرضون عليه الاختيارات. فأنا أحمّل المسئولية لمرسي وليس لخيرت الشاطر الذي لا ذنب له، إلا أنه يقول فيستجاب له، لكني أؤكد أن الرئيس قادر علي أن يخرج من عباءة الإخوان ويكون رئيساً لكل الشعب إن أراد. هل أنت قلق علي الحالة التي عليها مصر الآن؟ أحوال مصر متدهورة، وربما أكثر من عهد مبارك، فأيام مبارك كان القطارات كانت تحرق، من الدرجة الثالثة والثانية، أما الآن فنرى حريق القطارات طال الدرجة الأولي منها. وماذا عن مشروع النهضة وقدرته علي الارتقاء بمصر؟ لا يوجد مشروع نهضة أو غيره، والحملة الانتخابية للرئيس أرادت اللعب علي وتر العاطفة، ومرسي نفسه ليس لديه أى فكرة أو تصور لما ستكون عليه مصر في نهاية حكمه أى بعد أربع سنوات. وما الحل؟ أؤكد مرة أخري "لا بد من أن يتعاون الرئيس مع الجميع، ولا مانع من التعاون مع الشرفاء ممن انتموا للحزب الوطني"، وأكرر " يا مرسي ابعد عمن هم يتفقون معك في كل شيء، وغير فلسفة الاختيار". وماذا عن لقاءات مرسي مرشحي الرئاسة السابقين؟ لم تتم بشكل جيد لأنه لا يريد ذلك، فالدعاية والتصوير، كانا هدفه من الاجتماع بمرشحي الرئاسة، فلا يجوز للرئيس أن تكون جلساته مع شخصيات مثل البرادعى، وعمرو موسي وأبو الفتوح، وحمدين صباحي. بالشكل الرسمي، بل لا بد أن تكون الجلسات "حميمية" تتبادل فيها وجهات النظر. وأنا أري أن أبو الفتوح كان كلامه حاداً في مقابلة مرسي، في حين كان عمرو موسي أستاذاً في الجلسة أكثر منه ضيفا عاديا. كيف قرأت انتخابات حزب الحرية والعدالة؟ الحرية والعدالة لم تكن به انتخابات أصلاً، وقد أعلنت النتيجة بنفسي قبل إجراء الإنتخابات، والتي فاز بها الكتاتني، كما قلت. وأنا أعرف كيف تدار الجماعة. مبتسماً: "ولا أريد الخوض كثيراً في أمور الجماعة الله يرضيك". كيف تقرأ دور الدكتور محمد البلتاجي داخل جماعة الإخوان؟ البلتاجي والعريان يلعبان خارج الدائرة المحددة في الجماعة وهما مرفوضان. لكن شخصية البلتاجي تغيرت كثيراً خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. ونريده أن يعود للوفاق مع القوي السياسية كما كان. وأود القول إن آراءه المختلفة عن الجماعة يمكن أن تتسبب في جعله أقرب الخارجين عن الجماعة لأنه منبوذ عنها، لأنه مختلف مع كثير مما يذهب إليه. الأمر الذى قد يدفعه لأن يحمل لقب "قيادي سابق". باعتبارك أحد المؤسسين بحزب مصر القوية ما توقعك لمستقبل الحزب، وهل هو قادر علي المنافسة؟ حزب مصر القوية سيكون له المستقبل، وتجربته ليست فردية أى لا تعتمد علي دكتور أبو الفتوح وحده. فنحن نضم مجموعة وطنية متميزة من الشباب والفتيات وجميع الأعمار والمهن. والمستقبل سيكون لهذا الحزب كمثل للإسلام الوسطي. كما أن التيارات السياسية الناشئة مثل اليتار الشعبي وحزب الدستور، وحزب المؤتمر ستلعب دوراً كبيراً. وماذا عن شخصية أبو الفتوح؟ أبو الفتوح أذكي من اللازم، وهدوؤه ذكاء، فيأخذ الأمور الحارة ببرودة شديدة. وأري أن فرصته في الانتخابات القادمة قوية، فهو يمثل الإسلام الوسطي، فضلاً أن محبيه كثيرون، لكن فرصة انتخابات الرئاسة السابقة كانت لها ظروفها. ماذا عن الدستور الجاري وضعه؟ أرفض مسودة الدستور كلية ولا أحد يشكر فيها إلا أعضاء الجميعة التأسيسية؛ حيث أنه لم يقم علي فلسفة تشريعية محددة، وقام علي أساس باطل في التشكيل. شاهد الفيديو: ;feature=youtu.be