اختلف استقبال رمضان هذا العام عن باقي الاعوام الماضية بعد اجتياح وباء كورونا المستجد جميع الدول الإسلامية، فيبدو أن الطقوس المتعارف عليها خلال الشهر الكريم كالافطار الجماعي وانتشار البازارات وصلاه التراويح وغيرها توقفت تخوفاً من هذا الفيروس الذى يعد وحشاً يلتهم العديد من الأشخاص حول العالم . وتعد ماليزيا من أكثر النماذج الإسلامية في آسيا التي حرمت من الاحتفال بالشهر الكريم، حيث قرر رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين منع جميع أشكال بازارات رمضان، مما يشمل أيضاً أنشطة الإفطار الجماعي خارج المنزل. وقد سبق أن أعلن في 16 مارس الماضي عن تعليق الجُمَعِ والجماعات في البلاد، خوفًا من تفشي الفيروس وانتشاره بين المواطنين. ومع تمديد فترة تقييد التحركات إلى مرحلتها الثالثة، أعلن سلطان ولاية سلانجور عن تمديد إغلاق المساجد إلى ما بعد نهاية شهر رمضان المبارك، مما يعني منع إقامة صلاة التراويح والاعتكاف في المساجد، وهو ما ستقرره على الأغلب بقية الولايات الماليزية الأخرى. كما سبق أن طلب الوزير برئاسة مجلس الوزراء للشؤون الإسلامية الدكتور ذوالكفل محمد البكري مسلمي ماليزيا التريث في قرار الحكومة بشأن تمديد فترة تقييد التحركات، إذا استمرت أزمة الكوفيد-19 في ماليزيا. وقال: "هل ستكون هناك مرحلة تمديد جديدة من تقييد الحركة أم لا؟ فالأمر يتوقف على رئيس الوزراء السيد محيي الدين ياسين، وسوف نرى من ذلك ما الأفضل في موضوع صلاة التراويح وسنصدر بياناً حوله". الجدير بالذكر أنه خلال الأعوام الماضية فور الإعلان عن دخول شهر رمضان تقوم البلديات برش الشوارع الرئيسة، وتنظيف الساحات العامة، وتنصب حبال الزينة والمصابيح الكهربائية في الشوارع الرئيسة للبلد. ويقوم المسلمون هناك بتبادل التهاني فيما بينهم، ويعلق أصحاب المحال التجارية لافتات، كُتب عليها عبارات التهنئة بدخول شهر الصيام، مثل (شهر مبارك) وغيرها من عبارات التهنئة والفرح، التي غالبًا ما تكون باللغة العربية. كما وتضاء مآذن المساجد طوال الليل، ويُعلن من خلال تلك المآذن عن دخول شهر الصيام. أما في القرى، فيحتفل المسلمون هناك بدخول الشهر الكريم بالتجمع في المساجد، وتهنئة بعضهم بعضاً، ويعلنون عن دخول شهر رمضان بقرع الطبول الكبيرة، وتسمى عندهم (الدوق). والمساجد في ماليزيا تفتح أبوابها طوال هذا الشهر المبارك آناء الليل وأطراف النهار، ولا تغلق مطلقاً، على خلاف باقي أيام السَّنَة. وعند صلاة المغرب يُحضر أهل الفضل والسَّعَة معهم بعض المأكولات والمشروبات، حيث توضع على مفارش طويلة في الأروقة، وتكون الدعوة عامة ومفتوحة للجميع للمشاركة في تناول طعام الإفطار، وعقب الانتهاء من صلاة المغرب يذهب المصلون إلى تناول وجبة الإفطار الأساسية مع عائلاتهم وذويهم في بيوتهم، ثم يخرج الجميع لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد.