يعرض للفنان الشاب محمد رمضان فيلم «عبده موتة» الذي أثار حوله الجدل منذ اللحظات الأولي لتجهيزه، فمنذ تصوير الفيلم وهو يواجه انتقادات بسبب تعرضه لعالم البلطجة وهو نفسه العالم الذي ناقشه «رمضان» من قبل في فيلمه «الألماني» الذي لم يحقق إيرادات تذكر، بالإضافة إلي تعرضه لانتقادات بعد عرضه، ووجهت له تهمة ازدراء الأديان، التي حررها ضده بعض المحامين، بالإضافة لإساءته لآل رسول الله صلي الله عليه وسلم.. سألناه عن ردود الفعل حول فيلمه والانتقادات الموجهة له.. فكان هذا الحوار.. * ما وجهة نظرك في الانتقادات الموجهة للفيلم.. والخاصة بتهمة ازدراء الأديان؟ - المنتج «أحمد السبكي» حذف الأغنية من الفيلم، رغم أن الجملة تم غناؤها من قبل في إحدي الأغنيات لمحمود الليثي ولم تحمل أي إهانة لآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولم ينتقدها أحد، ومع ذلك لم نقصد أبداً إحداث أي فتنة أو إهانة للرسول الكريم، وأنا أجد أن الانتقادات الموجهة للفيلم زائدة علي الحد، ومع ذلك أنا سعيد أنها المرة الأولي التي يشاهد فيها المفتي فيلماً ويهتم بالحكم عليه بهذا الشكل، وأعتقد أن الفيلم تخطي 11 مليون جنيه في جميع إيراداته، وهذا كفيل لأن هناك من ينتقد النجاح. * ولكن البعض أكد أن الفيلم جمع إيرادات بسبب الدعاية التي حصل عليها من تلك الانتقادات؟ - أعتقد أن الجمهور أعجبه الفيلم ولذلك تابعه ودفع ثمن تذكرة السينما، بالإضافة إلي أن الفيلم يحمل معاني كثيرة منها فئة موجودة في المجتمع المصري وليست فئة قليلة، وإعجاب الناس بالفيلم نابع عن مناقشته موضوعات يشعر بها الجمهور، فالفيلم ينقل مشاعر الناس في الشارع، خاصة أن مصر بها أكثر من 2 مليون مواطن يعيشون في العشوائيات وهم نماذج مماثلة لعبده موتة، فالجمهور وجد مادة جيدة مقدمة بشكل مسلٍ.. لماذا لا يعجب به؟ * ما الذي جذبك لشخصية عبده موتة؟ - الشخصية تمثل العديد من الشباب الطيب الذي يملك بداخله مشاعر طيبة، لكنه يحاول أن يجمع المال ليصرف علي نفسه وعلي أسرته ولأنه يعيش في منطقة عشوائية تضطره الظروف أن يستخدم السلاح ليدافع عن نفسه وعن أسرته لأن عمله كديلر في تجارة المخدرات يجعله يتعرض لمشاكل كثيرة، مثلاً من «المعلم» الذي ينافسه في عمله، وغيره فالشخصية في الأصل تمثل كثيراً من الشباب الذي قست عليه الدنيا واضطر لبيع نفسه لكسب قوت يومه، وهذا وضح في آخر مشاهد بالفيلم، عندما سأله عشماوي عما يتمناه في الدنيا، فتمني ألا يمر في حياته بكل الظروف التي أدت به إلي أن يكون مجرماً. * تعرضت لانتقادات بسبب تشابه شخصيتك في «الألماني» بشخصيتك في «عبده موتة»؟ - «الألماني» كان يتحدث عن عالم البلطجة بالتفاصيل الداخلية فيه، فالبطل فيه يعمل ويتقاضي مالاً مقابل تلك المهنة ويستعرض الفيلم أشياء عديدة يتعرض لها من يعملون في تلك المهنة، بالإضافة إلي أن كل تفاصيل الشخصية في الفيلمين مختلفة، أنا أحاول في كل فيلم أن أظهر إمكانياتي، فلا أعتمد فقط علي تغيير الملابس أو تغيير اللوك، لكنني أحافظ أن أغير في سلوك الشخصية الواضحة علي الشاشة. * البعض وصف مشاهدك في الفيلم بأنها خارج إطار المنطق، وقدمت نموذجاً للشخصية بشكل فج؟ - علي العكس أنا نقلت الشخصية أقل بكثير مما هي موجودة في الواقع، فاستخدامه للثعبان الذي صاحبه طوال عمره وللأسلحة التي ضرب بها، بالإضافة للأسلحة البيضاء التي هي السمة الرئيسية لأي بلطجي أو شخص يعمل في تجارة المخدرات، فالفيلم قدم نموذج أن كل شيء، كما تدين تدان، فالفيلم قدم سيناريو متميزاً لما يحدث في المجتمع. * انتقدت بسبب بعض المشاهد الدموية في الفيلم.. مثل ذبح ياسر الأشول.. وأيضاً حوادث القتل الأخيرة في الفيلم.. فما رأيك؟ - الفيلم كان به مشاهد صعبة جداً وصعوبتها في تنفيذها أكثر من عرضها علي الشاشة، فأنا بذلت مجهوداً كبيراً في التدريب علي تقديم تلك المشاهد، خاصة مشهد قتل الأشول الذي قام بدوره مجدي بدر فهو تجسيد لحالة القهر التي عاشها «عبده موتة» ليس فقط في المجتمع ولكن القهر النفسي الذي أسقطه، فكما فعل في فتاة وحملت منه سفاحاً، فعلها فيه صديقه ليخبره أن ما تفعله في الناس يفعل فيك في رسالة غير مباشرة، فالشخصية هنا كان لابد أن تظهر الحزن النفسي أكثر منه علي الشاشة، أيضاً مشهد النهاية فهو طبيعي لأنه يعلم أنه سيحاكم علي جريمة لم يرتكبها، وكلها مشاهد لخدمة الموضوع، كان لابد أن توضع ثم إن هناك أفلاماً أخري تتناول أصعب من تلك المشاهد، لكننا خدمنا السياق الدرامي بكل إمكانياتنا. * لماذا تصر في كل أفلامك علي فريق عمل واحد؟ - الدور عادة ما يفرض نفسه، وينادي صاحبه، فأنا بالفعل شاركت فنانين كثيرين في كل أفلامي منهم «حورية فرغلي» و«رحاب الجمل» و«مجدي بدر» وأنا لا أتدخل في اختيارات المخرجين، هم من يرشحون الشخصيات، بالإضافة إلي أنني اعتبر نفسي محظوظاً لمشاركتي لهؤلاء النجوم لأن النجاح في الأعمال كلها جماعي، وكلما كان دور الممثل قوياً في الفيلم أعطي ثقلاً لكل من أمامه، بالإضافة إلي أنها المرة الأولي التي اتعامل مع المخرج إسماعيل فاروق وهو مخرج متميز استطاع تصوير أصعب مشاهد الفيلم بشكل متميز، واعتبر أن مشهد قفزي من كوبري عباس من أهم المشاهد في الفيلم، جعلني المخرج أصوره 4 مرات لأصل لمشهد جيد. * دائماً ما يقدم انتقادات لأفلام السبكي بأنها تتناول توابل فنية أبرزها الرقص والأغاني الشعبية الكثيرة في أعماله؟ - أعتقد أن الفيلم تناول مجتمعاً يتغني بتلك الأغاني وأكثر، فالأغاني الشعبية لا يمكن أن أنكر أنها وسيلة للدعاية للفيلم ووسيلة أكبر لنجاحه، بالإضافة إلي أن الأحداث تدور في حي شعبي يسكن فيه تجار مخدرات، من الطبيعي أن يغنوا ويرقصوا بتلك الطريقة ولا يوجد ما يسمي توابل فنية طالما أنها أفلام تتناول قضية، فهي ليست أفلام مقاولات، كما يسميها البعض أو تعتمد علي الأغاني الساقطة بل علي العكس تلك الأغاني يرددها الناس في الشارع كثيراً. * هل تري أن رسالتك في الفيلم وصلت للجمهور؟ - رسالتنا في الفيلم كانت مباشرة بأن من يخطئ لابد أن يلقي عقابه، فليس كل من يسجن أو لديه خطأ في حياته يدمر حياته طوال العمر، والفيلم لا يتحدث إلي البلطجي أو الحرامي أو تاجر المخدرات لكنه موجهه لكل من يستسهل في حياته، ويلجأ إلي الطريق الخطأ، رسالتنا في الفيلم واضحة، وهي كيفية تقديم عمل يشعر الناس بأنهم يعيشونه وإذا لم يتعرضوا له يرون أنهم من الممكن أن تكون حياتهم علي تلك المشكلة في المستقبل.